عنب بلدي – خاص
تتزايد أعداد قتلى حزب الله في القلمون منذ بدء العمليات العسكرية في المنطقة مطلع الأسبوع الجاري، لتصل إلى حوالي 40 قتيلًا بينهم 6 قياديين على الأقل، دون أي تقدمٍ ملحوظ لمقاتلي الحزب كما يروج في وسائل الإعلام المقربة منه.
«صفعة قوية» لحزب الله
وقال الناشط أبو أسد الحمصي، الموجود في المنطقة، إن «حزب الله بحاجة إلى نصر معنوي ليحفظ ماء وجهه»، مردفًا في حديثٍ إلى عنب بلدي «عندما حاولوا في القلمون أن يحققوا نصرًا، كانت المفاجأة من المعارضة فأسقطت عددًا كبيرًا من القتلى وسيطرت على 6 مواقع عسكرية، ما يعتبر صفعة قوية لحزب الله، خاصةً وأن عدد القتلى أصبح أكثر من 40 من بينهم 6 قياديين».
واعتبر الحمصي أن نصر الله، الأمين العام للحزب، بدأ يتحدث عن انتصاراته ببعض المناطق التي يسيطر عليها أساسًا مع قوات الأسد في محاولة لـ «شد عصب جمهوره المنهار وقواته العسكرية».
وكان حزب الله نعى في بيان لـ «المقاومة الإسلامية» يوم الثلاثاء (5 أيار) قائد عملياته في القلمون علي خليل العليان (أبو حسين ساجد)، كما أكد ناشطو المنطقة مقتل القيادي توفيق النجار، مشيرين إلى تعميم اسمه عبر أجهزة اللاسلكي من قبل القوات المهاجمة.
ويوم الجمعة 8 أيار قتل مروان مغنية، قائد المهام الخاصة في الحزب وابن عمّ عماد مغنية الذي قتل إثر تفجير استهدفه في دمشق عام 2008، وأكّدت صفحات موالية في الضاحية الجنوبية أنّ مروان قتل مع 8 من عناصره في المنطقة.
ووصلت الجمعة إلى مشفى الرسول الأعظم في بيروت 30 جثة لمقاتلين سقطوا في كمائن لمقاتلي المعارضة خلال الأيام القليلة الماضية، وسط تعزيزات أمنية مشددة للحزب، وفق ما نقلته وسائل إعلام لبنانية.
انتصارات «وهمية»
وقالت قناة المنار التابعة للحزب يوم الأربعاء إن «الجيش السوري وحزب الله يسيطران على كامل جرود عسال الورد»؛ رغم أن القرية القلمونية والجرود المحيطة بها هي أصلًا تحت سيطرة النظام.
ويعتمد مقاتلو المعارضة على الكمائن والكر والفر في المنطقة الجبلية، إذ لا يسيطرون على مدن رئيسية، لكنها تعد استراتيجية بالنسبة لهم حيث تعتبر صلة الوصل بين أرياف حمص ودمشق وطريقًا إلى البادية شرقًا، بينما يهدف حزب الله إلى «تطهيرها من الإرهابيين» وفق روايته. وكانت جبهة النصرة أكدّت عبر حساباتها الرسمية يوم الثلاثاء، اكتمال تأسيس جيش الفتح في القلمون، مشيرًة بأنه مكون من معظم الفصائل المقاتلة في المنطقة.
ويأتي هذا التوحيد كخطوة مشابهة لتشكيل جيش الفتح في الشمال السوري، الذي حرر مدينتي إدلب وجسر الشغور خلال نيسان الماضي، الأمر الذي تبعه مظاهراتٌ لناشطين يوم الجمعة (8 أيار) بـ «جيوش الفتح بكم ننتصر».
هل يتراجع الحزب عن المعركة؟
بدوره نفى أمين عام حزب الله في خطاب له الثلاثاء عبر قناة المنار، بدء المعركة، قائلًا «نحن لن نصدر بيانًا رسميًا والعملية عندما تبدأ ستتكلم عن نفسها وستفرض نفسها على وسائل الإعلام»، مضيفًا «الذهاب لمعالجة الوضع في القلمون محسوم لكن التوقيت والطريقة والمكان والأهداف لن نعلنها رسميًا».
وأشار نصر الله إلى «الحرب النفسية» التي يواجهها محور الممانعة بالقول «بعد سقوط مدينة جسر الشغور في محافظة إدلب بيد المجموعات المسلحة شهدنا موجة من الإشاعات والضخ الإعلامي على الفضائيات ووسائل الإعلام».
واعتبر الأمين العام للحزب أن «هناك غرف سوداء تدير حربًا نفسية وتتجدد هذه الحرب لتستفيد من أي فرصة أو ثغرة أو حادث يمكن التسلل من خلاله لشن موجات من الحرب النفسية على الناس»، في خطاب اعتبره المحللون بأنه الأكثر هدوءًا لـ «نصر الله» منذ أعوام.
وكان مقاتلو جبهة النصرة وتنظيم «الدولة الإسلامية» في المنطقة أسروا خريف العام الماضي قرابة 30 مجندًا من الجيش اللبناني ما يزال غالبيتهم محتجزين حتى اليوم، وسط مطالب بالإفراج عن معتقلين إسلاميين في السجون اللبنانية.