نازحو القصير في الشمال غير مدعوين للعودة إلى مدينتهم

  • 2019/10/06
  • 9:24 ص

عنب بلدي – تيم الحاج

يروج النظام السوري، منذ مطلع تشرين الأول الحالي، إلى بدء عودة بعض الأهالي من مدينة القصير بريف حمص إلى منازلهم، وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن عودة العائلات جاءت بعد إعادة تأهيل المنازل والمؤسسات الخدمية، دون ذكر أعداد الأشخاص العائدين وأماكن قدومهم.

تأتي هذه الأنباء، بعد الدعوة التي وجهها الأمين العام لـ “حزب الله” اللبناني، حسن نصر الله، في 20 من أيلول الماضي، لأهالي القصير للعودة إليها، قائلًا “رتبنا وضعنا في القصير بما يتناسب مع عودة كاملة لأهالي المدينة والقرى”، داعيًا الراغبين بالعودة إلى تسجيل أسمائهم لدى الأمن العام اللبناني.

وسيطرت قوات النظام السوري، في حزيران من عام 2013، على القصير بدعم رئيسي من “حزب الله” اللبناني، وحولها الحزب خلال السنوات الماضية إلى قاعدة أساسية له، ومنطلق لعملياته العسكرية التي توسعت إلى بقية المناطق السورية، وخاصة الواقعة على الشريط الحدودي مع لبنان.

من عاد إلى القصير؟

الناشط الإعلامي “أبو الهدى الحمصي”، وهو ابن مدينة القصير، قال في 1 تشرين الأول الحالي، إن العائلات التي حُددت عودتها تقيم في مناطق مختلفة تخضع لسيطرة النظام، كمدن دير عطية والنبك وقارة بريف دمشق، إضافة إلى مدينة دمشق.

وأضاف الناشط لعنب بلدي أن العدد الذي تم تداوله للعائلات (1200 عائلة) ليس دقيقًا، خاصة مع لجوء نسبة كبيرة من أهالي المدينة إلى لبنان، ووجود آخرين في الشمال السوري، الخاضع لسيطرة فصائل المعارضة.

“أبو مروان”، وهو تاجر ينحدر من القصير نزح إلى الشمال السوري قبل عامين، قال لعنب بلدي إن “معظم من عاد إلى القصير حتى الآن هم من الموالين للنظام السوري”، مؤكدًا أن أهالي القصير النازحين إلى الشمال السوري، لم يتلقوا دعوات للعودة إلى منازلهم، معتبرًا أن معظمهم يرفضون العودة في ظل وجود النظام السوري و”حزب الله”.

وأضاف “أبو مروان” أن “حزب الله” والنظام لا يسمحان لأحد بالعودة إلى القصير قبل أن يتأكدوا من أنه موالٍ لهم، مشيرًا إلى خضوع العائدين إلى رقابة أمنية، وأنهم لن يستطيعوا الدخول والخروج أو استقبال أي أحد دون موافقة أمنية.

وبحسب الصحفي أحمد القصير، وهو من أبناء المدينة، فإن النظام وافق على عودة 1200 عائلة إلى مدينة القصير من الداخل السوري.

وقال، عبر صفحته في “فيس بوك” في 29 من أيلول الماضي، إنه تم تقسيم العائدين إلى دفعتين: الأولى 790 عائلة (3594 شخصًا)، والدفعة الثانية 410 عائلات من المفترض أن تصدر قوائمها قريبًا.

دعوات في عرسال.. دون ضمانات

تعتبر القصير من المدن الكبيرة في محافظة حمص، وتتبع لها أكثر من 80 قرية، وبلغ عدد سكان المنطقة 111969 نسمة، وفق القرار “1378” الصادر عام 2011.

ومنذ خسارتهم لمدينتهم نزح الآلاف من أهالي القصير إلى الشمال السوري، كما لجأ عدد منهم إلى بلدة عرسال اللبنانية التي يفصل بينها وبين القصير قرابة ستة كيلومترات.

وتلقى أهالي المدينة في لبنان دعوات للعودة إلى مدينتهم، مطلع أيلول الماضي، وهو ما توج باجتماع عقد مسؤولون سوريون ولبنانيون في منطقة الهرمل اللبنانية، لبحث مسألة عودة أهالي مدينة القصير السورية وبلداتها إليها.

وذكرت “الوكالة الوطنية للإعلام”، الناطقة باسم الحكومة اللبنانية، أن الاجتماع الذي عُقد في 21 من أيلول، ضم مدير هيئة المصالحة في سوريا، علي حيدر، ومسؤول ملف النازحين في “حزب الله” اللبناني، نوار الساحلي، بالإضافة إلى ممثلين عن “الأمن العام اللبناني” وممثلين عن “التيار الوطني الحر”.

وأكد مدير هيئة المصالحة، التابعة لحكومة النظام السوري، علي حيدر، خلال اجتماع الهرمل، أن هناك “تنسيقًا مع حزب الله والأمن العام اللبناني، في حل المشاكل الأمنية والقضائية للراغبين بالعودة ممن عليهم مشاكل أمنية، ليعودوا إلى أرضهم آمنين”، حسبما نقلت “الوكالة الوطنية للإعلام” عنه.

ولم يتم تقديم ضمانات واضحة للاجئين في لبنان، لكن بعضهم يضطر للعودة خوفًا من الملاحقات الأمنية من مخابرات الجيش اللبناني، إذ لا يملك كثير منهم أوراقًا قانونية للبقاء في لبنان.

وفي ظل الأنباء التي تحدثت عنها وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، عن عودة أهالي القصير إلى مدينتهم، أفاد مصدر محلي من مدينة حمص ولديه أراضٍ في القصير (تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية) عنب بلدي أن العائدين كانوا يقطنون في كل من حسياء وشنشار في ريف حمص، ومناطق في القلمون بريف دمشق من بينها دير عطية والنبك.

وقال المصدر إن “النظام السوري يعمل على تجميع الراغبين بالعودة في ساحة قرية شنشار في ريف حمص، ودوار تدمر في مدخل المدينة، وفيما بعد يتم نقلهم إلى منازلهم في القصير”.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع