كتاب في عشق دمشق.. صور من جمالها وعبر من نضالها

  • 2019/09/29
  • 12:00 ص

“وبعد فأي مزاياك يا دمشق أذكر، وفيك الدين وأنت الدنيا، وعندك الجمال وعندك الجلال، وأنت ديار المجد وأنت ديار الوجد، جمعت عظمة الماضي وروعة الحاضر؟”.

يضم كتاب “دمشق.. صور من جمالها وعبر من نضالها” للشيخ الراحل علي الطنطاوي، مقالات كتبها الشيخ بدءًا من عام 1933 حتى عام 1959، وهو العام الذي صدر فيه الكتاب، قبل أن يضاف إليه عدد من المقالات التي كُتبت بعد صدوره.

وتحمل هذه المقالات المنشورة في عدد من الصحف والمجلات السورية والعربية في تلك الفترة ثلاثة أبعاد أساسية، بعدًا عاطفيًا يعبر عن عشق الشيخ الطنطاوي لمدينة دمشق، وبعدًا توثيقيًا عن حال البلاد والعباد والأحداث السياسية التي مرت بها المدينة في تلك الفترة، والبعد الثالث هو الرأي الشخصي للشيخ في هذه الأحداث، مع سرد وشرح تاريخي للخلفيات.

ولّف الشيخ الطنطاوي هذه الأبعاد الثلاثة في صيغة جعلت كتابه يحمل سحرًا يليق بأقدم عاصمة في العالم، وبقدر ما حمل الكتاب صبغة تاريخية، فإنه لا يمكن أن يعد كتابًا مختصًا في تاريخ المدينة وحده.

تمتلئ صفحات الكتاب، الذي يبلغ عددها 300 في الطبعة الأخيرة الصادرة عام 2014، بالصور البلاغية والأحداث الدرامية.

تاريخ شعبي يشرحه الكتاب بعيدًا عن رجالات دمشق وسياسييها في تلك الفترة، فينطلق من الناس البسطاء ويعود إليهم وإلى تراثهم ومناطقهم وآرائهم السياسية والدينية.

يبدأ الشيخ الراحل كتابه بجولة على المدينة القديمة وصولًا إلى الغوطة، ويشرح من خلال هذه الجولة معالم المدينة وتفاصيلها وإرثها الإنساني والتاريخي والديني، ومناطق تعتبر من ضواحي دمشق اليوم، فيأتي على ذكر منطقة المزة ومنطقة داريا، وحتى ساحة المرجة، وصولًا إلى غزله بنهر بردى ليتبع هذه الجولة بمقال منفصل عن نهر بردى.

لا يخلو الكتاب من حوادث تاريخية، كقصف الفرنسيين لدمشق وإضراب عام 1936، ومقالين متتاليين عن جلاء الفرنسيين عن دمشق عام 1946، ثم يبرز الشيخ مقالًا خاصًا عن أجواء العيد في دمشق، ويتحدث بعدها عن ذكرياته في أحياء الصالحية والمهاجرين ودمشق كما عرفها صغيرًا، دون أن يغفل الحديث عن مكتب عنبر، إحدى أهم مدراس دمشق.

أضاف حفيد الشيخ علي الطنطاوي، مجاهد مأمون ديرانية، 100 صفحة إلى الكتاب تضمنت عشرات الصور للمدينة ورموزها التاريخية، وقسمت إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول “رجال من دمشق”، تضمن صورًا لأبرز شخصيات المدينة، والثاني “من تاريخ دمشق” وفيه صور لأبرز الأحداث التاريخية التي جرت في المدينة، والثالث “من معالم دمشق” وفيه صور لأبرز الأماكن التاريخية والأثرية في العاصمة السورية، بالإضافة إلى احتواء النسخة الأصلية من الكتاب على خريطتين في مقدمته، الأولى خاصة بالمدينة التاريخية والثانية خاصة بغوطة دمشق.

صدر من الكتاب ثماني طبعات، وحصل على تقييم 4.27 على موقع “goodreads”.

مقالات متعلقة

  1. ذكرى وفاة الأديب الفقيه علي الطنطاوي.. دمشقي برسالة عالمية
  2. خبيرة تربوية تتنبأ بمستقبل "أسود" للتعليم في المناطق المحررة
  3. انسحابات بالجملة من هيئة علم وبيان الطنطاوي أبرزها
  4. مصر.. انسحاب مرشحة من السباق الرئاسي واتهام الطنطاوي بالتزوير

كتب

المزيد من كتب