مأساة من مخلفات المجزرة

  • 2012/10/01
  • 12:10 ص

جريدة عنب بلدي – العدد 32 – الأحد – 30-9-2012

انتهت مجزرة داريا ومأساة الناس ما تزال ترافقهم، ومعاناتهم لم تنته بعد.

عائلة بسيطة دخلنا منزلها لنطمئن على طفلهم الذي أصيب أثناء الحملة الهمجية التي قامت بها قوات النظام على مدينة داريا لنتفاجأ بالمصائب التي حلت على هذه العائلة، وبالمأساة الحقيقية التي تعيشها.

صاحبة المنزل ووالدة ذلك الطفل المصاب تروي لنا بحرقةٍ ما جرى معهم وكيف أصيب ابنها ابن العاشرة عندما نزل صاروخ أطلقته قوات النظام بالقرب من منزلهم، فأصيب هو بشظية في قدمه اليمنى، كما أصيب خاله – أخوها أيضًا إصابة خطرة في قدمه استدعت بترها، وكان أخوها الآخر قد ارتقى شهيدًا نتيجة إصابته بشظايا نفس الصاروخ!! أيام أمضتها تلك السيدة وهي تقف عاجزة حائرة أمام جروحه النازفة، تنتظر، قبل أن تتمكن من إخراج ابنها المصاب خارج المدينة لمعالجته، لم يكن بإمكانها فعل أي شيء للتخفيف من آلامه.

إلا أن مأساة العائلة لم تنته عند هذا الحد، فظلم الأسد ما زال يلاحقهم….

بعد يومين من القصف الهمجي العشوائي المتواصل على المدينة دخلت قوات النظام منزل العائلة، تتابع السيدة قصتها وتروي ما جرى معها يومذاك، وكعادتهم بدأ عناصر النظام بأعمالهم المعتادة عند كل مداهمة، سرقة وإهانة واعتداء على الأعراض علاوة على اعتقال الرجال والإعدامات الميدانية! فقد قام الجنود الذين دخلوا البيت بإهانة والدها المسن الذي لا يقوى على المشي أو الحركة، كما سرقوا كل ما تملك نساء البيت من ذهب ومال، وحاولوا خلع حجاب إحداهن ليأخذوا الحلق من أذنيها والعقد من رقبتها، لقد أهانوهن أيضًا أمام إخوانهن وأزواجهن!

ساعتان متواصلتان من التعذيب والإهانة لأفراد العائلة، وتهديد للجميع بالقتل، تقول السيدة.

«وبعد ذلك قامت قوات النظام باعتقال اثنين من شباب العائلة هما شقيقي وزوج أختي والذي لم يمض على زواجه بها سوى شهر واحد ليترك عروسه الشابة وطفلًا في أحشائها، ولتكون المفاجأة بعد بعض الوقت أنه قد أُعدم مع عدد من شباب الحي على أيدي قوات النظام».

خلال أيام قليلة فقدت تلك السيدة شقيقها وزوج أختها، وخسر شقيقها الأخر ساقه، فيما بقي ابنها لأيام بين يديها مصابًا في ساقه دون أن تستطيع أن تقدم له شيئًا وهي خائفة الآن عليه أن يفقد ساقه كما فقد كثيرون قبله أعضاءهم.

ورغم كل تلكم الآلام والمآسي، ترى الأمل مزروعًا في قلب تلك السيدة العظيمة والأمل يلمع في عينيها أن النصر قريب بإذن الله.


مقالات متعلقة

فكر وأدب

المزيد من فكر وأدب