في اليوم الدولي للغات الإشارة.. من يتحدث مع الصم والبكم؟
منصور العمري
تحتفي الأمم المتحدة في 23 من أيلول/سبتمبر من كل عام بـ “اليوم الدولي للغات الإشارة”، للإعمال الكامل لحقوق الإنسان للصم والبكم، بعد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2017، باعتماد اليوم الدولي للغات الإشارة.
نشرت الأمم المتحدة في موقعها موضوع تركيز هذا العام وهو “إتاحة حقوق لغة الإشارة للجميع”، وتخصيص أسبوع دولي للصم، لكل يوم منه موضوع فرعي:
الاثنين، 23 من أيلول/سبتمبر: إتاحة حقوق لغة الإشارة للجميع.
الثلاثاء: إتاحة حقوق لغة الإشارة لجميع الأطفال.
الأربعاء: إتاحة حقوق لغة الإشارة لكبار السن من الصم.
الخميس: إتاحة حقوق لغة الإشارة للصم المكفوفين والصم ذوي الإعاقة.
الجمعة: إتاحة حقوق لغة الإشارة للنساء الصم.
السبت: إتاحة حقوق لغة الإشارة للصم في مجتمع الميم.
الأحد: إتاحة حقوق لغة الإشارة للاجئين الصم.
يُقدّر “الاتحاد العالمي للصم” أن هناك نحو 70 مليون أصم في العالم، 80 بالمئة منهن يعيشون في الدول النامية.
لا توجد إحصائيات دقيقة لعدد الصم من السوريين وخاصة أولئك الذين يعيشون خارج نطاق سيطرة الأسد ومجال دعم الأمم المتحدة. وهنا تكمن أهمية الإحصائيات أو التقديرات التقريبية فهي الخطوة الأولى نحو تقييم الاحتياجات والمتطلبات وحجم المسألة المعنية.
كما أن الإعلام السوري الجديد لم يبدِ اهتمامًا مناسبًا بهذه الفئة المهمشة من السوريين، من حيث رواية قصصهم، ومعاناتهم التي قد تكون فريدة من نوعها في التعامل مع أجواء الحرب وأصوات الطائرات والإنذار، والتعبير عن خوفهم وآلامهم ومطالبهم، وأيضًا من حيث اعتبارهم جزءًا من الجمهور المتلقي للأخبار أو البرامج بمختلف أنواعها، إذ لا يوجد بين وسائل الإعلام ما يقدم برنامجًا أو نشرة أخبار مترجمة للغة الإشارة. لا بد من الاهتمام بهذه الفئة واحترام حقها الأساسي في تلقي المعلومات، وبرامج الترفيه، كما يجب الاهتمام بتوفير فرص عمل مناسبة لهم.
بالإضافة إلى أن تعليم لغة الإشارة للصم والبكم وأهلهم وأصدقائهم، يحميهم من العزلة والوحدة الشديدة، فهي لغة عالمية أيضًا. ورغم أنه يوجد نحو 300 لغة للإشارة، فإن هناك لغة دولية موحدة ومبسطة.
أيضًا في الحالة السورية وفي هذا اليوم الدولي، لا بد من إضافة مفردات جديدة إلى لغة الإشارة، من قبيل: برميل متفجر، قتيل تحت التعذيب، سجن صيدنايا، كيماوي الأسد، اخرج من المنزل.. طائرات روسيا تقصف المدنيين، داعش ذبحت الثورة السورية.
كما أن هناك تحديات جديدة، فكيف سنشرح للأصم كيف يبدو صوت البرميل المتفجر الساقط من طائرات الأسد فوق رؤوس المدنيين، أو كيف سنعبر لهم عن صوت صراخ المعتقلين والمعتقلات تحت ضربات سجاني الأسد، أو كيف سيخبرنا الناجي الأبكم أو الناجية البكماء عما مروا به في جحيم معتقلات الأسد، أو عن الحياة تحت براميله وإجرام الطيران الروسي، وغير ذلك مما يختزنونه في ذاكرتهم.
أكبر المؤسسات الدولية المعنية بهذا الموضوع هو “الاتحاد العالمي للصم“، وهو منظمة دولية غير حكومية في فنلندا، وتعمل كهيئة عليا للجمعيات الوطنية للأشخاص الصم في جميع أنحاء العالم. يهدف “الاتحاد” إلى تعزيز حقوق الإنسان للصم في العالم، من خلال العمل عن كثب مع الأمم المتحدة ومختلف وكالات الأمم المتحدة مثل منظمة العمل الدولية، ومنظمة الصحة العالمية، وهو عضو في التحالف الدولي للإعاقة.
لا يبدو أن هناك مشاريع لهذا الاتحاد متعلقة بالصم والبكم السوريين في سوريا ودول الجوار، رغم أن لديه مشاريع في مناطق مجاورة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :