الليث حجو.. المخرج المطُارد
لم تنجح المطالبات بوقف عرض فيلم “الحبل السري” في السويد، ضمن عروض مهرجان “مالمو للسينما العربية”، لكن المطالبات أوقفت عرضه في اسطنبول.
صور المخرج السوري الليث حجو فيلمه القصير “الحبل السري” في مدينة الزبداني السورية، وهي إحدى المدن التي تعرضت للحصار والقصف من قبل قوات النظام السوري و”حزب الله” اللبناني، وتعرض أهلها للتهجير، بموجب اتفاقية المدن الخمس، في نيسان 2017.
استغل الليث حجو المباني المهدمة والأنقاض لسرد رواية الفيلم، التي تبدو في ظاهرها تنفصل عن السياسة في سوريا، إلا أن الواقع لا يجعل أي تفصيل مهما كان صغيرًا يبتعد عن السياسة في بلد كسوريا.
يروي الفيلم قصة امرأة حامل تعاني من آلام المخاض مبكرًا، ويحاول زوجها الوصول إلى القابلة التي تعيش في الطرف الآخر من الحي المحاصر، حيث يهدد قناص حياة كل من يمر.
لم يعترض من أراد وقف عرض الفيلم في السويد على قصته، بل على مكان تصويره، ورأوا فيه تجاوزًا لا يمكن السكوت عنه، خاصةً أن المعترضين لم يروا فيه إنصاف لآلام الآلاف من سكان المدينة، ويعتبرون أن الليث حجو، مخرج الفيلم، محسوب على النظام السوري بشكل أو بآخر.
علاقة الليث حجو مع الثورة السورية بدأت منذ شهرها الأول، عندما انطلق رفقة الممثل باسم ياخور والممثل الراحل نضال سيجري للقيام “بوساطة” بين المتظاهرين والحكومة السورية في مدينة اللاذقية السورية، بحسب ما ذكر الليث نفسه في لقاء مع قناة “العربية” في آذار من عام 2011.
الليث ذكر أنه “تم الطلب منه” التوجه إلى المدينة لتهدئة المعتصمين في منطقة “الصليبة”، وأكد في لقائه أن السلطات السورية “ستفرج” عن 84 معتقلًا من المدينة.
لقاء أكد فيه الليث أنه نقل مطالب المتظاهرين، والتي تلخصت بوقف العمل بقانون الطوارئ ومحاسبة من تسبب بقتل المتظاهرين، ونفى في الوقت نفسه وجود أي مظاهر أمنية تابعة للنظام.
حجو قال في أثناء عرض فيلمه ضمن مهرجان “الكرامة” في بيروت، في تموز الماضي، إن فيلم “الحبل السري” يعنيه “على المستوى الإنساني”، في ما أسماه “الأزمة والحرب”، وهي مصطلحات اعتاد المخرج على استخدامها في مسلسلاته التي صنعها في الدراما السورية، منذ عام 2011.
ما يراه حجو لا يراه المعترضون على عرض الفيلم، سواءً في السويد أو في اسطنبول، إذ أن السبب الرئيس لرفض عرض الفيلم هو تصويره على آلام سكان المدينة، بحسب المطالبات التي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي في الأيام القليلة الماضية.
ومن هذه المطالب بيان لمجموعة “سوريون مستمرون في مالمو”، قالت فيه إنه لا يمكن فصل قصة الفيلم عن إشراف السلطات السورية عليه.
لم تشفع مسلسلات الليث حجو، ذات الشعبية المرتفعة له هذه المرة، رغم أن حجو، الذي عمل مساعدًا لعدد من أبرز المخرجين السوريين قبل أن ينطلق في مشواره الخاص، يعد من أنجح المخرجين السوريين وأكثرهم شعبية، وأخرج عددًا من المسلسلات التي لا تزال تُشاهد حتى اليوم، على رأسها مسلسلي “ضيعة ضايعة” و”الانتظار”.
نجح المعترضون في إيقاف عرض الفيلم في مدينة اسطنبول التركية يوم الأربعاء الماضي، 9 من تشرين الأول، وقالت إدارة المقهى التي كانت ستعرض الفيلم القصير إنها ألغت العرض “منعًا للمزيد من التصدعات في الرأي”.
نجح المعترضون هنا وفشلوا في السويد، حيث لم تعر إدارة مهرجان مالمو آذانًا صاغية لمطالبهم.
ولم يصدر عن الليث حجو أي رد فعل على المطالبات، لا في السويد ولا في اسطنبول، حتى هذه اللحظة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :