في مواجهة دوري الأبطال أمام نادي كلوب بروج البلجيكي، صبت جماهير ريال مدريد غضبها على حارس النادي البلجيكي تيبو كورتوا بسبب تلقيه هدفين في الشوط الأول من اللقاء.
يعيش كورتوا حالة عصيبة داخل جدران فريق ريال مدريد، وسط أداء متذبذب في المواجهات الأخيرة، على عكس الفترة التي عاشها مع المنتخب البلجيكي ونادي أتلتيكو مدريد.
وتظهر بيانات الحارس انخفاض مستواه بشكل تدريجي مع تنقله بين فريق وآخر، إذ توضح البيانات أن كورتوا كان يستقبل 0.66 هدف في كل مباراة مع نادي جينيك البلجيكي، بينما كان يستقبل مع أتلتيكو 0.81 هدف في المباراة الواحدة، وارتفعت النسبة إلى 0.99 مع تشيلسي الإنجليزي، ووصلت إلى 1.37 في المباراة مع ريال مدريد.
ظهر تأثير مدرجات سانتياغو برنابيو على كورتوا جليًا، بعد صافرات الاستهجان ضده، وسط أحاديث عن حالة من القلق والضغط النفسي يعيشها الحارس.
حارس منتظر في مدريد دون المستوى
وصل كورتوا إلى مدريد، في وقت كانت تعلو فيه الأصوات مطالبة الإدارة باستقطاب حارس يبني مستقبل النادي الإسباني، بعد رحيل أسطورته إيكر كاسياس والأداء المتذبذب لكيلور نافاس في الموسم قبل الماضي في الدوري وبطولة دوري الأبطال.
انتدب ريال مدريد الحارس البلجيكي، في 8 من آب 2018، في صفقة تضمنت انتقال لاعب النادي الكرواتي ماتيو كوفاسيتش، على سبيل الإعارة مع خيار يحق لنادي تشيلسي من خلاله شراء اللاعب مقابل 35 مليون يورو لمدة ستة أعوام.
انتداب كورتوا كان بعد الأداء الكبير الذي قدمه في مسابقة كأس العالم (روسيا 2018)، وحمل بعده القفاز الذهبي (جائزة أفضل حارس في المونديال)، وأسهم في وصول المنتخب البلجيكي إلى المركز الثالث في البطولة لأول مرة في تاريخه.
وصول كورتوا جاء في وقت شهد فيه ريال مدريد سلسلة من التغيرات أدت إلى حالة غير مستقرة في صفوف الفريق، تمثلت بإعلان زين الدين زيدان رحيله بشكل مفاجئ وتعيين جولين لوبتيجي، ورحيل كريستيانو رونالدو إلى يوفنتوس الإيطالي، وسوء أداء بعض اللاعبين وعلى رأسهم لوكا مودريتش ومارسيلو.
الموسم الأول لكورتوا مع الفريق لم يكن جيدًا، فخرج دون أي بطولات واحتل المركز الثالث في ترتيب الدوري، مبتعدًا عن المنافسة بوقت مبكر، كما خسر الريال الكلاسيكو أمام برشلونة في الدوري بخمسة أهداف مقابل هدف في الذهاب وبهدف دون رد في لقاء الإياب.
خاض كورتوا في موسمه الأول مع ريال مدريد 27 مباراة في الدوري الإسباني، تلقى فيها 33 هدفًا، وتمكن في ثماني مباريات أن يبقي شباكه نظيفة دون أي هدف، بينما لعب معه خمس مباريات في دوري أبطال أوروبا وتلقى فيها ثمانية أهداف، وأنهى مباراتين دون تلقي أي هدف.
وفي إحصائياته مع النادي والمنتخب موسم 2018-2019، لعب تيبو كورتوا 40 مباراة تلقى فيها 55 هدفًا وأنهى 12 لقاء دون تلقي أي هدف، بمعدل تلقي أهداف 1.22 هدف في المباراة.
كورتوا والضغط النفسي في مدريد
خلال مواجهة نادي كلوب بروج البلجيكي، في 1 من تشرين الأول الحالي، استبدل مدرب نادي ريال مدريد زين الدين زيدان تيبو كورتوا وأقحم ألفونسو أريولا، في استراحة ما بين الشوطين، بعد سلسلة من صافرات الاستهجان من الجماهير ضد كورتوا بسبب هدفين تلقاهما.
وبسبب هذه الحادثة بدأت الصحافة الإسبانية بالحديث عن مشاكل في غرفة الملابس مع كورتوا، وحالة من الضغط النفسي والقلق تعرض لها الحارس بسبب الجماهير، لا سيما بعد مغادرة الحارس مع والده إلى المستشفى.
ولكن إدارة ريال مدريد نفت، في بيان نشرته عبر موقعها الرسمي، مرور الحارس بأي حالة توتر، وقال البيان، “لم يعانِ لاعبنا من القلق أو التوتر، هذه المعلومات خاطئة تمامًا”.
وقال النادي، “تم إجراء الفحوصات الطبية على تيبو كورتوا وتبين أن اللاعب يعاني من التهاب في معدته بالإضافة إلى جفاف في الأمعاء، ما أدى إلى عدم قدرته على إنهاء مباراة الثلاثاء ضد كلوب بروج”.
وأضاف النادي، “اللاعب يتلقى حاليًا العلاج بطريقة جيدة”.
وعقب الانتقادات التي واجهها أعرب الحارس البلجيكي عن تقبله للانتقاد والتعرض للضغط، وقال في حديث لصحيفة “ماركا” الإسبانية، في 3 من تشرين الأول الحالي، “إذا كنت ترغب أن تصبح حارسًا لريال مدريد عليك أن تتقبل الضغوط التي تتعرض لها هنا”.
كورتوا من قمة أتلتيكو إلى هاوية الريال
تشير الرسوم البيانية لأرقام الحارس البلجيكي، في مسألة استقبال الأهداف، إلى خط منخفض منذ بداية فترته في أتلتيكو مدريد، التي شهدت قمة أداء الحارس، حتى وصوله ولعبه مع ريال مدريد، وهي الفترة التي شهدت أسوأ أداء له.
تعتبر فترة أتلتيكو مدريد قمة مسيرة كورتوا الكروية، بعدما شارك مع “الروخيبلانكوس” لمدة ثلاثة مواسم على سبيل الإعارة، قادمًا من نادي تشيلسي الإنجليزي.
بلغ معدل استقبال الحارس للأهداف في هذه الفترة 0.81 هدف في كل مباراة، ولعب من أتلتيكو مدريد 154 مباراة استقبلت شباكه فيها 125 هدفًا، وحافظ على نظافة شباكه في 76 مباراة.
فترة ريال مدريد كانت الأسوأ على الحارس البلجيكي، فمنذ وصوله إلى الميرنغي، الموسم الماضي، شارك في 43 مباراة، واهتزت شباكه في 59 مناسبة، بمعدل 1.34 هدف في المباراة الواحدة، بينما نجح بالخروج في 12 مباراة بشباك نظيفة.
ومع المنتخب البلجيكي، كان ظهور كورتوا بارزًا ببصمة واضحة، إذ شارك 76 مباراة استقبل فيها 50 هدفًا فقط، بمعدل 0.65 هدف في كل مباراة.
ولكن هذه الإحصائية تعكس حالة السوء التي وصل إليها ريال مدريد، لا سيما الموسم الماضي، بسبب تراجع أداء معظم لاعبي الفريق الذي انعكس بعد حالة من النهوض.