عمليات توثيق وتخطيط..

آثار تدمر تحت الرعاية الروسية

camera iconآثار مدينة تدمر التاريخية (TASS)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – خاص

تبلورت ملامح الاهتمام الروسي بمدينة تدمر في ريف حمص الشرقي، خلال سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” على المدينة، إذ ساندت روسيا، حينها، قوات النظام لإعادة السيطرة على المدينة، التي تحتوي واحدًا من أشهر المعالم الأثرية حول العالم.

دخل التنظيم إلى تدمر، في أيار من عام 2015، قبل أن تتمكن قوات النظام من طرده منها والسيطرة عليها، في آذار من العام التالي، ولكن التنظيم عاد إلى المدينة مجددًا في كانون الأول من 2016، لتستعيدها قوات النظام في آذار من عام 2017.

ومنذ السيطرة الأخيرة عليها، أشرفت القوات الروسية المنتشرة في سوريا على عمليات إزالة الألغام ومخلفات الحرب في تدمر، بالإضافة لاهتمامها بإعادة ترميم المدينة الأثرية، التي دمر التنظيم جزءًا منها خلال فترة سيطرته عليها.

يعود تاريخ المدينة إلى أكثر من ألفي عام، وهي مدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، للتراث العالمي الإنساني، نظرًا لآثارها ذات القيمة الكبيرة.

في فترة سيطرته الأولى أقدم التنظيم على تدمير معبدي “بعل شمسين” و”بل”، وقوس النصر، كما دمر قطعًا أثرية كانت في متحف المدينة، وفي مطلع عام 2016 دمر “التترابيلون” الأثري، الأمر الذي دفع الأمم المتحدة لوصف ذلك بـ “جريمة حرب”.

عين روسية على الآثار

أبرز التصريحات الروسية حول تدمر صدرت عام 2016، حينما حثت روسيا منظمة “يونسكو” على إيلاء الاهتمام للمساعدة في إعادة ترميم المدينة الأثرية، التي تعرضت للتخريب.

والتقى نائب وزير الخارجية الروسي السابق، غينادي غاتيلوف، في أيار 2016، المديرة العامة للمنظمة، إيرينا بوكوفا، لبحث مدى استجابتها، وطلب تقديم المساعدة لسوريا في ترميم الآثار المتضررة في تدمر.

ودعا غاتيلوف، في جلسة للمجلس التنفيذي لـ “يونسكو”، حينها، الخبراء الدوليين للذهاب إلى تدمر، وقال “الآن أصبح من الضروري أن تراقب يونسكو الوضع في منطقة تدمر، وترسل فورًا بعد توفير الظروف الأمنية اللازمة بعثة من الخبراء الدوليين لتقييم الأضرار”.

وثائق عن تدمر في جعبة الروس

طرحت ممثلة روسيا الدائمة لشؤون التعليم والثقافة لدى “يونسكو”، إليانورا ميتروفانوفنا، في منتصف عام 2016، مشروعًا لإعادة إعمار مدينة تدمر وجميع الأماكن الأثرية.

وفي تشرين الأول من عام 2017، أعلنت “أكاديمية العلوم الروسية” أن جهود بعثة الخبراء الروس إلى تدمر أثمرت عن تشكيل نموذج ثلاثي الأبعاد عن المدينة الأثرية.

وقال متحف “الأرميتاج” الروسي، إنه سيسلم سوريا نموذجًا ثلاثي الأبعاد للمدينة، بحسب ما نقلته وكالة “نوفوستي” الروسية عن مدير المتحف، في 30 من تشرين الأول من عام 2017.

وبعد إعلان منظمة “التراث العالمي” التابعة للأمم المتحدة عن حاجتها لجمع الأموال لاستعادة المواقع الأثرية وسط سوريا، أعلنت موسكو نيتها تقديم المساعدة.

وتعمل روسيا على جمع الملفات لإعادة إعمار المنطقة الأثرية من خلال أرشيفها، إذ اكتشفت صورًا لتدمر التقطت عام 1872 من قبل مسافرين روس وصلوا إلى هناك، وفق تصريح وزير الدفاع الروسي، ورئيس “الجمعية الجغرافية الروسية”، سيرغي شويغو، لوكالة “تاس” في 19 من آذار الماضي.

وتسعى “الجمعية الجغرافية الروسية”، من خلال تلك الصور، إلى إنشاء نموذج ثلاثي الأبعاد لتدمر، قد تسلمه إلى “يونسكو” في غضون أشهر، لتتمكن المنظمة من تقييم الحجم الكلي لأعمال الترميم، بحسب شويغو.

مجموعتان للعمل على النموذج الأثري

قال مدير متحف “الأرميتاج” الروسي، ميخائيل بيتروفسكي، في مؤتمر عقد في 3 من تشرين الأول الحالي، تحت عنوان “200 عام من المساعدة الدبلوماسية لوجود روسيا في الشرق الأوسط”، إن مجموعتين من علماء الآثار والمهندسين المعماريين الروس عادوا من سوريا، ودرسوا حالة الآثار القديمة في تدمر.

وأكملت المجموعتان الروسيتان، وفق ما نقلته وكالة “تاس” الروسية، مشروعين رقميين سيتم تسليمهما إلى سوريا في المستقبل، وفقًا لاتفاق تم التوصل إليه مع مديرية المتاحف والآثار في سوريا.

وتعمل إحدى المجموعات، بقيادة المهندس الروسي مكسيم أتايانتس، على إنشاء نموذج رقمي لمعبد “بل” في تدمر، وأشار إلى أنه سيتم تسليم هذه النماذج إلى سوريا، وفق الاتفاقية الموقعة بين الجانبين.

ولكن إلى اليوم، وعلى الرغم من التصريحات والجهود الروسية، لم تبدأ أي عملية إعادة إعمار أو تأهيل للمنطقة الأثرية في تدمر.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة