تمر على مدينة دير الزور اليوم الذكرى السابعة لمجزرة حيي الجورة والقصورة، التي أطلق عليها ناشطون من دير الزور آنذاك اسم “الثلاثاء الأسود”.
بدأت أحداث المجزرة يوم 25 من أيلول 2012، واستمرت لثلاثة أيام، حين اقتحمت مجموعات من “الحرس الجمهوري” بقيادة العقيد علي خزام، وإشراف مباشر من رئيس فرع الأمن العسكري، اللواء جامع جامع، حي الجورة الذي كان خاليًا من أي مظاهر مسلحة، لتبدأ تلك المجموعات باعتقال المدنيين والتنكيل بهم.
وكان حي الجورة قد شهد قبيل حملة “الحرس الجمهوري” حراكًا سلميًا من قبل الأهالي، مواكبًا بذلك معظم أحياء المدينة التي كانت تخرج في مظاهرات منددة بالنظام السوري.
ولحيي الجورة والقصورة أهمية بالغة لدى النظام السوري، دفعته لإبقائمها تحت سيطرته منذ الأيام الأولى للمظاهرات، كونهما يقعان وسط تجمع لعدد من أفرعه الأمنية (فرع الأمن العسكري، وفرع أمن الدولة، ومعسكر الطلائع).
في صباح اليوم الأول للمجزرة اجتاح قائد كتائب المهام الخاصة في “الحرس الجمهوري”، علي خزام، حي الجورة من ثلاثة محاور، وطوقه بالكامل، ومن ثم داهم المنازل واعتقل عددًا كبيرًا من المدنيين.
ونشر ناشطون إعلاميون على مواقع التواصل الاجتماعي حينها تسجيلات مصورة تظهر إعدام أكثر من 100 رجل وسط حي الجورة، تعتذر عنب بلدي عن عدم نشرها لقساوة المشاهد فيها.
كما تواردت أنباء، في ذلك الوقت، عن عمليات إعدام وتصفية لعائلات بأكملها في حي القصور المجاور، بينهم نساء وأطفال.
وظلت أخبار المجازر التي ترتكبها قوات النظام السوري على مدار ثلاثة أيام في حيي الجورة والقصور طي الكتمان ويلفها الغموض، حتى عُثر على عشرات الجثث من قبل الأهالي في أقبية أحد المنازل في حي القصور، إضافة إلى عشرات الجثث المتفحمة في منطقة النوامير.
واستمرت سيطرة النظام السوري على حيي الجورة والقصور منذ حملة “الحرس الجمهوري”، بالرغم من تمكن فصائل المعارضة من السيطرة على معظم أحياء مدينة دير الزور، بالإضافة إلى ريف المحافظة.
كما تعرض الحيّان لحصار مطبق من قبل “تنظيم الدولة” بدأ منتصف عام 2014 وانتهى مع سيطرة قوات النظام بدعم روسي وإيراني على معظم أجزاء المحافظة، عقب معارك مع التنظيم نهاية عام 2017.
–