المقارنة بين شخصيات “الجوكر” في الأفلام التي جسدتها صارت الشغل الشاغل لمتابعي فيلم “Joker” الذي بدأ عرضه في دور العرض العالمية، في 4 من تشرين الأول الحالي، وعلى الرغم من اختلاف آراء النقاد والمنتقدين ومدح المتابعين، فإن هذه النسخة ذات طابع مميز، لا سيما أن “الجوكر” يظهر من دون “باتمان” هذه المرة.
ارتبطت شخصيتا “الجوكر” و”باتمان” في جميع الأفلام التي سبقت الفيلم الجديد للمخرج تود فيلبس، الذي يعرض فيه كيف نشأت الشخصية المثيرة للجدل والحيرة التي رافقتها وقصتها المبهمة منذ بدايتها.
وتبدأ القصة حينما كان بطلها آرثر فليك يحلم بالعمل كممثل كوميدي، في مدينة جوثام المضطربة، التي تعيش في حالة من الفوضى وسط أكوام من القمامة.
وعلى الرغم من الانتقادات التي سبقت عرض الفيلم، بسبب المشاهد القاسية وكمية العنف التي تحملها الشخصية، والمخاوف من أن تكون دافعًا لارتكاب جرائم حقيقية، تبرر حبكة الفيلم هذه المشاهد بأنها نوع من التواصل الخيالي مع قسوة العالم بطابع ضبابي ذي أسلوب سلبي وفلسفي.
“الجوكر” مثال عن الفوضى بما جسده الممثل خواكين فيليكس، الذي لعب دور الشخصية، إذ عاش دور رجل وحيد متضرر، حياة مميتة باعتبارها مهرجًا يتقاضى أجره.
كثير من التفاصيل مفقودة لدى المتابعين، من بينها العلاقة التي تربط “الجوكر” مع شخصية “باتمان”، لا سيما تلك التي شخصها الممثل ليث هيدجر مع المخرج كريستوفر نولان في فيلم “The Dark Night” (الصادر عام 2008)، والتي لا تزال إلى اليوم عالقة في الأذهان.
في سلسلة التناقضات التي عرضها الفيلم، وبالإضافة إلى الجو السلبي الذي أحاط بالشخصية، لعب المخرج على تأثير الجو على المشاهد، من خلال الموسيقا المستخدمة وتوقيت دخولها، بالإضافة إلى لقطات كان الغرض منها إيصال صورة مزعجة للعين.
ولكن ما يشار إليه من عيوب العمل هو ضعف الحوار، مقارنة مع شخصية “الجوكر” التي جسدها هيث ليدجر في “The Dark Night”، واختلاف الشخصيتين بنوع وطريقة الحوار، بالإضافة إلى الفلسفة الحوارية التي افتقدها العمل الحالي.
حاول فيلم “الجوكر” الجديد تجسيد حالة الصراع بشكل فيزيولوجي، دون عرضها عن طريق الحوار بين الشخصيات أو حوار الشخصية مع ذاتها (مونولوج)، وهذا ما أبدع خواكين فيليكس بتمثيله.
ظهر فيليكس النحيل برشاقته وهو مفعم بالحيوية، ضحوك بشكل لا تمكن السيطرة عليه، ربما بسبب إساءة المعاملة التي تعرض لها.
أظهر العمل سلسلة من العوامل أسهمت في تكوين هذه الشخصية المثيرة للجدل، من عدم المساواة الاجتماعية والفساد السياسي والبيروقراطية الحكومية، واتساع الشرخ بين طبقات المجتمع. كل هذا أدى شيئًا فشيئًا إلى احتضان آرثر فليك لهذا الشر المتطرف.