حثت “مجموعة دراسة سوريا” الأمريكية، إدارة ترامب على وقف سحب القوات الأمريكية من سوريا، وتكثيف الجهود الدبلوماسية لمواجهة النفوذ الإيراني وتجنب عودة تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وبحسب ما ترجمت عنب بلدي عن وسائل إعلام أمريكية اليوم، الأربعاء 25 من أيلول، قالت المجموعة في تقرير وجهته إلى الإدارة الأمريكية، “لا يمكن للولايات المتحدة تجنب أو تجاهل الصراع في سوريا”.
و”مجموعة دراسة سوريا”، هي لجنة خارجية عيّنها “الكونغرس”، مكونة من 12 عضوًا من الحزبين الأمريكيين الرئيسيين، “الجمهوري” و”الديمقراطي”.
وحذرت المجموعة من أن الصراع السوري لم ينتهِ بعد، وأن تنظيم “الدولة” لا يزال يمثل تهديدًا، وأنه من دون استجابة أمريكية حازمة مدعومة بقوات على الأرض يمكن للتنظيم أن يزدهر، ويمكن لإيران وروسيا توسيع نطاقهما.
وأضافت، “بينما يجادل البعض بأنه فات الأوان لنهج أمريكي نشط تجاه سوريا، فإننا نستنتج أن الولايات المتحدة لا تزال قادرة على التأثير في نتائج الحرب السورية بطريقة تحمي المصالح الأمريكية”.
إلا أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أرسل مؤخرًا رسائل متضاربة حول الوجود العسكري الأمريكي المستقبلي في سوريا، عقب القرار الذي اتخذه نهاية العام الماضي بالانسحاب من سوريا.
ويواجه قرار الانسحاب من سوريا انتقادات داخلية وخارجية، بسبب مخاوف من أن يعيد تنظيم “الدولة الإسلامية” إحياء نفسه من جديد.
وكان مجلس الشيوخ الأمريكي تبنى، في شباط الماضي، تشريعًا يرفض قرار الرئيس الأمريكي بالانسحاب من سوريا، إلا أن التشريع غير ملزم لترامب.
ورد ترامب على قرار مجلس الشيوخ بقوله، “كان من المخطط أن تبقى قواتنا في سوريا أربعة أشهر، ونحن هناك منذ سنوات”، مشيرًا إلى أنه لا يريد تكرار تجربة أفغانستان، التي توجد فيها القوات الأمريكية منذ 19 عامًا، تكبدت أمريكا فيها 50 مليار دولار سنويًا.
وبحسب التقرير الخاص بـ “مجموعة دراسة سوريا” فإن تقلبات إدارة ترامب أثارت الشكوك بين الحلفاء حول موثوقية أمريكا.
واعتبر التقرير أن “التحولات الحادة والانتكاسات في السياسة الأمريكية، وفشل كبار المسؤولين الحكوميين في الولايات المتحدة في إعطاء الأولوية للقضية مع نظرائهم، قد قوضت مصداقية الولايات المتحدة وفعالية السياسة الأمريكية”.
وتضم “مجموعة دراسة سوريا” جمهوريين بارزين، مثل السيناتور السابق عن الحزب الجمهوري، مارك كيرك، كما تضم اللفتنانت جنرال، مارك كليفلاند، الرئيس السابق لقيادة العمليات الخاصة بالجيش الأمريكي، وسفيرين سابقين.
وقالت دانا سترول، الباحثة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى لشبكة “nbcnews”، إن التقرير يقدم “خريطة طريق لسياسة الحزبين (الجمهوري والديمقراطي) بشأن سوريا”.
ويوجد حاليًا نحو 1000 جندي أمريكي في سوريا، بما في ذلك قوات العمليات الخاصة، التي يتم نشرها في الغالب شمال شرقي سوريا، إلى جانب وحدة عسكرية في قاعدة التنف “الاستراتيجية” جنوب شرقي سوريا.
وفي كانون الأول الماضي كان ترامب قد أعلن أنه سيسحب القوات الأمريكية من سوريا، وهي خطوة دفعت وزير الدفاع الأمريكي السابق، جيمس ماتيس، إلى الاستقالة من منصبه.
لكن ترامب ألغى في وقت لاحق خطط الانسحاب الفوري، واختار بدلًا من ذلك تقليص وجود القوات.
تقرير “مجموعة دراسة سوريا” أوصى بوقف سحب القوات الأمريكية من سوريا، واستعادة التمويل الأمريكي للقوات المحلية المتمثلة بـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
ومن ضمن التوصيات عزل نظام الأسد، ومكافحة الدعاية الروسية، ووضع أولوية أعلى لإدارة اعتقال الآلاف من أسرى تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وقالت المجموعة في تقريرها أيضًا، إن الإدارة الأمريكية بحاجة إلى تكثيف الجهود لمواجهة الأزمة الإنسانية في سوريا، بما في ذلك قبول المزيد من اللاجئين السوريين لإعادة توطينهم في الولايات المتحدة.
وأدان تقرير المجموعة “المعاملة الوحشية” التي اتبعها نظام الأسد بحق المدنيين، وكذلك انتهاكه للمعايير الدولية باستخدام الأسلحة الكيميائية.
ومع ذلك اعترف التقرير بأن الأسد من غير المرجح أن يواجه المساءلة عن أفعاله في أي وقت قريب، لأسباب ليس أقلها أن روسيا تملك حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.