معارضون سابقون يغادرون درعا بعد عام على التسوية

  • 2019/10/06
  • 9:16 ص

راية النظام السوري مرفوعة بين أبنية مهدمة في حي درعا البلد - 12 تموز 2018 (AFP)

عنب بلدي – درعا

دفعت الضغوط الأمنية في درعا كثيرًا من قياديي وعناصر المعارضة السابقين إلى مغادرة سوريا، بعد أكثر من عام على التسوية مع النظام السوري.

الخطوة بدأت مطلع العام الحالي، بسفر قيادي سابق في صفوف المعارضة من درعا إلى الإمارات، لتسجل المنطقة مغادرة قياديين آخرين في الأشهر الماضية إلى دول الإمارات ولبنان وتركيا.

تتعرض محافظة درعا لضغوط أمنية متزايدة من النظام السوري، تتمثل باعتقالات وملاحقات تستهدف القياديين وعناصر المعارضة السابقين، رغم انضمامهم لاتفاق التسوية الذي رعته روسيا في أيلول 2018، إلى جانب عمليات الاغتيال التي تطالهم من قبل مجهولين.

أسباب وراء الهجرة

معاون وزير الإدارة المحلية السابق في الحكومة المؤقتة التابعة للمعارضة، فاروق أبو حلاوة، أحد الذين غادروا من درعا إلى الشمال السوري بعد أشهر على اتفاق التسوية مع النظام السوري برعاية روسية، يقول، في حديث إلى عنب بلدي، إنه لم يوقع على اتفاق التسوية مع النظام، لكنه فضل البقاء في مدينته نوى بريف درعا حيث منزله وعمله، قبل أن تحذره مصادر مقربة من النظام من وجود نية لاعتقاله من قبل الأجهزة الأمنية.

ويوضح أبو حلاوة أنه نزح إلى إدلب في الشمال السوري هربًا من الاعتقال، بعد تحريك دعوى قضائية من محكمة الإرهاب بدمشق ضده، والحجز على أمواله المنقولة وغير المنقولة ومن ضمنها منزله، بحسب قوله.

طريق السفر تم عبر مهربين مقابل مبالغ مالية حتى الوصول إلى الشمال السوري، في رحلة وصفها أبو حلاوة بالصعبة والخطرة.

ويقول معاون الوزير السابق إن كثيرين من المعارضين السابقين في درعا وقعوا ضحايا الاتفاق الروسي المتمثل بالتسوية، بعد تشديد القبضة الأمنية والملاحقات الأمنية بدعاوى مختلفة من الأجهزة الأمنية.

القبضة الأمنية تجاه المنضمين إلى التسوية في درعا تراوحت بين الملاحقات الأمنية وتحريك الدعاوى الشخصية تجاههم، أو الفصل من وظائفهم، أو الحجز على أملاكهم من قبل محكمة الإرهاب التابعة للنظام السوري.

السفر إلى خارج سوريا فكرة متنامية

ير ى كثير من المعارضين السابقين في درعا، من القياديين والعناصر والموظفين والناشطين أن السفر إلى خارج سوريا هو طريق النجاة بالنسبة لهم، في ظل المضايقات الأمنية والاغتيالات المتزايدة منذ العام الماضي.

“أبو سليمان”، وهو مدرّس مفصول من عمله في ريف درعا الغربي، يقول إنه يفكر جديًا بالخروج إما إلى الشمال السوري أو حتى إلى خارج سوريا عن طرق التهريب.

ويضيف المدرّس لعنب بلدي، “ليتني سافرت ضمن القوافل التي خرجت بعد اتفاق التسوية، فاليوم يطلب المهرب ما يقارب ألفي دولار للوصول إلى الشمال السوري، عدا عن المخاوف الأمنية على الطريق وخاصة أن المهربين على ارتباط مع النظام”، بحسب تعبيره.

ويصف “أبو سليمان” الواقع الحالي في درعا بـ “المرير والخطر”، موضحًا، “معظم الشباب بلا عمل لأن أغلبيتهم مطلوبون ولا يستطيعون المرور على الحواجز، ووعود الروس والنظام هي حبر على ورق، فالموظفون لم يعودوا إلى عملهم، والقبضة الأمنية شديدة وشبح الاعتقال والزج بصفوف النظام هاجس يلاحق معظم الشباب”.

وكذلك حال الشاب فراس عبد الكريم، وهو خريج كلية الآداب، الذي يفكر بالسفر هربًا من الواقع الحالي في درعا، رغم مخاطر الرحلة وتكلفتها الباهظة.

يقول فراس، وهو شاب ثلاثيني، لعنب بلدي، “ما يدفع الشباب للهجرة هو الواقع المرير الذي نعيشه في الجنوب، في ظل دوامة الاغتيال التي تعيشها المنطقة بشكل يومي، والهاجس من انقلاب النظام على التسوية الهشة واعتقال الشباب”.

وسيطرت قوات النظام السوري، بدعم روسي، على محافظتي درعا والقنيطرة، في تموز 2018، بموجب اتفاقية فرضت على الراغبين بتسوية أوضاعهم في المنطقة وثيقة تعهد من 11 بندًا، أُرفقت معها ورقة ضبط للحصول على معلومات تخص الفصائل ومصادر تمويلها.

وعقب ذلك شهدت مناطق في المحافظة حالات اعتقالات متكررة، ما يعد خرقًا لبنود التسوية المتفق عليها.

ووثق “مكتب توثيق الشهداء في درعا” في 3 من آب الماضي، 125 عملية ومحاولة اغتيال وإعدامًا ميدانيًا، خلال العام الأول من اتفاقية “التسوية”، أدت إلى مقتل 73 شخصًا وإصابة 38 آخرين، بينما نجا 14 شخصًا من محاولات الاغتيال.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا