خطوات تنفيذية ومشكلة مستمرة
مشروع لإرواء بلدات ريف درعا الغربي
عنب بلدي – درعا
سبب جفاف بحيرة زيزون نقصًا حادًا في مياه الشرب لبلدات زيزون والجعارة وعموريا في ريف درعا الغربي، لذلك عمدت مديرية مياه درعا إلى تأمين مياه الشرب لتلك البلدات، من خلال استجرار خط قساطل من ينابيع عيون العبد في بلدة العجمي.
رغم تنفيذ عملية الاستجرار، لم تكفِ كمية المياه الواصلة لإرواء كل البلدات، على اعتبار أنها لا تصل إلى الخزانات الرئيسية، فضلًا عن شبكة المياه المتهالكة.
الإعلام الرسمي للنظام السوري، نقل تفاصيل المشروع، الذي من المفترض أن يحل أزمة المياه في المنطقة، وركّز على إظهار حجم العمل، والقرب من تحقيق النتائج المرجوة منه.
عنب بلدي التقت ثلاثة مصادر في درعا (رفضوا نشر أسمائهم لأسباب أمنية)، أجمعوا على أن المشروع بحاجة إلى استثمار بشكل جيد ليؤدي فائدته، وأبدوا عدم تفاؤل بشأن حل أزمة المياه في المنطقة.
قيد التنفيذ
نقلت قناة “الإخبارية السورية” التابعة للنظام السوري، عن مدير الموارد المائية في محافظة درعا، منير العودة، في 3 من أيلول الحالي، قوله إن جفاف بحيرتي زيزون ومزيريب في ريف درعا، الذي نتج عن استجرار المياه الجوفية بشكل عشوائي من سبعة آلاف بئر، سبّب أزمة مياه في المنطقة.
تلك المشكلة، دفعت بمديرية مياه درعا إلى البدء بتنفيذ مشروع استجرار لمياه الشرب من ينابيع عيون العبد، ضمن بلدة العجمي، لتأمين مياه الشرب لبلدات الريف الغربي في درعا.
المشرف التنفيذي بمؤسسة مياه الشرب بمحافظة درعا، المهندس رياض مسالمة، قال لـ “الإخبارية السورية” إن استجرار المياه من ينابيع عيون العبد، تم بطول 4.5 كيلومتر، ومن المتوقع أن يغذي أربع مناطق في الريف الغربي للمحافظة.
ابو أحمد (50 عامًا)، من سكان بلدة زيزون، أكد لعنب بلدي أن المياه وصلت من ينابيع عيون العبد، وهي كافية لكن استثمارها لا يتم بشكل صحيح، بحسب رأيه.
وطالب أبو أحمد وحدة المياه بالبلدة بضبط المخالفات والتعديات على خطوط المياه، إضافة إلى رفد المياه بالخزانات الرئيسية لتأمين ضغط مائي، لتصل المياه إلى أكبر عدد من المستفيدين.
المشكلة لا تزال قائمة
ترى المصادر التي التقتها عنب بلدي أن المشروع أسهم بحل إشكالية نقص مياه الشرب، بشكل جزئي، وهو بحاجة إلى مزيد من الخطوات التي قد تكون مكلفة.
وبحسب مهندس زراعي يقيم في ريف درعا الغربي، فإن تحقيق الاستفادة من استجرار المياه يتم بإيصال المياه للخزانات الرئيسية لضمان وصولها للمناطق المرتفعة والبعيدة عن الشبكة.
وتابع المهندس في لقاء مع عنب بلدي، “هذا الأمر لا يُطبّق حاليًا، بل تُوزع المياه مباشرة على الشبكة، ما يمنع وصولها إلى جميع المناطق”، لافتًا إلى أن “الشبكة متهالكة وقديمة جدًا وتحتاج إلى ترميم شبه كامل”.
ورغم أهمية المشروع وضرورته لتأمين مياه المنطقة، فإنه لا يستطيع في الوقت الحالي تأمين المياه سوى للأماكن القريبة من معسكر الطلائع، بحسب المهندس.
جفاف المصدر الرئيسي
أدى جفاف بحيرة زيزون إلى انعدام المصدر الرئيسي لمياه الشرب، بحسب ما أكده المزارع أبو فراس من بلدة عموريا لعنب بلدي، وهو ما دفع الأهالي إلى الاعتماد على مياه الآبار التي تحتوي على نسبة كلس عالية.
كما أن الأهالي أصبحوا يشترون المياه عبر الصهاريج، و”هذا الأمر مكلف، إذ يصل سعر صهريج المياه الواحد إلى خمسة آلاف ليرة، وهناك صعوبة في تأمينه” بحسب “أبو فراس”.
وكانت بحيرة زيزون تؤمّن مياه الشرب لبلدات زيزون والجعارة وعموريا، بالإضافة لمعسكر طلائع البعث، الذي يعد حاليًا مركزًا رئيسيًا للفرقة الرابعة في جيش النظام السوري.
ويرتبط جفاف بحيرة زيزون بالاعتماد عليها في السقاية خلال فصل الصيف، بينما يتوقع المهندس الزراعي الذي التقته عنب بلدي، أن تعود البحيرة للامتلاء مع فصل الشتاء المقبل.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :