حذرت “هيئة تحرير الشام” من شن حملة عسكرية بدعوة من النظام وروسيا ضدها في الشمال السوري، واصفة تلك الدعوات بالحرب الداخلية والفوضى الأمنية.
وقالت “الهيئة” عبر حساباتها الرسمية في “تلغرام” اليوم، الاثنين 30 من أيلول، “ضمن حرب الشائعات التي يبثها النظام المجرم في المناطق المحررة، تتناقل وسائل إعلامية تصريحات عن مصادر مشبوهة أن هناك توجيهات ومطالب بشن حملة عسكرية ضد هيئة تحرير الشام”.
وأضاف بيان “الهيئة” أن “هذه الشائعات تأتي انسجامًا مع دعوات المحتل الروسي، بإبعاد أهم القوى الفاعلة في غرفة عمليات الفتح المبين عن معادلة المعركة، وﻷجل تشتيت جهود شعبنا الكريم المتلاحم مع أبنائه الثوار”.
وتابع البيان، “إننا في هذا الإطار، نحذر العقلاء والحكماء من جرّ المناطق المحررة إلى حرب داخلية وفوضى أمنية واسعة وهدم للمنشآت والمؤسسات الثورية، وما في ذلك من إعانة للمحتل وأعوانه على التخلص من الثورة السورية ومكتسباتها العسكرية”.
ودعت وسائل الإعلام المعارضة إلى التصدي للإشاعات و”مواجهة إعلام الثورة المضادة في كافة الميادين والمستويات المدنية والعسكرية”، وفق تعبيرها.
بيان “تحرير الشام”، الفصيل الأكبر في مناطق المعارضة بالشمال السوري، يأتي في ظل “تهدئة” تشهدها محافظة إدلب، منذ نهاية آب الماضي، وسط إصرار روسي وتركي على “حل عقدة إدلب”، إذ تتذرع روسيا للهجوم على المنطقة بوجود “هيئة تحرير الشام” على “قوائم الإرهاب”.
ودار الحديث في الأسابيع الماضية عن إمكانية حل “تحرير الشام” بشكل كامل، لإنهاء ذريعة “الإرهاب” التي تعتمد عليها روسيا في حملتها العسكرية.
وتعتبر “تحرير الشام” أحد الفصائل العسكرية التي تعلن التصدي لهجوم قوات النظام في الشمال السوري، إلى جانب “الجبهة الوطنية للتحرير” و”جيش العزة”، وتجتمع تلك الفصائل الثلاثة ضمن غرفة عمليات “الفتح المبين”.
وشهدت مناطق الريف الجنوبي لإدلب مطلع أيلول الحالي، مظاهرات شعبية ضد “هيئة تحرير الشام” و”حكومة الإنقاذ السورية”، المحسوبة على “الهيئة”، في الوقت الذي تسري فيه التهدئة التي أعلنت عنها روسيا والنظام السوري من جانب واحد.
تلك المظاهرات طالبت بإسقاط النظام السوري، ونددت بـ”تحرير الشام” وطالبتها بالخروج من المدن التي تسيطر عليها، إلى جانب الضغط على “الهيئة” و”حكومة الإنقاذ” لحل التشكيلين.
وكانت “تحرير الشام” فرضت سيطرتها بشكل كامل على محافظة إدلب، مطلع العام الحالي، بعد مواجهات عسكرية بدأتها ضد “حركة نور الدين الزنكي” في ريف حلب و”حركة أحرار الشام” وفصائل “الجيش الحر” في ريفي حماة الشمالي والغربي.
–