شكلت زيارة المدرب السوري، نزار محروس، في 25 من أيلول، إلى دمشق، حالةً من التفاؤل لدى متابعي المنتخب السوري، طارحين إمكانية تسلمه تدريب المنتخب في الفترة المقبلة، لكن إدارة المنتخب حسمت الجدل ونفت توليه المهمة.
وجاء التفاؤل مع تأكيد المحروس تقديم استقالته من تدريب نادي الأنصار اللبناني، في لقاء مع برنامج “لطفي برس”، الذي يبث عبر “يوتيوب”، دون أن يتم قبول الاستقالة من طرف النادي اللبناني حتى الآن.
زيارة المحروس إلى دمشق تأتي بعد غياب أكثر من ثماني سنوات، منذ توقفه عن تدريب نادي الوحدة الدمشقي في عام 2011، بعد قرار إيقاف منافسات الدوري السوري، إثر اندلاع المظاهرات الشعبية التي طالبت بإسقاط النظام، ليتنقل نزار محروس بين عدة أندية عربية في العراق والأردن ولبنان.
هذا التفاؤل لدى متابعي المنتخب السوري سرعان ما انتهى، مع نفي رئيس اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون اتحاد كرة القدم، إبراهيم أبازيد، تولي نزار محروس تدريب المنتخب.
ونقلت صحيفة “الوطن” المحلية، اليوم 29 من أيلول، عن أبازيد قوله إن “فكرة التعاقد مع نزار محروس لتولي مهام تدريب المنتخب غير مطروحة أبدًا”.
واعتبر أبازيد أن كل الإشاعات التي صدرت في الساعات القليلة “مجرد عواطف”، مؤكدًا في الوقت نفسه استمرار المدرب الحالي فجر ابراهيم في تدريب المنتخب الأول.
وتعرض المدرب فجر ابراهيم، المدرب الحالي للمنتخب السوري لحملات إعلامية وجماهيرية كبيرة طالبت بإقالته على خلفية النتائج السيئة التي حققها رفقة المنتخب الأول، ، ومنها احتلاله المركز الثالث في بطولة نهرو الودية في الهند التي شارك فيها إلى جانب منتخبات آسيوية تتذيل ترتيب القارة، وخروجه صفر اليدين من بطولة غرب آسيا في العراق.
فيما حقق المنتخب انتصاره الأول على المنتخب الفلبيني بخمسة أهداف لهدفين في الجولة الأولى من التصفيات المشتركة لكأس آسيا 2023 وكأس العالم 2022.
مفاوضات سابقة
حاول اتحاد كرة القدم السوري في عام 2016 التعاقد مع نزار محروس لقيادة المنتخب الأول في تصفيات كأس العالم روسيا 2018.
وأعلن عن ذلك قبيل التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم في روسيا 2018.
وأوضح الاتحاد عبر صفحته في “فيس بوك”، الخميس 21 نيسان 2016، أن اتفاقًا تم بين الجانبين على الاجتماع في لبنان.
إلا أن المفاوضات انهارت بسبب رفض الاتحاد السوري تلبية طلبات المدرب.
ليست المرة الأولى
درب نزار محروس المنتخب السوري مرتين، عام 2004 وعام 2012 وخاض معه في الثانية ثماني مباريات دون خسارة.
ويعد المحروس أحد أبرز المدربين واللاعبين السوريين، حقق نجاحات في عالم التدريب في بلدان عربية، ويمتلك عدة شهادات تدريبية منها شهادة “PRO” دبلوم المدربين المحترفين الآسيوي وهي أعلى شهادة آسيوية، وشهادة “PRO” دبلوم المدربين المحترفين الأوروبي من جمهورية التشيك، وشهادة “PRO” باللياقة البدنية من فرنسا، والشهادات الآسيوية (A,B,C).
يمتلك نزار محروس خبرة طويلة في الملاعب الآسيوية لتدريبه في بلدان آسيوية ومشاركته لعدة مرات في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي.
ولد محروس في عام 1963، وبدأت مسيرته مع فريق الوحدة عام 1978، وتدرج في الفئات العمرية للنادي حتى وصل للفريق الأول.
مسيرته مع نادي الوحدة كانت على مرحلتين، الأولى من عام 1978 حتى عام 1984، والثانية عام 1991 حتى اعتزاله عام 1993.
ولعب لصالح نادي الجيش موسمين قبل انتقاله إلى نادي تشرين عام 1986 الذي لعب معه حتى عام 1990، حين انتقل إلى نادي الصحم العماني عام 1990، قبل أن يعود إلى الوحدة وينهي مسيرته فيه.
درب نزار محروس فريق الوحدة الدمشقي في عام 1993 وكان لاعبًا فيه أيضًا وحقق معه كأس الجمهورية، وعاد لتدريبه بعد اعتزاله اللعب وحقق الدوري العراقي مع فريق أربيل وحاز معه على وصافة كأس الاتحاد الآسيوي، ودرب فريق الحزم في المملكة العربية السعودية ووصل معه إلى نهائي كأس الأمير فيصل، بالإضافة إلى خبرته الطويلة في الملاعب اللبنانية.
حقق الدوري الأردني مع فريق شباب الأردن وكأس الأردن، ليتغلب على قطبي الكرة الأردنية (الوحدات، الفيصلي)، كما حقق مع النادي كأس الاتحاد الآسيوي.