مخيمات أطمة.. نقص الخدمات يقلق الأهالي مع بداية الشتاء
عنب بلدي – ريف إدلب
تسللت برودة الشتاء إلى مخيمات أطمة مع إعلان مشروع “الأيادي الخضراء” عن وقف المساعدات من الفحم ومواد التدفئة هذا العام “بسبب نقص الميزانية”، الأمر الذي أقلق السكان، نتيجة قلة الخيارات المتوفرة لمواجهة موسم البرد.
ورغم تحرك مجموعة من المنظمات مؤخرًا لإقامة مشاريع خدمية، تخفف من أثر فصل الشتاء على أهالي المخيمات، لكن تلك المشاريع لا تدرأ أخطار حدوث فيضانات، ولا تحمي الخيام بشكل كامل.
تأهب للسيول تنقصه الشمولية
عانت مخيمات أطمة من فيضانات وسيول العام الماضي، تسببت بغرق الخيام والطرقات، ومع غياب شبكات الصرف الصحي، انتشرت الأمراض نتيجة المياه الملوثة، لذلك توجهت منظمات عدة لتأهيل الطرقات، والتأهب لاحتمالية حدوث سيول هذا العام.
وأطلقت منظمة “بنيان” بداية شهر تموز الماضي، مشروعًا لتأهيل الطرقات الرئيسية في المخيمات، “يهدف بالدرجة الأولى لتخفيف مخاطر الفيضانات والحد منها في منطقة أطمة، وتحسين فرص وصول الخدمات الأساسية للعديد من قاطني المخيم”، حسبما قال المسؤول عن المشروع أحمد قطان لعنب بلدي.
يستمر تطبيق المشروع سبعة أشهر، ويشمل تزفيت تسعة كيلومترات من الطرق الرئيسية، و”تبحيص” 5.1 كيلومتر من الطرق الفرعية، مع إنشاء أرصفة بجانب الطرقات التي سوف يتم إصلاحها، وتدريب ستة فرق شبابية من سكان المخيم للمساعدة في الاستجابة لمخاطر الفيضانات، وإعادة تأهيل ثلاث عبّارات مائية لضمان تصريف المياه وقت الفيضانات.
رغم أهمية المشروع بالنسبة لسكان المخيم، حسبما قال مدير مخيم “مرام”، عبد الرازق صطوف، إلا أنه لا يشمل تجهيز شبكات الصرف الصحي التي تعتبر أولوية في المنطقة.
كما لا يغطي إلا نذرًا يسيرًا من الحاجات الفعلية، إذ تضم مخيمات أطمة ما يقارب 90 كيلومترًا من الطرقات، حسبما قال مدير مخيم “الوفاء”، مصطفى إبراهيم، لعنب بلدي.
وأضاف أن 500 عائلة تضررت من السيول في العام الماضي بمخيم “الوفاء”، مشيرًا إلى أهمية المشاريع التي تقوم بها منظمتا “بنيان” و”ساعد” في حفر القنوات وتوسيع العبّارات، إلا أن الأولوية برأيه هي لتبديل الخيام المهترئة.
لا حلول للتدفئة
أصيب أهالي مخيمات أطمة بـ “الإحباط” بعد توقف دعم التدفئة لهذا الشتاء، حسبما قال مدير مخيم “مرام” عبد الرازق صطوف لعنب بلدي، إذ كان المشروع، التابع لمنظمة “مجتمعات عالمية” الدولية، هو الوحيد الذي يوفر الفحم للأهالي، ورغم تأخرها بتقديمه في السنة الماضية، لكنها وفرت الدعم الذي مكّن السكان من مواجهة الشتاء.
ومع وقوع 70% تحت خط الفقر في مخيم “الوفاء” حسب تقدير مديره، مصطفى إبراهيم، فلن يجد الأهالي حلًا سوى حرق الألبسة القديمة للتدفئة، كما فعلوا من قبل نتيجة قلة حصص الدعم وقلة مصادر الدخل، وارتفاع سعر الحطب.
وتتفاقم معاناة الأهالي بسبب قلة الدعم الذي تقدمه المنظمات لتبديل الخيام أو إصلاح الخيام القديمة، وحسبما قال إبراهيم، تحتاج معظم الخيام إلى التبديل نتيجة اهترائها، وتحتاج للعوازل التي لا يستطيع السكان تأمين ثمنها.
وبحسب التقرير الأخير الذي أصدره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فإن التجهيزات الشتوية في شمال غربي سوريا تعاني من نقص بقيمة 16.8 مليون دولار، منها سبعة ملايين لإعادة تأهيل أماكن الإيواء.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :