لماذا لم تقتحم المعارضة مشفى جسر الشغور؟
كثرت الأنباء حول حقيقة مايجري في مدينة جسر الشغور المحررة حديثًا من قبل فصائل جيش الفتح وفصائل معارضة أخرى، ولاسيما الحصار المفروض على المشفى الوطني في المدينة، والذي تحول إلى نقطة عسكرية تضم عشرات الضباط والجنود المحاصرين داخله.
من يتواجد داخل المشفى؟
يقع المشفى الوطني على أطراف مدينة جسر الشغور، واتخذته قوات الأسد مركزًا عسكريًا لها خلال الأعوام القليلة الماضية.
وغداة تحرير المدينة في 26 نيسان الماضي، تحصن عدد من جنود الأسد وضباطه داخل المشفى، بينما فرضت المعارضة حصارًا كاملًا عليه.
وأفادت معلومات عن وجود ضباط وقيادات في جيش الأسد داخل المشفى الوطني، أبرزهم العقيد سهيل الحسن الملقب بـ “النمر”، إضافة إلى محافظ إدلب وقيادات من حزب الله اللبناني وضباط إيرانيين.
كما ذهب ناشطون، إلى أن الأموال التي أفرغتها قوات الأسد من مدينة إدلب قبيل انسحابها في نهاية آذار، أضحت داخل المشفى أيضًا.
بيد أن هذه المعلومات تبقى غير مؤكدة، في ظل تعتيم إعلامي مفروض من نظام الأسد عن ماهية الأشخاص المحاصرين، إضافة إلى تكتم مماثل من قبل فصائل المعارضة.
الأسد يسعى لاستعادة المشفى:
حاولت فصائل المعارضة اقتحام المشفى عدة مرات كان آخرها مطلع أيار الجاري، إلا ان المحاولات باءت بالفشل ولم تتمكن من السيطرة الكاملة عليه.
في المقابل لمّح رأس النظام بشار الأسد أمس الأول إلى السعي لفك الحصار عن جنوده، وبالفعل تحصنت قواته أمس في قرية الفريكة المحاذية لجسر الشغور تمهيدًا لعملية اقتحام متوقعة للمشفى.
بدورها، ردت فصائل المعارضة بقصف مراكز الأسد في البلدة بالمدفعية الثقيلة، ما أدى إلى سقوط نحو 20 قتيلًا بحسب ناشطين في المنطقة، أكّدوا لعنب بلدي أن الأسد لايزال يحشد قواته في الفريكة وقرقور، لإعادة المحاولة مرة أخرى.
إلى أين تسير المعارك؟
بعد مضي أكثر من 10 أيام على حصار المشفى، انتشرت جملة إشاعات وتحليلات على مواقع التواصل الاجتماعي، كان أبرزها أن ضغوطًا دولية تمارس على فصائل المعارضة لثنيها عن تحرير المشفى.
واعتبر العميد المنشق مصطفى الشيخ، في منشور له اليوم عبر الفيس بوك، أن ضغوطًا من الدول الداعمة ربما تمارس على الثوار في إدلب، بعدم اقتحام مشفى جسر الشغور، “السبب على ما يبدو أن المجرم سهيل الحسن بداخله مع ضباط إيرانيين وعدد من القياديين من حزب الله ومحافظ إدلب”.
أما العقيد أبو قتيبة، القائد العسكري لتجمع أجناد الشام، والمنضوي ضمن غرفة عمليات جيش الفتح، فرأى أن “التحصين الخَرساني (الإسمنتي) في المشفى متين جدًا، الأمر الذي يحول دون اقتحام النقاط المتحصن فيها النظام”، معتبرًا في حديث إلى عنب بلدي أن “أسماء الشخصيات بداخل المشفى لا زالت عبارة عن تكهنات”.
وأشار أبو قتيبة إلى أن “التخوف دائمًا موجود على أي نقطة تتحرر، ولكن بفضل الله فالعمل المنظم كسر توقعات النظام”، مؤكدًا أن “قوات الأسد لم تبق كما كانت، بل أصبحت مليشيات مختلفة الأهداف”.
وأوضح القائد العسكري لأجناد الشام، أن تأخير الاقتحام “ربما يكون من أجل أسر هذه الشخصيات، لما لها من أثر معنوي عالٍ على المجاهدين وسلبيًا للنظام، وأرجو من الله أن نتخلص من عقدة المشفى بأسرع وقت لكي تزول كل هذه المخاوف”.
بدوره، رأي العقيد هيثم العفيسي، نائب قائد أركان الجيش الحر سابقًا، أن هناك هدفًا استراتيجيًا في المشفى “الوصول إليه بالصبر قليلًا أفضل بكثير من تدميره نتيجة التسرع”.
وأضاف في حديثٍ إلى عنب بلدي، أن “إلقاء القبض علی مجموعة من رأس النظام قد تساهم بفائدة للثورة وللمعركة أكبر من تدميرها، فالصبر والحصار قد يساهم بالأمل المنشود للمعركة”، مردفًا “لا تستخف بما هو موجود داخل المشفی”.
يشار إلى أن محافظة إدلب أصبحت بمعظمها خارج حسابات الأسد، الذي اكتفى بالتعريج على “فك الحصار” عن جنوده داخل مشفى جسر الشغور، الأمر الذي رآه محللون عسكريون “إذعانًا واضح بالهزيمة”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :