في عاصمة «دولة الخلافة»، دار للحسبة، ومدارس بخمس مواد فقط
الرقة.. الضرائب مفروضة والخدمات غائبة
يوسف صادق – دير الزور
يسيطر تنظيم «الدولة الإسلامية» على مساحات واسعة من سوريا والعراق، وسبق أن أعلن محافظة الرقة عاصمته الرئيسية، لتستهدف المدينة بغارات عدة تبين فيما بعد أنها كانت تسعى لاستهداف قادات بارزين في التنظيم، حسبما جاء من مصادر التحالف، لكن أحدًا ممن تم الإبلاغ عن وجودهم لم يصب بأذى، وفق مصادر الدولة.
وعلى اعتبار أنها عاصمة الدولة والمركز الرئيسي لدواوينها وأجهزتها، فقد كان من المنتظر أن تكون الرقة «أبهى» المدن التي يسيطر عليها التنظيم، خاصة أن أراضيها لا تشهد أي عمليات قتالية، والأمر مقتصر على الغارات الجوية، ما يعني بالضرورة أن كل الأجهزة التابعة للتنظيم منشغلة بالحياة المدنية وشؤونها.
ضرائب بدون خدمات
يقول هادي، وهو أحد سكان الرقة، «توجد ضريبة كهرباء ولا توجد كهرباء، وفرضت ضريبة للنظافة ولا تجد شارعًا خاليًا من الأوساخ والقمامة، المياه هي الوحيدة التي لا تنقطع عن البيوت والمحال لكنها بلا شك غير صالحة للشرب،لأنها لا تخضع غالبًا لعمليات الكلورة أو التنظيف».
التنظيم فرض قبل عدة أشهر في المدينة ما سماه «جباية» عن الخدمات التي يوفرها للأهالي، فبدأ بجمع ضرائب عن الكهرباء والمياه والنظافة، حيث يقوم «ملثمون» يتبعون له بجباية الأموال من الأهالي من كل الأحياء والأسواق والمحال، بشكل «كيفي ومزاجي» وفقًا لشهادات الأهالي.
يقول حسين، وهو من أهالي المدينة، «كانت الكهرباء قبل مجيء التنظيم تنقطع لساعات، لكنها كانت مقبولة إجمالًا، كما لم نكن ندفع ضريبة لأي جهة، أما اليوم فالكهرباء أشبه بالحلم، تأتي ساعتين خلال النهار على أفضل تقدير، ثم لا تلبث أن تنقطع بقية اليوم، ناهيك عن القمامة التي تملأ الشوارع، ولم نعد نرى أي عمال للنظافة أو لإصلاح الطرق»، بينما يقول صلاح، مواطن آخر، «لماذا ندفع ضريبة عن خدمة لا نحصل عليها».
المهندسون لا يتجاوبون
إلا أن التنظيم قام منذ فترة ليست ببعيدة بتنظيم عدد كبير من ورشات إصلاح الطرق الرئيسية والفرعية التي تربط محافظة الرقة بالحسكة ودير الزور، وتلك التي تربط مدينة الرقة بالأرياف، وتشير الصور إلى أن الطرق التي أصلحتها تلك الورشات تبدو للوهلة الأولى أنها أنجزت على أكمل وجه، بينما يقول القائمون على أجهزة التنظيم إنهم يعملون على إصلاح محطات الكهرباء والشبكات الرئيسية التي تضررت نتيجة لغارات التحالف والنظام على حد سواء، لكن كثافة الغارات لا تمكنهم من القيام بأعمالهم على أكمل وجه، بحسب مصدر مقرب من التنظيم، ويضيف المصدر «يقولون إنهم يطلبون الكفاءات من مهندسين أو مساعدي مهندسين ومن مختلف الاختصاصات للعمل معهم كموظفين متعاقدين دون اشتراط البيعة وبرواتب مغرية»، لكن أحدًا منهم لا يقبل.
دار للحسبة ومدارس بخمس مواد فقط
التنطيم الذي سيطر تمامًا على الرقة في شهر كانون الأول من 2014 لم يرع، كما يقول الأهالي شؤونهم وشؤون من نزح من باقي المحافظات بالشكل المطلوب، ولم ينهض بأعباء المدينة باعتباره الحاكم لها والمتحكم بمقاديرها، فلم يبد استعدادًا لإصلاح شبكات المياه أو الكهرباء، ولم يفتح المدارس أو المعاهد التعليمية، كما لم يهتم لأمر المزارعين، فلا هو قدم لهم البذار ولا عرض عليهم شراء محاصيلهم من القمح، الذي يعد سلعة استراتيجية تقيه وتقي مواطنيه شر العوز أو المجاعة، فكل ما تجده في الرقة بعد عام من إعلانها عاصمة للخلافة هو دار للحسبة ومدارس بخمس مواد فقط.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :