“قوات سوريا الديمقراطية” أمام معركة فاصلة.. تعرف إليها

  • 2019/10/10
  • 6:32 م
مقاتلون من قسد يجلسون في دلو حفارة في قرية باغوز بريف دير الزور – آذار 2019 (رويترز)

مقاتلون من قسد يجلسون في دلو حفارة في قرية باغوز بريف دير الزور – آذار 2019 (رويترز)

فرض شهر تشرين الأول 2019 مع مرور عشرة أيام منه ظروفًا صعبة على “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، فهي الآن أمام معركة فاصلة ضد الجيش التركي وفصائل “الجيش الوطني”، بعد الإعلان عن عملية عسكرية واسعة على طول الحدود الشمالية لسوريا، حملت اسم “عملية نبع السلام”.

تتوجه بنادق “قسد” نحو الحدود الآن، بعد أن كانت في السابق ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، ولذي أعلنت إنهاء وجوده في آذار 2019.

ويسود ترقب حول ما ستفرضه الأيام المقبلة، خاصة أن تركيا دخلت بعمليتها بعتاد عسكري كامل على الأرض، وبدعم من الطيران الحربي، الذي لم تهدأ ضرباته على المناطق الحدودية، كرأس العين وتل أبيض ومحيطهما.

ورغم أن الجيش التركي و”الجيش الوطني” أعلنا السيطرة على عدة مناطق في محيط تل أبيض ورأس العين على الحدود الشمالية لسوريا، إلا أن “قسد” نفت الأمر، وأعلنت أنها تصدت لجميع محاولات الاقتحام.

من هي “قسد”؟

شُكلت “قسد” في تشرين الأول 2015، وهي الذراع العسكرية للإدارة الذاتية المعلنة شمال شرقي سوريا، وتتلقى دعمًا عسكريًا من التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.

تشكّل “وحدات حماية الشعب” (الكردية) العماد العسكري لـ”قسد”، التي جاء في بيان تشكيلها أنها “قوة عسكرية وطنية موحدة لكل السوريين تجمع العرب والكرد والسريان وكافة المكونات الأخرى”.

بالعودة إلى ما قبل تشكيل “قسد” أي في أثناء سيطرة تنظيم “الدولة” على مساحات واسعة من شمالي وشرقي سوريا، كانت “الوحدات” تقاتل على شكل مجموعات مقاتلة صغيرة، كالنشأة الأولى لفصائل “الجيش الحر”، وهو ما كان حاضرًا في معارك مدينة عين العرب (كوباني)، إذ تحالفت مع عدة تشكيلات عسكرية في إطار “مصلحي” لصد هجوم التنظيم على المدينة.

وظهرت “الوحدات” بشكل علني في شهر تموز 2012، بعد أكثر من عام على انطلاقة الثورة السورية، وحينها تحولت إلى فصيل عسكري بحكم الأمر الواقع، وبدأت بنشاطها العسكري في كل من الحسكة وحلب والرقة وأنشأت نقاط تفتيش وحواجز.

بقيت “الوحدات” على حالتها الفصائلية دون أي تنظيم عسكري حتى الفترة التي تلت صد هجوم تنظيم “الدولة” على “كوباني”، لتنتقل إلى مرحلة جديدة تختلف بشكل جذري عن المرحلة السابقة، وتحتاج إلى تنظيم أكبر وهيكلية هرمية لاستيعاب حجم المعارك والقتال على الأرض.

المرحلة الجديدة التي دخلت بها “الوحدات” هي تشكيل “قوات سوريا الديمقراطية”، التي جاء الإعلان عنها عقب إعلان الولايات المتحدة نيتها تقديم أسلحة لمجموعة مختارة من قوى مسلحة، بغرض محاربة تنظيم “الدولة”.

من تضم؟

جاء في بيان الإعلان عن “قسد” أنها تضم كلًا من “التحالف العربي السوري” و”جيش الثوار” و”غرفة عمليات بركان الفرات” و”قوات الصناديد” و”تجمع ألوية الجزيرة” و”المجلس العسكري السرياني” و”وحدات حماية الشعب” و”وحدات حماية المرأة”.

المسميات التي أعلن عنها في تشكيل “قسد” عبارة عن فصائل عسكرية، وتمكنت بحكم تشكيلها العسكري الذي ظهرت فيه من مسك زمام الأمور على الأرض، كالقتال على أكثر من جبهة ومحور في العمليات العسكرية التي أطلقت ضد تنظيم “الدولة”.

