جريدة عنب بلدي – العدد 32 – الأحد – 30-9-2012
بعد الاحتضان الشعبي الكبير والملموس للثورة السورية وللجيش السوري الحر، عمد النظام إلى سياسة انتزاع هذه الحاضنة الشعبية عن الجيش الحر خصوصًا والثورة عمومًا، فازداد بطشه ووحشيته في المناطق الأكثر احتضانًا للثورة، فارتكب -وما يزال- المجازر اليومية بحق المدنيين الأبرياء لا لشيء سوى لاحتضانهم الثورة، ساعيًا من وراء ذلك وبمساعدة من أزلامه ومرتزقته في كل مكان وعلى كافة المستويات إلى تحميل وزر المجازر التي يرتكبها إلى الجيش الحر والثوار باعتبارهم ومن خلال وجودهم بين المدنيين سببًا لما يحل بالمدن من تدمير وخراب وقتل للمدنيين. وربما نجح النظام من خلال الفظائع التي ارتكبها في بعض المناطق في خلق شرخ بين الثورة ولاسيما الجيش الحر وبين حاضنته الشعبية.
وفي سبيل استعادة هذه الحاضنة وترميم الشرخ الذي حصل، ولإفشال مخططات النظام، ينبغي على الناشطين والثوار وعناصر الجيش الحر وقادة كتائبه ومجموعاته توحيد جهودهم ونبذ خلافاتهم جانبًا كي لا تضيع فرصة تحقيق النصر من بين أيديهم {وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}. فتوحيد الجهود عامل أساسي من عوامل النصر، ومن هنا كانت الدعوة الشعبية والثورية في جمعة توحيد كتائب الجيش السوري الحر باعتباره العنصر الثوري الأقوى واللاعب الأساس على الأرض حاليًا.
فعلى الثوار من مختلف مواقعهم العمل والتوحد لمواجهة محاولات النظام لخرق الصفوف من خلال مجالس ولجان يقوم هو بتشكيلها وليقدمها فيما بعد على أنها ممثلة للمجتمع والثورة، ولتقدم بدورها مجموعة مطالب بما يسيء للثورة ويصرفها عن هدفها الحقيقي الذي اشتعلت من أجله وقدمت في سبيله الكثير من التضحيات.
إن دماء الشهداء والتضحيات التي بذلت في سبيل ثورة الحرية والكرامة تجعل توحيد جهودنا وتكاتفنا أولوية للحفاظ على الثورة أولًا ولاستعادة حاضنتها الشعبية ثانيًا، ولتحقيق النصر وبلوغ أهداف الثورة ثالثًا، وذلك لن يكون إلا بالتعالي على المصالح الضيقة والخلافات الجانبية وبأن نذكر دومًا أننا يدٌ واحدةٌ هدفها إسقاط نظام الظلم والاستبداد.