زار رئيس الوزراء التركي أحمد دواد أوغلو ضريح سليمان شاه، جد مؤسس الدولة العثمانية، الموجود ضمن الأراضي السورية، اليوم الأحد، في خطوة غير مسبوقة لمسؤول تركي رفيع خلال الأحداث التي تشهدها البلاد؛ وذلك غداة خطاب لأوغلو أعلن في عدم نية حكومته إعادة السوريين إلى بلادهم.
وقالت وكالة فرانس برس، إن رئيس الوزراء التركي، زار اليوم ضريح سليمان شاه في الأراضي السورية، في خطوة غير معلنة، في حين أكد المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء أن الزيارة كانت للضريح الجديد في قرية آشمة المحاذية لعين العرب (كوباني) على الحدود التركية السورية، بعد نقله من قرية قره قوزاق على نهر الفرات شرقي حلب شباط الماضي.
بينما أشارت وكالة cnn التركية إلى أن أوغلو توجه إلى ولاية أورفا، ومنها توجه إلى الحدود السورية على متن طائرة هليكوبتر، برفقة الجنرال خلوصي آكار، قائد القوات البرية التركية.
وكان أحمد داود أوغلو هاجم أمس زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض، كمال قليجدار أوغلو، أمام حشد من أنصاره في ولاية هاتاي، قائلًا: “إن قليجدار أوغلو الذي أرسل نواب حزبه لمصافحة الأسد سابقا؛ يأتي اليوم ويقول سأرسل السوريين إلى بلادهم في حال فاز حزبه بالانتخابات البرلمانية”.
وأكّد أوغلو أن حزبه لن يعيد السوريين إلى بلادهم في حال فوزه بالانتخابات البرلمانية المزمع عقدها في حزيران المقبل، “نحن لن نعيد التركمان القادمين إلى تركيا من منطقة باير بوجاق شمال اللاذقية، ولا العرب والأكراد القادمين من حلب، ولا إخواننا السنة والعلوية القادمين من كافة سوريا، ولن نرد أحدًا سواء كان مسلمًا أم مسيحيًا إلى بلادهم، فكل من يعيش في ظل علم الجمهورية التركية هو شرفنا، وحمايته عزتنا”.
وتابع أوغلو في انتقاده لزعيم حزب الشعب “إن قليجدار أوغلو عقد حلفًا مع الظالم بشار الأسد الذي قتل المصلين وهدم المآذن، أما نحن فقلنا للأسد في عام 2011، لاتؤذي ولاتظلم شعبك ولا تقتل المصلين الذين يخرجون لأداء صلاة التراويح، غير أنه لم يصغ إلينا، ولو أصغى لكانت سوريا الآن في حالة استقرار”، مضيفًا: “في دستورنا حتى لو كان الظالم أخانا يفترق طريقنا عنه”.
من جهة أخرى تظاهر أمس السبت عشرات الناشطين الأتراك في حديقة سراج هانة في حي الفاتح وسط مدينة اسطنبول، منددين بتصريحات كمال أوغلو حول إعادة السوريين إلى بلادهم، ورفع المتظاهرون أعلامًا ولافتات كتب عليها “لن نخرج إخوتنا المهاجرين”، مؤكدين على ضرورة الوقوف إلى جانب المظلومين والمسلمين في مختلف أنحاء العالم.
يشار إلى أن تركيا تستضيف نحو 1.6 مليون لاجئ سوري على أراضيها، وتقدم الخدمات الطبية مجانًا لهم، إضافة إلى فتح التعليم للطلاب السوريين الذين حرموا من المدارس في بلادهم، في حين تسعى أحزاب معارضة إلى زعزعة استقرار البلاد وخلق قلاقل بين الأتراك والسوريين تزامنًا مع الانتخابات البرلمانية الشهر المقبل.