كيف سهلت أمريكا مهمة الأتراك شمال شرقي سوريا؟

  • 2019/10/07
  • 1:11 م
جنود أتراك يمشون معًا أثناء دورية مشتركة بين الولايات المتحدة وتركيا بالقرب من تل أبيض - 8 من أيلول 2019 (رويترز)

جنود أتراك يمشون معًا أثناء دورية مشتركة بين الولايات المتحدة وتركيا بالقرب من تل أبيض - 8 من أيلول 2019 (رويترز)

تترقب مناطق شمال شرقي سوريا ما ستؤول إليه الأيام أو الساعات المقبلة، بعد بيان البيت الأبيض الذي أعلن فيه انسحاب القوات الأمريكية من المناطق السورية الحدودية مع تركيا، في خطوة اعتبرت ضوءًا أخضر لبدء العملية العسكرية التركية.

البيان رغم أهميته والوقع الذي أحدثه في الظرف الحالي، لا يمكن فصله عن الخطوات التي سبقته، والتي تم الحديث عنها كخطوات تنفيذ إنشاء “المنطقة الآمنة”، إلا أنها كانت عمليات تسهيل طريق أمام العملية العسكرية التركية، التي إن حدثت فإنها ستختلف بشكل كبير عن سابقتها، التي شهدتها منطقة عفرين في ريف حلب الشمالي، مطلع عام 2018.

وتعرض عنب بلدي الخطوات التي اتبعتها أمريكا لتسهيل مهمة الأتراك شمال شرقب سوريا:

تدمير التحصينات

بعد أسبوعين من توقيع اتفاق المنطقة الآمنة بين الرئيسين الأمريكي والتركي، دونالد ترامب ورجب طيب أردوغان، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بدأت بتدمير التحصينات الدفاعية في المناطق الحدودية.

وقال “البنتاغون” عبر حسابه في “تويتر”، 23 من آب الماضي، إن “قسد” دمرت التحصينات العسكرية على الحدود الشمالية مع تركيا، “بعد 24 ساعة من الاتصال الهاتفي بين الرئيسين التركي والأمريكي، رجب طيب أردوغان ودونالد ترامب”.

وأرفق “البنتاغون”، الذي يدعم “قسد” في إطار التحالف الدولي، خبره بصور للتحصينات العسكرية في أثناء تدميرها في المنطقة الآمنة، مشيرًا إلى أن تلك الخطوة تعتبر التزامًا من “قسد” حيال الاتفاق بين واشنطن وأنقرة على إنشاء “المنطقة الآمنة”.

سحب القوات

أيام مرت على تدمير التحصينات الدفاعية للقوات الكردية في المناطق الحدودية، تبعها إعلان “الإدارة الذاتية” سحب قواتها العسكرية من “المنطقة الآمنة” شمال شرقي سوريا، تنفيذًا للاتفاق الموقع بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية.

وقال الرئيس المشترك لمكتب الدفاع في “الإدارة الذاتية”، زيدان العاصي، في 27 من آب الماضي، إن “قسد” بدأت تنفيذ المرحلة الأولى من “الاتفاقية الثلاثية” الخاصة بأمن الحدود.

وأوضح العاصي، “في إطار التفاهمات الثلاثية فيما يخص أمن الحدود مع تركيا، تم ضمن إطار المرحلة الأولى من التفاهمات المذكورة، البدء بالخطوات العملية الأولى في 24 من آب، وذلك في منطقة سري كانية/ رأس العين بإزالة بعض السواتر الترابية، وسحب مجموعة من وحدات حماية الشعب والأسلحة الثقيلة إلى نقاطها الجديدة وتسليم النقاط الحدودية إلى القوات المحلية”.

وأضاف القيادي العسكري، “كذلك تم في 26 من آب، تنفيذ نفس الخطوات المذكورة في منطقة تل أبيض/ كري سبي”، مشيرًا إلى أن تلك الخطوات تؤكد “جدية الالتزام” في التفاهمات الثلاثية في إطار اتفاق “المنطقة الآمنة”.

استطلاع ودوريات

بعد تدمير التحصينات الدفاعية وانسحاب “وحدات حماية الشعب” (الكردية) من مواقعها لمصلحة المجالس العسكرية، التي أعلنت “قسد” تشكيلها مؤخرًا، أدخلت أمريكا قوات تركية إلى مناطق شرقي سوريا، وذلك للمرة الأولى، وضمن إطار تسيير الدوريات البرية على الأرض.

ومنذ توقيع اتفاق “المنطقة الآمنة” سير الجيشان التركي والأمريكي ثلاث دوريات برية مشتركة على الأرض، وتركزت في محيط مدينة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي.

وبموازاة الدوريات البرية نفذت مروحيات أمريكية وتركية طلعات جوية مشتركة في أجواء شمالي سوريا، بلغ عددها سبع طلعات، بينما دخل طيران الاستطلاع التركي على الخط، وبدأ بعمليات المراقبة والتأكد من تدمير التحصينات الدفاعية.

إعلان الانسحاب

مع جميع الخطوات السابقة، لم توقف تركيا تهديداتها ببدء عملية عسكرية في حال مماطلة الولايات المتحدة الأمريكية، بتنفيذ خطوات المنطقة الآمنة.

أحدث التهديدات كانت على لسان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، السبت 5 من تشرين الأول، وقال إنها (العملية العسكرية) “قريبة إلى حد يمكن القول إنها اليوم أو غدًا، وسنقوم بتنفيذ العملية من البر والجو”.

وأضاف أردوغان أن خطة العملية العسكرية في شرق الفرات اكتملت، وتم إجراء الاستعدادات وإصدار التعليمات اللازمة بخصوص ذلك.

وبعد يومين من تهديد أردوغان نشر البيت الأبيض بيانًا، قال فيه إن تركيا ستمضي قدمًا في العملية المخطط لها منذ فترة، لكن القوات الأمريكية لن تشارك بالعملية.

وأكد البيان أن أمريكا لن تكون موجودة في منطقة شمالي سوريا، بعد نجاحها في القضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية”.

إخلاء القواعد

أولى خطوات الانسحاب الأمريكي من الحدود الشمالية لسوريا، كانت من مدينتي رأس العين وتل أبيض في الريف الشمالي للرقة.

وذكر صحفيون من شمالي سوريا، اليوم، أن القوات الأمريكية انسحبت من موقعين على الحدود الشمالية لسوريا، بينها قاعدة تل أرقم في رأس العين وقاعدة في تل أبيض.

ومن المتوقع أن تبدأ تركيا عملياتها العسكرية من رأس العين وتل أبيض، وهما منطقتان دمرت فيهما “وحدات حماية الشعب” (الكردية) جميع التحصينات العسكرية، ولم يغادر طيران الاستطلاع التركي أجواءهما، منذ توقيع اتفاق “المنطقة الآمنة”، في آب الماضي.

وتتمركز القوات الأمريكية شمالي وشرقي سوريا في عدة قواعد عسكرية، أبرزها قاعدة الرميلان، وقاعدة المبروكة، وقاعدة عين عيسى، وقاعدة خراب عشق، وقاعدة تل بيدر، وقاعدة تل أبيض.

ودعمت أمريكا “الوحدات” على مدى الأعوام الماضية، وقدمت لها معدات وأسلحة عسكرية، بهدف القضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية” في منطقة شرق الفرات.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا