إثر “محاولة انقلاب” علي مملوك تحت الإقامة الجبرية

  • 2015/05/11
  • 5:54 م

قالت صحيفة “التلغراف” البريطانية اليوم الاثنين بأنها تعتقد أن عزل علي مملوك، رئيس مكتب الأمن القومي، من قبل بشار الأسد دليل على انقسام حكومته حول الدور الإيراني في سوريا.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأسد وضع مملوك تحت الإقامة الجبرية بعد الاشتباه بتخطيطه لانقلاب عسكري، مضيفًة أن الخسائر الأخيرة التي مُني بها النظام زادت من جنون القيادة في دمشق.

وأورد المقال الذي شاركت بكتابته الصحفية اللبنانية كارول معلوف، أن حكومة الأسد كانت في حالة اضطراب حتى قبل إلقاء القبض على مملوك وخصوصًا بعد مقتل رستم غزالة، رئيس فرع الأمن السياسي الشهر الماضي بعد تعرضه لاعتداء جسدي من قبل رجال رفيق شحادة، رئيس شعبة المخابرات العسكرية.

وقال مصدر “رفيع المستوى” في حكومة الأسد إن مملوك تواصل مع المخابرات التركية من خلال وسيط مشيرًا بأنهم على معرفة مباشرة بالخطة التي رُسمت، متهمًا إياه بإجراء محادثات سرية مع عدد من الدول التي تدعم المعارضة السورية وأشخاص في المنفى أمثال رفعت الأسد عم رأس النظام الحالي، وذلك عبر رجل أعمال من مدينة حلب.

في السياق قال مصدر مطّلع (رافضًا الكشف عن اسمه) إن “هناك اهتمامًا كبيرًا من الضباط السوريين والجيش بعودة رفعت الأسد إلى سوريا”.

وأشارت “التلغراف” إلى أن عناصر إيرانيين سيطروا على مواقع مهمة وحساسة ضمن الحكومة السورية فيما يخص القرارات العسكرية، إذ إن معظم المستشارين في القصر الرئاسي إيرانيون، مضيفًة بأن مصدرًا مقربًا من القصر أكّد أن “مملوك يكره أن تسلم الحكومة السورية السيادة لإيران، ولطالما أعرب عن الحاجة لتغيير الوضع”.

من جهته قال عصام الريس المتحدث الرسمي باسم الجبهة الجنوبية للصحيفة، إن عددًا من الأسرى الضباط من القرية التي ينحدر منها رستم غزالة أخبروه بأنه كان “معاديًا بشدة لإيران”، وأنه كان يشكو دائمًا بأنه هو ورجاله يعاملون كـ “الحثالة” بينما كان الإيرانيون وميليشياتهم يعيشون كـ “الأمراء”.

وقالت الصحيفة إن شحادة ألقى القبض على اثنين من أبناء بلدة غزالة بعد أن رفضوا القتال تحت قيادة إيرانية، وعندما ذهب غزالة إلى مقر الاستخبارات العسكرية للمطالبة بالإفراج عنهما بدأ رجال شحادة بضربه، ليؤخذ إلى المشفى بعدها ويعلن النظام السوري وفاته في 24 نيسان الماضي.

وعزت “التلغراف” أمر صمود الاقتصاد السوري في وجه الانهيار بعد تداعيه إلى الدعم الذي تقدمه طهران للأسد، التي قالت إنه حصل على قرابة 15 مليار دولار حتى الآن وفقًا لوزير مالية دمشق.

وأشار تشارلز ليستر، الخبير بالشأن السوري في معهد بروكينغز، في حديثه للصحيفة إلى أن الأحداث الأخيرة التي واجهها النظام كانت الأكثر تأثيرًا عليه خلال السنوات الماضية، مضيفًا “يبدو أن النظام ينهار من الداخل والخارج بينما تحاول إيران إنشاء جدار حوله لحمايته”.

ويعاني نظام الأسد في الفترة الأخيرة من التخبط في ظل مشاحنات القيادة العليا له وفقدان التنسيق بين أفرعه الأمنية، في الوقت الذي يرى فيه محللون أن الأسد هو وكيل “تقليدي” لإيران في سوريا.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا