قدم رجل الأعمال الكندي جيم إيستل مبلغًا يزيد على 1.1 مليون دولار أمريكي لرعاية 89 عائلة سورية حتى الآن، لتستقر وتعيش في كندا.
اندفع إيستل من رغبته بالقيام بـ”الأمر الصحيح” عند رؤيته لما فعلته الحرب بالمدنيين في سوريا، فقام عام 2015 بجمع المتطوعين وإقامة حملات للتبرعات، واستجاب له 800 متطوع.
وتمكن رجل الأعمال عبر برنامج الكفالة الخاصة للاجئين، الذي تتيح من خلاله الحكومة الكندية لمواطنيها رعاية اللاجئين بشكل خاص لكن مع شرط التكفل بمصاريفهم مدة عام كامل، من مساعدة أكثر من 300 سوري، وفتح بيته لبعضهم.
ساعد المتطوعون اللاجئين في شؤون إيجاد المنزل والعمل المناسب والتعامل مع الشؤون القانونية وتسجيل أبنائهم بالمدارس مع تعليم اللغة الإنجليزية وقدموا لهم الملابس.
قدم إيستل، البالغ من العمر 62 عامًا، فرصة العمل لـ28 لاجئًا في شركته الخاصة، شركة الأجهزة المنزلية الكندية “دانبي”، وقدم الضمان المالي لبقية السوريين لبدء أعمالهم الخاصة، في مدينته “غويلف” في ولاية أونتاريو.
قصة نجاح إيستل التي أوصلته ليصبح من أصحاب الملايين بدأت من عمله في مجال الحواسيب بعد تخرجه في جامعة واترلو حاصلًا على شهادة الهندسة، ونما عمله تدريجيًا مدة 24 عامًا قبل أن تشتريه شركة التقانة الأمريكية “سينيكس” بمبلغ 56 مليون دولار، وبقي جيم مديرًا لفرع “سينيكس” الكندي مدة خمسة أعوام، ووسع مجالات عمله.
“ما أقوم به كمدير تنفيذي هو بناء الأنظمة والعمليات، وقمت بالأمر ذاته مع بعض اللاجئين”، هكذا وصف إيستل مهمته لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC).
أصعب ما واجهه إيستل هو اختيار العائلات التي سيرعاها، ووضع في حسابه حينها اختيار العائلات التي يرجح نجاحها في الاندماج في بلاده، حسبما قال لصحيفة “The Guardian“، “الجانب السيئ هو حين لا تقوم بأخذ امرأة مسؤولة عن أطفالها الثمانية، لأننا اعتقدنا (حياتك لن تكون جيدة كيف سيكون بإمكانك الاستقرار بنجاح؟) وهكذا اخترنا.. إنه أمر مريع لكن ماذا بإمكانك أن تفعل؟”.
مُنح جائزة “Order of Canada” في آذار الماضي، لعمله مع اللاجئين، وهو ثاني أهم تكريم تمنحه البلاد سلمته إياه الحاكمة العامة لكندا، جولي بايت، التي تمثل الملكة إليزابيث الثانية.
وحصل عام 2017 على جائزة دولية لعمله الإنساني، من قبل “تحالف الأمل العالمي” في الحملة العالمية ضد التطرف والتعصب، الذي تقدمه ثلاث مؤسسات غير ربحية في نيويورك وزوريخ وهونغ كونغ.
لا يرى إيستل ما قام به أمرًا غير عادي، فحسبما قال لهيئة الإذاعة البريطانية، “هذه العائلات تريد أن تكون سعيدة فقط، مثل الجميع غيرهم. يريدون مستقبلًا دون خوف وعنف. وعلينا الترحيب بهم، بما أن 99.9% من الكنديين هم مهاجرون نوعًا ما أيضًا”.
–