“البيوت البلاستيكية”.. مشروع يستهدف النازحين في ريف إدلب 

  • 2019/09/22
  • 12:00 ص

مشروع البيوت البلاستيكية في ريف إدلب الغربي - 21 من أيلول 2019 (عنب بلدي)

عنب بلدي – ريف إدلب

تتنوع المشاريع التي تطلقها المنظمات الإنسانية العاملة في الشمال السوري، ورغم أنها لا تلبي الاحتياجات الكاملة للسكان، وخاصة النازحين، يعتبر عملها أساسيًا في ظل الظروف التي تمر على المنطقة من قصف ومعارك، وما ينتج عنها من حركات نزوح وترك للمنازل والأعمال.

“مؤسسة رحمة الإنسانية” منظمة تنشط في محافظة إدلب، وتنفذ عدة مشاريع، بينها مشروع البيوت البلاستيكية في الريف الغربي لإدلب، الذي يستهدف النازحين الذين يقطنون في المخيمات الحدودية مع تركيا، بعد خروجهم من منازلهم وفقدانهم للأعمال والفرص التي كانت متاحة لهم.

يهدف المشروع بحسب عضو مكتب المنظمة في ريف إدلب الغربي، محمد الفارس، إلى توفير عمل مناسب لأكبر عدد من النازحين من جهة، إضافة إلى توفير الخضار للناس في فصل الشتاء، وبالتالي فتح مجال جديد للعمل، من جهة أخرى.

ويقول الفارس لعنب بلدي إن المنظمة لا تهدف من المشروع لتحقيق أرباح، بل استعادة التكاليف التي أُنفقت على المشروع من تكاليف إنتاج، “على أن يكون الربح لتغطية مصاريف العاملين بالمشروع وأسرهم”، موضحًا، “قمنا مثلاً بتوظيف سبعة عمال لكل بيت بلاستيكي، بينما من الناحية التجارية فإن ثلاثة أشخاص يكفون للعناية بالبيت الواحد، كما يمكن أن نستخدم بعض الإنتاج لمشاريعنا التي نقدمها للنازحين، مثل وجبات الطعام التي نوزعها خلال شهر رمضان، وذلك بدلًا من شراء الخضار من السوق”.

وذكر الفارس أن منظمة “رحمة” أجرت تجربة عملية لمشروع البيوت البلاستيكية، الصيف الماضي، وزرعت قسمًا صغيرًا من البيوت بشتل البندوة، وكان الإنتاج والنتائج جيدة.

ويضيف، “على هذا الأساس زرعنا أربعة بيوت بشتل البندورة، ومن المتوقع أن ينتج كل بيت ما بين 15 إلى 20 طنًا، وفي حال كانت النتائج كما هو مخطط لها سنقوم مع بداية العام الجديد بمشاريع مماثلة في مختلف مناطق إدلب وحلب، لدعم اليد العاملة وتوفير فرص عمل للنازحين وتوفير الخضار للسوق المحلية وسيكون هذا لمصلحة الناس (…) الخضار المنتجة في سوريا ستكون أرخص سعرًا من المستوردة، بسبب غياب تكاليف الشحن والنقل”.

خالد، أحد العاملين في مشروع البيوت البلاستيكية، يقول لعنب بلدي إنه بدأ بالعمل ضمن مشروع المنظمة منذ انطلاقته في الأشهر الماضية، وفي المراحل الأولى تعلم كيفية العناية بالمشتل وطرق القص والرش والتسميد والري، وفيما بعد اتجه إلى أعمال أكثر تنظيمًا مع عدة شبان.

يعمل خالد خمسة أيام في الأسبوع، حسبما يقول، موضحًا أن عاملين يبقيان بشكل يومي في أماكن وجود البيوت البلاستيكية، للاستجابة في حال حدث أي طارئ.

ويوضح أن الراتب الشهري للشبان العاملين في المشروع يصل إلى 80 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل 150 دولارًا شهريًا، “وهو دخل جيد بالنسبة لما يعيشه النازحون من ظروف صعبة وعدم توفر فرص للعمل”، بحسب الشاب.

ويعاني النازحون في مناطق ريف إدلب الغربي من ظروف معيشية صعبة، فرضتها ظروف المعارك في المحافظة من جانب قوات النظام السوري وروسيا، وما نتج عنها من حركات نزوج ضخمة، بلغت ذروتها في شهري تموز وآب الماضيين.

ورغم عودة عدد من العوائل إلى أراضيها بعد وقف إطلاق النار مؤخرًا، إلا أنها اصطدمت بوجود قنابل غير منفجرة مع خطر انفجارها في أي لحظة، كما أن العمل الزراعي يحتاج إلى عناية مستمرة وهذا ما يصعب القيام به في حال حدث قصف يجبر الفلاحين على ترك أراضيهم والعودة إلى مكان نزوحهم من جديد.

مقالات متعلقة

منظمات مجتمع مدني

المزيد من منظمات مجتمع مدني