أسامة نصّار – الحراك السّلمي السّوري
ثورة من أجل القرآن
نعم إكراه في الدين! قولوا لمن ألقى إليكم السلم لست مؤمنًا! فاجهل أنه لا إله إلا الله! لقد أرسلنا عليك القرآن لتشقى! أنت عليهم مسيطر! إنما عليك الحساب وعلى الله البلاغ! إن إليكم إيابهم ثم إن عليكم حسابهم! لا مانع من أن تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين! يا أيها الذين آمنوا عليكم كل النفوس والضمائر لأن من ضلّ يضركم حتى لو أنتم اهتديتم! الذين إن مكناهم في الأرض ساقوا الناس إلى الصلاة بالعصي، وحرموا الناس من حقها في الموارد العامة، وملؤوا البلاد سجونًا وفروعًا (أمنية) وكانت لهم -ولهم وحدهم- عاقبة الأمور!
سبحان الله وتعالى عن قول هذا علوًا كبيرًا.
لكن.. أليس هذا الجنون وما يستحق أن يسمى «آيات شيطانية» هو ما يقوله لسان الحال رغم ما تتلوه وتعيده ألسنة المقال؟
لا شك أن هناك كثيرًا من العلم والجهد ينقصنا، ولكن كل إنسان عنده الحد الأدنى ليعقل المراد المباشر من مجمل آيات القرآن العزيز، ودون الحاجة لوسطاء يقومون بدور الأوصياء بدل دور المعلمين الميسرين.
{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} (سورة القمر، 17) ؟! مرة؟ مرتين؟ عشر مرات؟ أكثر؟ وبعد ذلك لازلنا نسلّم ببساطة أن كلام الله: رسالة الله للبشر تحتاج إلى «تفسير!».
ستبقى النصوص الدينية حاضرة كشبح، لا يتمّ ذكرها إلا للخوف والتخويف، وفي باقي المواضع تبهت لدرجة الاختفاء، وسيبقى هذا القرآن مقلوبًا كمن يمشي على رأسه ما لم يحرر من سيطرة الكهنة ويعود متاحًا لكل الناس.
لتحقيق ذلك نحتاج إلى ثورة، ثورة حقيقية فيها ما في الثورات… ثورة من أجل القرآن.