صلحي الوادي.. العراقي معلم الموسيقى في سوريا

  • 2019/09/30
  • 3:13 م
الموسيقار صلحي الوادي (شام إف إم)

الموسيقار صلحي الوادي (شام إف إم)

اقترن اسم المعهد العالي للموسيقى في سوريا باسم صلحي الوادي، الموسيقي الذي أسس معهدين لتعليم الموسيقى في العاصمة السورية دمشق.

أول معاهده كان للموسيقى العربية، وأنشئ عام 1961، والثاني، متخصص بالموسيقى الكلاسيكية، أنشئ عام 1990، ليحقق الوادي حلمه بتأسيس فرقة الأوركسترا الوطنية السورية ويجوب بها العالم، قبل أن يتوفى في 30 من أيلول عام 2007.

وما بين عامي 1961 و2007، رحلة طويلة لموسيقي عراقي خلدته ألحانه، وحفظ اسمه موسيقيو الجيل الجديد في سوريا.

الإسكندرية- لندن-  دمشق

ولد صلحي الوادي في العاصمة العراقية، بغداد، في عام 1934، لأب عراقي وأم أردنية، وانتقلت عائلته للإقامة في دمشق، حيث حصل على الشهادة الابتدائية.

ومن دمشق رحل إلى مدينة الإسكندرية المصرية، لينهي دراسته الثانوية هناك، قبل أن ينتسب إلى معهد الموسيقى فيها.

امتلك والد صلحي الوادي مزارع للنخيل في العراق، وأراد لابنه أن يعمل فيها، فأرسله إلى إنجلترا لدراسة الهندسة الزراعية، في عام 1953.

لكن الابن قرر الانتساب إلى الأكاديمية الملكية للموسيقى في لندن، ليتفرغ للموسيقى بشكل كامل منذ تلك اللحظة، قبل أن يعود إلى دمشق في عام 1960.

وكان والده، حامد الوادي، زعيمًا لعشيرة الدليم في العراق، ونائبًا في البرلمان العراقي في أثناء الحكم الملكي، وبعد وفاته اتجه وفد من عشيرته لمبايعة صلحي شيخًا عليهم في عام 1955.

لكنه رفض العرض، مفضلًا العمل الموسيقي على الزعامة، بحسب ما ذكرت صحيفة “الحياة” في 5 تشرين الأول عام 2007.

تأسيس المعهدين والأوركسترا

مع عودة صلحي الوادي إلى دمشق، كُلّف من قبل أمين وزارة الثقافة، يوسف شقرا، بوضع نظام للمعهد العربي للموسيقى، الذي خرّج فيما بعد عشرات الموسيقيين السوريين، أبرزهم عازف البيانو، غزوان زركلي.

وفي عام 1964، أسس أول فرقة موسيقية شرقية مكونة من طلاب المعهد، وقدمت أولى حفلاتها عام 1964.

استمر عمل صلحي الوادي في تعليم الموسيقى، كما وضع الموسيقى التصويرية لعدد من الأفلام السينمائية، حتى استطاع في عام 1990 تأسيس المعهد العالي للموسيقى، الذي درّس من خلاله الموسيقى الكلاسيكية، وعُيّن كعميد له حتى عام 2001.

مع إنشاء المعهد العالي للموسيقى في دمشق، تحقق حلم صلحي الوادي بإنشاء الأوركسترا السيمفونية الوطنية في عام 1993، واستطاع معها تقديم حفلات في مصر ولبنان وتركيا وألمانيا وإسبانيا والكويت.

قدم صلحي الوادي، لأول مرة في سوريا، أوبرا “إيناس ودايدو” عام 1996، أما آخر الحفلات التي قادتها فرقته فكانت في دمشق عام 2002.

في السينما والتلفزيون

وضع صلحي الوادي الموسيقى التصويرية لعدد من الأفلام السينمائية في سوريا وخارجها، وبدأ بتأليف الألحان والموسيقى التصويرية مع فيلم “سائق الشاحنة”، عام 1966.

وألف الموسيقى التصويرية لفيلم “رجال تحت الشمس” عام 1970، ثم فيلم “المخدوعون” عام 1972، وفي نفس العام وضع الموسيقى التصويرية لفيلم “السكين”.

واستمر في ذات العمل، إذ ألّف في عام 1974 الموسيقى التصويرية لفيلم “اليازرلي”، ثم فيلم “يوم آخر” عام 1979، وفيلم “مطاوع وبهية” عام 1982، وأنهى مشاركاته السينمائية في عام 1991 مع فيلم “طائر الشمس”.

كما وضع صلحي الوادي الموسيقى التصويرية للمسلسل السوري، “اللوحة الناقصة”، عام 1996.

بين الموسيقى العربية والكلاسيكية الغربية

يرى الموسيقي أحمد بوبس، صديق صلحي الوادي، في مقال نشره في صحيفة “الحياة” في 5 تشرين الأول من عام 2007، أن الأخير كان يضيّق الخناق على الموسيقى العربية وكان يحمل “كراهية” لها، وهذا ما سبب له، بحسب أحمد بوبس، عداوات وخصومات كثيرة.

كلام بوبس نفاه عميد المعهد العالي للموسيقى في دمشق، أندريه معلولي، في حديث لصحيفة “القدس العربي” في 2 من شباط من عام 2018.

وأكد معلولي أن صلحي الوادي استقدم خبراء من أذربيجان لتعليم العزف على آلة العود في المعهد العالي للموسيقى، وهو ما ساعد على ظهور موسيقيين سوريين يؤدون الموسيقى العربية بتقنيات أعلى، على حد وصفه.

الرحيل الأخير

في أثناء قيادته لإحدى حفلات الأوركسترا السيمفونية الوطنية في قصر الأمويين للمؤتمرات، في العاصمة السورية دمشق عام 2002، سقط صلحي الوادي أرضًا، إثر جلطة دماغية.

نقل الوادي إلى مشفى “الشامي” في دمشق، ومنها إلى منزله.

استمر صراع الوادي مع المرض حتى وفاته عام 2007، ودفن في العاصمة السورية دمشق.

مقالات متعلقة

فن وثقافة

المزيد من فن وثقافة