فالفيردي في الوقت بدل الضائع

  • 2019/09/29
  • 12:54 م

مدرب نادي برشلونة إرنستو فالفيردي (رويترز)

عروة قنواتي

نتائج البارسا الأخيرة لا تبعث على الراحة والأمان في نفوس وقلوب عشاقه، وتدق ناقوس الخطر من جديد بقائمة من الاستفسارات والتساؤلات، بل حتى عبارات الاستهجان: إلى أين أنتم ذاهبون بالفريق الأول؟

السيد فالفيردي مدرب برشلونة تحدث، في تصريح سريع عقب الهزيمة من غرناطة الصاعد إلى أندية الدرجة الأولى، أنه يتحمل مسؤولية الخسارة بالكامل، وهو يعلم تمامًا أنه المستهدف الأول إذا عصفت رياح التغيير، وقد كان قريبًا من الرحيل قبل بداية الموسم الجديد، لولا أن الأخبار جاءت من البيت الكتالوني برغبة اللاعبين الكبار داخل غرفة الملابس ببقائه، بل والدفاع عما يقدم، وأن التغيير لم يحن موعده بعد، ولا بد من فرصة جديدة.

نادرًا ما نسمع عن تدخلات اللاعبين النجوم لمصلحة المدير الفني أو لبقاء لاعب في الفريق أو لرحيل آخر، وهذا الأمر يتم الإشارة إليه في أغلب الأوقات من البوابة الإعلامية الناقدة بأنه “فوضى بلا حسيب أو رقيب”، على اعتبار أن هناك مهام لمجلس إدارة النادي ولمدير الفريق الأول لا يجوز للاعبين، مهما بلغت شهرتهم، التدخل فيها، ولا في شؤون الرحيل والبقاء.

ومن الأمثلة الحاضرة بين أيدينا لهذه التدخلات في العالم، تدخل لاعبي منتخب مصر الأول لكرة القدم، وعلى رأسهم النجم محمد صلاح، لإبقاء اللاعب عمرو وردة في معسكر المنتخب، خلال بطولة الأمم الإفريقية، وهو المتهم بقضية تحرش، ما انعكس سلبًا على أداء المنتخب وشعبيته، ليبرز ضعف المدرب وإدارة الاتحاد بالانصياع لرغبة النجوم.

أيضًا محاولة نجوم المنتخب الإسباني إيقاف قرار إقالة المدرب لوبيتيغي، قبل بداية المونديال في روسيا، وانقسام غرفة الملابس بشكل عاصف. أقيل المدرب برغبة الاتحاد وخرج المنتخب الإسباني من الدور الثاني للبطولة بأداء باهت يدل على فقدان الروح والانسجام، تحت مظلة المدرب فرناندو هييرو.

وبالعودة إلى المستر فالفيردي، فإن حال البارسا لا يسعد القريب والبعيد، بالإصابات المتعددة والتفريط بالنقاط السهلة، وبالهواية المفضلة للمدرب بتبديل مراكز اللاعبين للموسم الثالث على التوالي، ووسط الرغبة الجماهيرية بالحصول على لقب دوري أبطال أوروبا مجددًا بعد الهزة الارتدادية في الموسم السابق أمام ليفربول، وقبله أمام روما.

فالفيردي سيكون أول متهم بما وصل إليه حال الفريق، وخاصة أن الترتيب حاليًا يعطي المركز السادس للبارسا، وهذا لم يحصل منذ سنوات طويلة، ولو أننا في بداية المشوار، ولكن الناقد يسأل: كيف سيكمل الفريق مشواره المحلي قبل الأوروبي، وسط تعافي الكثير من المنافسين، ورغبتهم الكبرى بالاستفادة من تراجع برشلونة المخيف؟

الفريق، الذي يشغل تشكيلته غريزمان الفرنسي وليونيل ميسي الأرجنتيني وسواريز الأوروغوياني وميلو البرازيلي وشتيغن الألماني وديمبلي الفرنسي وألبا الإسباني وبيكيه الإسباني، في حالة مرض شديد، من الناحية الفنية وجعبة الأرقام والنتائج… كيف سيتصرف فالفيردي مع هذه المحنة؟ وهل سيكون أول قتيل فيها؟

لا شك أننا دخلنا مع البارسا ومدربه في الوقت بدل الضائع، وأول الشهر الجديد يدخل البارسا للقاء الإنتر في الشامبيونزليج، وينهي الشهر بالكلاسيكو مع الريال، وبينهما يقابل إشبيلية وعددًا من الأندية الصعبة. سيكون الشهر الجديد الحاسم بوجود فالفيردي أو رحيله، والله أعلم.

مقالات متعلقة

مقالات الرأي

المزيد من مقالات الرأي