نادٍ لتعليم الأطفال الفروسية بريف إدلب الشمالي
افتتحت فعاليات محلية ناديًا لتعليم الأطفال ركوب الخيل في ريف إدلب الشمالي، في خطوة هي الأولى من نوعها في الشمال السوري لتأهيل الأطفال على طريق الفروسية.
وحمل النادي، الذي افتُتح في أيلول الحالي بين منطقتي معرة مصرين وكفريا شمالي إدلب، اسم “الزعيم للفروسية”، ويشمل التدريب الكبار و”الأشبال الصغار” في أقسامه الرئيسية، وفق مسؤول النادي، محمد سماق.
وقال سماق في حديث إلى عنب بلدي في 18 من أيلول، إن الهدف من النادي إحياء رياضة الفروسية وتدريب الأطفال بأعمار مختلفة على ركوب الخيل بطريقة صحيحة وبإشراف مدربين متخصصين من أبناء المنطقة والمحافظات الأخرى.
وأضاف سماق، “مدة التدريب تستمر ثلاثة أشهر، وفي نهاية كل دورة هناك مسابقات ومهرجانات يعلن من خلالها عن جوائز وهدايا قيّمة للفائزين في تلك المسابقات”، بحسب تعبيره.
كما أن هناك أيامًا مجانية في النادي “المأجور” والمخصص للفروسية، لاستضافة أبناء الشهداء وأطفال النازحين من المناطق الأخرى، وفق سماق.
عبد الله كريّم، والد طفلين متدربين في نادي “الزعيم”، قال لعنب بلدي، إنه سجل أبناءه (9 و10 سنوات) في النادي لأهمية تعليم ركوب الخيل “كعادات عربية وإسلامية”، كما أن من يتعلم تلك الرياضة يتسم بالمروءة والشجاعة.
يحاول المدربون تدريس الأطفال تلك الرياضة بطريقة نظرية وعملية، يركزون من خلالها على تعليمهم كيفية ركوب الخيل والتعامل معه والتوازن في أثناء الركوب والطرق الصحيحة لإيقافه.
والنادي مجهز بمسارات خاصة بالتعليم ومحاطة بما يمنع تعرض الأطفال المتدربين لأي خطر في أثناء التعليم، إلى جانب مرافقة المدربين لهم في جميع خطوات التعليم ومتابعتهم بدقة، فضلًا عن الاحتياطات الأخرى التي تحمي الأطفال.
يأمل المشاركون والقائمون على العمل دعم مشروعهم بهدف استمراريته، لتعليم جميع أطفال المنطقة على ما يعتبرونه “أهم الرياضات التراثية والعربية”.
الطفل الفلسطيني خطاب عبد الرحمن، قال لعنب بلدي، إنه استفاد من التعليم ركوب الخيل بطريقة صحيحة وهي رياضة ممتعة ومفيدة، وكذلك الطفل فراس كريّم، وهو من سراقب شرقي إدلب، الذي عبّر عن سعادته لمشاركته في التدريب.
وشهد ريف حلب الغربي دورات لتعليم ركوب الخيل في عام 2017، ضمن النادي الذي أسسته جمعية “الفجر” للخيول العربية، في ذلك الوقت، كأحد النشاطات التي ترعاها إلى جانب إحصاء الجواد الأصيل في المنطقة.
وضمت الدورات شبانًا بين 12 و17 عامًا حينها، إلى جانب زيارات لأطفال المدارس إلى النادي كنشاط ترفيهي وتعريفي بالخيل، في محاولة من الجهة المنظمة للفت الأنظار إلى أوضاع الجواد العربي داخل سوريا، لتكون حافزًا للمنظمات والجهات المعنية، لاحتواء المشكلة والاهتمام بها على نطاق أوسع.
وسبق أن رعت منظمة “الفجر” في 2017، فعاليات لسباق الخيل بريف حلب الجنوبي، وحملت اسم “مهرجان البادية بريف حلب” كظاهرة كانت الأولى من نوعها وبمشاركة 35 جوادًا أصيلًا وهجينًا، تحت شعار “الفروسية تجمعنا”، إلى جانب تنظيم “مهرجان إدلب الخضراء” في بلدة معصران.
كما نظم مربو الخيول في الشمال السوري مهرجانًا مماثلًا في قرية النعمان بالقرب من مدينة الباب، في أيار الماضي، وذلك دعمًا لتربية الخيول الأصيلة وحفاظًا على هذا الإرث.
ووصل عدد الخيول الأصيلة المسجلة في سوريا قبل عام 2011 إلى 5033، منها 2932 من الإناث و2101 من الذكور، بحسب كتاب الأنساب العاشر للخيول العربية الأصيلة، الصادر عام 2011، عن وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي السورية.
في حين تغيب الأرقام الرسمية للعدد الحالي للخيول الأصيلة في سوريا، باستثناء إحصائيات محلية مقتصرة على مناطق محددة، إذ قدر رئيس جمعية “الفجر”، محمد الأفندي، في حديث سابق لعنب بلدي، في أيلول 2018، نسبة الخسارة في الشمال السوري بحوالي 40%.
وسلطت عنب بلدي الضوء سابقًا في ملف موسع على تربية الخيول في مناطق المعارضة السورية في عام 2017، تحت عنوان (الخيول في “سوريا المحررة” خارج دائرة الضوء)، واستعرض أصول الخيل وأنواعها وتدريبات ركوبها، وخسائرها في خضم الحرب السورية.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :