عروة قنواتي
هل هذا العنوان يفي بالغرض عن أحداث الأربعاء في حديقة الأمراء؟
الصفعة جاءت للتحذير أم للتخدير أم للسرعة في التصرف بحثًا عن التطوير والتغيير؟
موقعة الأربعاء 18 من أيلول، في حديقة الأمراء معقل النادي الباريسي (باريس سان جيرمان) ما زالت ترخي بظلالها وسهام جعبتها في كل أوروبا بفعل الثلاثية النظيفة التي تلقتها شباك ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا، والتي بصم عليها زين الدين زيدان بقوله، “لم يكن الريال موجودًا في المباراة “.
الصحف العالمية تحدثت عما هو أشبه بالزلزال القريب من أسوار النادي الملكي فيما لو تأخر العلاج، والفريق الأول كان على بعد ساعات من لقائه في الدوري الإسباني (الليغا) أمام إشبيلية وقرب مواجهته مع ابن العاصمة الثاني والجار أتلتيكو مدريد.
هناك من يتحدث عن تحولات في المشهد الفني لو استمرت النتائج في التراجع، مقالات تأتي وأخرى تذهب بأخبار المدربين في العالم من مورينيو إلى ماسيمليانو أليغري قبل الكلاسيكو مع برشلونة والكل يربط هذه التنبؤات بتحسين أو تشويه الصورة في المباريات المقبلة.
ومن دون الخوض أكثر في المشهد الإداري والفني لأكبر أندية العالم، يجب أن نعترف على العلن بأن الملكي مرهق بالإصابات وبالتحولات التي لا تصب في مصلحة زيدان ولم يكن يريدها أصلًا، إلا أن الظروف جعلت المشهد أقرب الى الضبابي بدءًا بالمباريات الودية ووصولًا الى مواجهة سان جيرمان في باريس.
ويجب أن نتابع القول إن الفريق الملكي فاقد للهوية في أغلب مباريات الدوري ودوري الأبطال والكأس منذ موسمين حتى الآن، تحديدًا منذ رحيل الدون كريستيانو إلى يوفنتوس وقبله استقالة زيدان، صحيح أن الرحيل أمر وارد بالاعتزال أو الوفاة أو العقود والتغيير، وأن النادي واسم الفريق أكبر دائمًا من أي نجم، ولكن رحيل أهم أعمدة النادي الملكي خلال العقد الأخير لا يمكن تجاوزه والمرور عليه مرور الكرام، ولا يمكن تعبئة هذا النقص بموسم أو موسمين أو ثلاثة مهما كان شكل الفريق في المنافسة وحصاد الألقاب.
الفريق الملكي لم يحصد في العام الماضي أي لقب، وخرج من كل المسابقات واستبدل ثلاثة مدربين في الموسم (لوبتيجي وسولاري وزيدان)، والنتائج الأولية لهذا الموسم حتى الآن لا تبشر بالخير ولا بألقاب اعتبرها عشاق الريال يومًا ما ثانوية وطبيعية الدخول السريع في خزائن الفريق، لا تحمل أجواء الريال الأخيرة أي حقيقة تقود إلى الفرح والكل يعلم بأن نتيجة جيدة خلال أسبوع أو شهر لا يمكن أن تعود بهوية الملكي الحقيقية.
كل هذه الأسطر ومئات الأسطر غيرها انطلقت عقب النكسة في حديقة الأمراء، الغيابات كما كانت موجودة في الملكي فهي موجودة وبشدة في النادي الباريسي، وهذا ما جعل الأمر صعبًا للغاية بعد الخروج بأقل الخسائر كما تحدث البعض في صحف أوروبا، فماذا لو كان الخط الفرنسي الهجومي مكتملًا؟
ريال مدريد بمديره الفني وبمن حضر، في خطر، هذا ليس عيبًا، العيب في البيت الداخلي ألا يتم العثور على الهوية الحقيقية للفريق، هوية المنافس المقلق للخصم الصعب على أرضه وخارج أرضه، صاحب الأوراق الرابحة في كل وقت ضمن التشكيل الأساسي ودكة البدلاء.
لأننا نحب الملكي رأينا جميعًا أن الصفعة مؤلمة في باريس، صفقنا لشجاعة سان جيرمان وتأسفنا على الأداء الهزيل للفريق الأبيض.. فهل تحمل الموقعة مع إشبيلية وأتلتيكو مدريد الخبر السعيد؟