أحيت الجاليات الإسلامية في ألمانيا فعالية “يوم المسجد المفتوح” للعام الثالث والعشرين على التوالي، وسط ارتفاع القلق لديهم هذا العام مع تزايد الاعتداءات والتهديدات التي تطال المسلمين ودور عبادتهم.
وتحت شعار “الناس يبنون الوطن”، أحيا المسلمون في ألمانيا، الخميس 3 من تشرين الأول، الفعالية هذا العام، إذ فتح نحو ألف مسجد في البلاد أبوابه أمام الزوار من جميع الانتماءات الدينية والعرقية، إلا أن القلق كان سيد الموقف.
الأمين العام للمجلس الأعلى للمسلمين، عبد الصمد اليزيدي، قال في تصريح لموقع “دويتشه فيله” الألماني، إن “المسلمين في ألمانيا خائفون ولا يشعرون بالأمان بعد الاعتداءات والهجمات المستمرة عليهم وعلى دور عبادتهم”.
وطالب اليزيدي سلطات الأمن والسياسيين بضرورة حماية دور العبادة، مضيفًا أنه “أمر صادم أن تتحول الاعتداءات على مسلمين في الشارع وتلطيخ مساجدهم إلى واقع حزين بألمانيا في عام 2019 دون أن يثير ذلك الغضب”.
وتشير بيانات وزارة الداخلية الألمانية إلى ازدياد عدد الهجمات على المسلمين والمساجد والمنشآت الإسلامية في ألمانيا خلال السنوات القليلة الماضية.
ولا توجد إحصائيات رسمية لعدد الهجمات التي طالت المسلمين في عام 2019، إلا أن وزارة الداخلية الألمانية كانت سجلت 813 اعتداء ضد مسلمين ومساجد في عام 2018، عمد المعتدون من خلالها إلى تمزيق القرآن الكريم، كما وضعوا رأس خنزير أمام باب أحد المساجد.
وفي عام 2017 تم تسجيل نحو 1075 جريمة صُنفت على أنها معادية للإسلام، منها 239 جريمة هجوم على مساجد، بحسب بيانات الوزارة.
أما عن شكل هذه الانتهاكات فتمثلت بحالات إكراه، وتوجيه إهانات وشتائم، والتسبب بأضرار في الممتلكات، وتلطيخ للجدران، وفق ما سجل موظفو الأمن الألماني.
ولفتت الداخلية الألمانية إلى أن الجناة في جميع هذه الجرائم تقريبًا ينتمون لأحزاب “اليمين المتطرف” المعادية للاجئين والمسلمين.
ومنذ عام 1997، تقام فعالية “يوم المسجد المفتوح” في الثالث من تشرين الأول، والذي يصادف يوم الوحدة الألمانية.
وخصص “المجلس المركزي للمسلمين” في ألمانيا هذا التاريخ للتأكيد على أن المسلمين جزء من الوحدة الألمانية، وللتعبير عن ارتباطهم بمجموع السكان في البلاد.
وتُتاح الفرصة في هذا اليوم لجميع المكونات الدينية والعرقية، للتعرف إلى الإسلام والمسلمين عن قرب من خلال الحوار المباشر، والتبادل الثقافي، بهدف تصحيح المفاهيم الخاطئة والصور النمطية السائدة.
وتُقدر نسبة المسلمين الذين يعيشون في ألمانيا بنحو خمسة ملايين شخص، أي ما يعادل 6% من عدد السكان الكلي.
وغالبية المسلمين في ألمانيا هم من الأصول التركية، بينما يزيد عدد العرب على مليون، غالبيتهم من السوريين الذين وصل عددهم إلى نحو 750 ألفًا نهاية العام الماضي.
ويقيم المسلمون الألمان في العاصمة برلين والمناطق الغربية من البلاد، وتبلغ نسبة قاطني هذه المناطق تقريبًا 98% من العدد الإجمالي للمسلمين هناك، أما بقية النسبة فيسكنون المناطق الشرقية من البلاد.
–