فرنسي إسرائيلي يستغل سوريا في حيلة استثنائية لكسب 90 مليون دولار
تستمر محاكمة الفرنسي الإسرائيلي جيلبرت شيكلي، الموقوف منذ عام 2017، أمام القضاء الفرنسي، بسبب انتحاله شخصية وزير فرنسي للحصول على أموال تحت ذريعة تحرير رهائن فرنسيين لدى تنظيم “الدولة الإسلامية”.
حيلة استثنائية
احتال جيلبرت شيكلي على 150 شخصًا في 40 دولة، وانتحل شخصية الوزير الفرنسي جان إيف لودريان، للحصول على 90 مليون دولار.
واستجاب أربع من ضحاياه الأثرياء لطلبه السري، الذي تم بذريعة عدم رغبة فرنسا الإعلان عن تجاوبها مع الخاطفين.
ولكنه لم يتمكن من إقناع الجميع، ما أدى إلى كشف خدعته بعد عامين من بدئها نهاية عام 2015.
ارتدى جيلبرت قناعًا من السيليكون ليقنع بعض الضحايا بهويته المزيفة، من خلال التواصل معهم عبر “سكايب”، في الوقت الذي تصدرت فيه قضية الرهائن الأجانب في حوزة التنظيم الأخبار العالمية.
وشملت قائمة ضحايا جيلبرت رجال أعمال ومسؤولين دينيين مرموقين ورؤساء في إفريقيا ومديري بنوك وتجار تحف وقادة منظمات عالمية، وكان أبرزهم رجل الأعمال التركي إنان كيراتش، الذي حول مبلغ 47 مليون دولار لحسابات في الإمارات والصين لتحرير صحفيين من الأسر، حسبما ترجمت عنب بلدي ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية في 20 من أيلول الحالي.
وقدم الأمير شاه كريم الحسيني آغا خان الرابع، إمام الشيعة الإسماعيلية، مبلغ 20 مليون يورو لحسابات في فرنسا وبولندا والصين، تم إيقاف معظمها لكن ثمانية ملايين يورو وصلت إلى المحتالين.
توصل المحققون، بعد تلقي شكاوى ممن أحسوا بالخديعة، إلى أن عناوين الإيميل التي تم التواصل من خلالها مع الضحايا كانت في إسرائيل، وهذا قادهم للشك بجيلبرت الذي كان فارًا من السلطات الفرنسية، بعد أن نفذ حيلًا سابقة أكسبته 60 مليون يورو.
من هو جيلبرت شيكلي؟
ولد جيلبرت في باريس عام 1965، وهو ابن ميكانيكي تونسي يهودي، ترعرع في حي فقير وارتكب أولى جنحه وهو بعمر 13 عامًا حين باع سيارة لم تكن ملكه، حسبما ذكرت صحيفة “The Irish Times” الإيرلندية، وبعد أن نال أحكامًا متعددة بسبب سرقات صغيرة، اتجه إلى الجريمة الإلكترونية بداية عام 2000.
احتال على شركات فرنسية من خلال انتحال شخصية مديريها التنفيذيين، خلال عامي 2005 و2006، ونال إثر ذلك حكمًا غيابيًا بالسجن مدة سبع سنوات.
غادر فرنسا واتجه إلى إسرائيل عام 2009، ليحصل على جنسيتها وينال الحماية من مطالبة الدولة الفرنسية.
عُرف بالنرجسية والاعتداد بالذات، وبالإفراط بالمقامرة، وألهمت قصته فيلم “Je Compte Sur Vous” عام 2015، الذي أدت دور زوجته فيه جولي غايت (وهي زوجة الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند).
تم تصوير بعض مشاهد الفيلم في إسرائيل، وكان جيلبرت يزور موقع التصوير، حسبما ذكرت الصحيفة الإيرلندية، وبدأ بتنفيذ حيلته الجديدة بعد ثلاثة أشهر من انتهاء الفيلم.
كانت الحكومة التونسية أول أهدافه وهو ينتحل شخصية وزير الدفاع الفرنسي حينها، جان إيف لودريان، وكاد أن يحصل منها على مبلغ 19 مليون يورو من صفقة زائفة لبيع طائرات “Tiger” من نوع إيرباص، قبل أن يتم كشفها في اللحظة الأخيرة.
قبض عليه في شهر آب من عام 2017 وهو في أوكرانيا، وبحوزته قناع سيليكون لأمير موناكو، ألبيرت الثاني، وتعتقد السلطات أنه أراد شراء المزيد من الأقنعة، حسبما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC).
سخر شيكلي من سجنه في كييف بالحكومة الفرنسية، بعد أن رشى حراس السجن ليحضروا له ثلاجة مليئة بشرائح اللحم والفودكا، ليصور مقطع فيديو وفمه مليء للاستهزاء بالنظام القضائي الفرنسي.
ولكن المقطع سبب استرجاعه من قبل السلطات الفرنسية ليواجه محاكمة لا تزال مستمرة حتى اليوم، مع تقدم 15 ضحية ببلاغ ضده، بينهم وزير الخارجية الحالي، لودريان، وأربعة من معاونيه الذين انتحل شخصياتهم، وتوجيه التهم لأكثر من سبعة أشخاص لمساعدته على تنفيذ حيله، حسبما نقلت الوكالة الفرنسية.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :