كيم سينغوبتا – الإندبندنت
بدأت كل من المملكة العربية السعودية وتركيا بدعم الفصائل الإسلامية المعارضة للأسد بما فيها جبهة النصرة، التابعة لتنظيم القاعدة، بعد زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للعاهل السعودي الملك سلمان في الرياض، في خطوة أثارت قلق حكومات الدول الغربية.
ويركز البلدان على دعم جيش الفتح المكون من فصائل متعددة ويضم جبهة النصرة، المنافس الأبرز لتنظيم “الدولة الإسلامية”، على الرغم من اتفاقها معه بشأن إقامة دولة الخلافة الإسلامية.
ويُشكّل القرار من الحليفين الرئيسين للدول الغربية (تركيا والسعودية) قلقًا لحكوماتها، وعلى الأخص أمريكا التي تعارض بشدة تمويل ودعم المجموعات “الجهادية” في سوريا، الأمر الذي يهدد محاولات واشنطن في تدريب المعارضة الموالية لها لمواجهة تنظيم “الدولة” وليس الأسد.
وتوقعّت وزارة الدفاع الأمريكية أن يستغرق تدريب المعارضة السورية “المعتدلة” في تركيا والأردن والسعودية قرابة ثلاث سنوات لإكمال تدريب 15 ألف مقاتل خلال البرنامج.
وقد كانت العلاقات متوترة بين أردوغان والملك المتوفى عبد الله، بحجة دعم أردوغان لجماعة الإخوان المسلمين، على الرغم من تأكيد الرئيس التركي على عدم التدخل في سوريا وخاصة فيما يخص منطقة الحظر الجوي، وهذا يعني بأن القوى الإقليمية تسعى بشكل واضح لأخذ زمام المبادرة ومساعدة المعارضة.
القوى الإقليمية واختلاف المصالح
ويزعم مسؤولون أتراك أن تعزيز قوة أحرار الشام التي تعتبرها أمريكا “متطرفة” -رغم محاربتها لتنظيم “الدولة”- سيضعف من نفوذ جبهة النصرة، في الوقت الذي ترسل فيه المملكة دعمها من المال والسلاح عن طريق القرى الحدودية مع تركيا بتسهيلات من الحكومة التركية، وفقًا لمصادر في المعارضة.
ويعتبر النهج المشترك للسعودية وتركيا واضحًا بشكل جلي، ويُظهر اختلاف مصالح القوى الإقليمية السنيّة، مع المصالح الأمريكية التي تعارض بشدة تسليح وتمويل من تسميهم “الجهاديين المتطرفين” في سوريا، إذ نفذت في وقت سابق غارات جوية على مواقع لجبهة النصرة في حلب مدّعيًة أن الجبهة كانت تخطط لشن هجمات “إرهابية” ضد الدول الغربية.
ويأتي انسحاب الملك سلمان من حضور القمة مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن المحادثات النووية الإيرانية هذا الأسبوع دليلًا آخر على التوتر بين البلدين، الذي ظهر مؤخرًا بعد أن صرّحت المملكة بأن الولايات المتحدة تحتاج إيران في قتالها ضد تنظيم “الدولة” في العراق، مشيرًة إلى أن حكومة أوباما بصدد اتفاق فيما يخص برنامج إيران النووي وأنها لم تعد مهتمةً بإسقاط الأسد عميل طهران في دمشق.
الولايات المتحدة في موقف محرج
ويعتبر تسليم “حركة حزم” التي كانت تمولها الولايات المتحدة عددًا من الأسلحة المتطورة لجبهة النصرة في وقت سابق في سياق الأمور الأكثر إحراجًا لأمريكا، بالإضافة إلى المزاعم التي تمحورت حول انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان بحق المدنيين من قبل المجموعات المدعومة من الدول الغربية.
ويدّعي عناصر من مقاتلي المعارضة بأن واشنطن قطعت التمويل عن المجموعات “المعتدلة” التي تدعمها بعد خسارتها لعدد من المناطق لصالح جبهة النصرة.
من جهته قال عبد اللطيف الصباغ، الإداري في حركة أحرار الشام “إن الأمريكيين دعموا الأشخاص الذين ادعوا أنهم ثوار على الرغم من أنهم فاسدون وغير أكفّاء”، مضيفًا أن “جيش الفتح يعتبر ناجحًا لأن عناصره يقاتلون سوية كما تقاتل جميع فصائله ضد داعش والأسد”.
وأشار الصباغ إلى أن “الأمريكيين يقصفون داعش ولا يفعلون شيئًا ضد الأسد وهذا هو السبب الذي جعلهم يتحدون لمحاربتهم”.
وكان جيش الفتح سيطر في معاركه الأخيرة على إدلب وعدد من القرى والبلدات الأخرى في الشمال السوري، في الوقت الذي يُقال إنه يحضر لهجوم على مناطق سيطرة النظام في حلب أكبر المدن السورية.
ترجمة عنب بلدي ولقراءة المقال باللغة الإنكليزية من المصدر اضغط هنا.
–