وكان الناطق السابق باسم “قسد”، طلال سلو، الذي انشق عنها، حدد أعداد قواتها بشكل تقريبي بحوالي 50 ألفًا بين مقاتل ومقاتلة، وأكثر من 70% منهم هم “YPJ” (وحدات حماية المرأة) و”YPG” (وحدات حماية الشعب)، ثم تأتي بقية المكونات.

أما عن المكون التركماني فأوضح سلو، “كنا عبارة عن فصيل صغير بقيادتي أنا، ضمن قرية حمام التركمان، ويضم نحو 65 مقاتلًا، وكان هناك طرح من قبل إدارة PKK، وخاصة من قبل شاهين جيلو (فرهاد عبدي شاهين) أن يكون هناك اسم فقط وبشكل رمزي”.

كما أن المجلس العسكري السرياني يضم حاليًا حوالي 50 عضوًا، وبالنسبة إلى المكون العربي، أشار سلو إلى عدد كبير، غير أنه في الفترة الأخيرة لم يكن يشارك في العمليات العسكرية.

تحولات طرأت

في أيار 2017 وبعد إطلاق عمليات عسكرية واسعة من قبل “قسد” أعلنت عن تشكيل أفواج عسكرية في مناطق سيطرتها.

وقال الرئيس المشترك لـ “هيئة الدفاع والحماية الذاتية” في مقاطعة الجزيرة، ريزان كلو، في أيار 2017، إن “الهدف من تشكيل الأفواج العسكرية لقوات الدفاع الذاتي، هو بناء قوة عسكرية على مستوى عالٍ من التدريب والانضباط، تدافع عن المكتسبات التي تحققت في روج آفا بفضل تضحيات آلاف الشهداء”.

أول فوج عسكري أعلن عنه في 9 من أيار 2017 وأشار كلو حينها، إلى أن “المنضمين إلى الأفواج العسكرية سيتلقون دروسًا عسكرية وفكرية لتزويدهم بالخبرات الكافية”، معتبرًا أن “هذه القوات تنظم نفسها تحت سقف الإدارة الذاتية الديمقراطية”.

وحُددت شروط الانضمام للأفواج بأن يتمتع المقاتل بصحة جيدة ويتراوح عمره بين 18 و40 عامًا، ومدة الخدمة هي 23 شهرًا ويعفى المنضمون من أداء “واجب الدفاع الذاتي”، إلى جانب وجود مجموعة أخرى من الشروط بالإضافة إلى حقوق المنضمين مثل الاستفادة من الضمان الصحي وتلقي راتب شهري قدره 200 دولار.

لم يطرأ أي تطور على هرمية “قسد” بعد التوجه لتشكيل الأفواج، وصولًا إلى الإعلان عن المجالس العسكرية، التي أعلن عن تشكيلها في ظرف لافت عقب إنهاء نفوذ تنظيم “الدولة”، وزيارات مكوكية لمسؤولين عرب وأجانب شهدتها مناطق شمالي وشرقي سوريا.

وقالت “قسد” في بيان تشكيل المجالس إنها تأتي لإعادة الهيكلية التنظيمية لقواتها وللتشكيلات العسكرية الموجودة في المنطقة.

والهدف منها أيضًا توحيد جميع القوات العسكرية والأمنية تحت مظلة المجلس العسكري، “ما يعزز خوض نضال موحد ضد الإرهاب وتجذير العمل المؤسساتي، بتفعيل المؤسسات العسكرية وتمثيلها في المجلس بشكل أكبر”.

أين تنتشر؟

تسيطر “قسد” على مساحات واسعة من سوريا تتجاوز 35 ألف كيلو متر مربع، وتبلغ مساحة سوريا 185 ألف كيلومتر مربع.

وتلقت “قسد” مؤخرًا أسلحة ثقيلة من الولايات المتحدة، من بينها ناقلات جنود ومدافع هاون ورشاشات ثقيلة، إلى جانب الذخيرة، رغم المعارضة الشديدة من قبل تركيا التي ترى أن “حزب الاتحاد الديمقراطي” في سوريا ليس سوى الفرع السوري لـ”حزب العمال الكردستاني” (pkk).

تتلقى “قسد” الاستشارة من قوات أمريكية على جبهات القتال، إضافة إلى الدعم الجوي من قبل الطيران الأمريكي خلال المعارك ضد تنظيم “الدولة”.

مقالات متعلقة

  1. المؤقتة تنشئ منطقة عسكرية "محظورة" على خط التماس مع "قسد"
  2. رأس العين.. عودة الهدوء بعد توقف حفر خندق تركي قرب الحدود
  3. "الفيلق الثاني" يعيّن قائدًا عامًا له في رأس العين وتل أبيض
  4. روسيا تروّج لنفسها حامية لتجارة شرق الفرات (فيديو)

سوريا

المزيد من سوريا