اليونان تحذر من عدم قدرة مخيم “موريا” على استقبال المزيد من اللاجئين

لاجئون ومهاجرون في مخيم موريا في اليونان (رويترز)

camera iconلاجئون ومهاجرون في مخيم موريا في اليونان (رويترز)

tag icon ع ع ع

أعلنت السلطات اليونانية أن مخيم “موريا”، الواقع في جزيرة ليسبوس، لم يعد بإمكانه استيعاب المزيد من اللاجئين، في ظل توافد المئات منهم بشكل يومي.

وفي تصريحات لوكالة “أسوشيتد برس”، أمس، الجمعة 20 من أيلول، قال مسؤولان من الجزيرة اليونانية، فضلا عدم ذكر اسميهما، إن الجزيرة لم يعد بإمكانها استقبال مزيد من الوافدين الجدد، في المخيم المكتظ والذي يحتوي على أكثر من 440% من سعته.

وأوضح المسؤولان أن مخيم “موريا” يضم ما يزيد عن 12 ألف لاجئ، في حين تبلغ طاقته الاستيعابية ثلاثة آلاف لاجئ.

وأشارا إلى أنه لا سبيل لاستضافة المزيد من اللاجئين، إذ إن القادمين حديثًا إلى المخيم يضطرون إلى النوم في العراء، أو في خيام تقع خارجه.

وأكد المسؤولان أنه سيتم قريبًا نشر إعلان رسمي بشأن المخيم.

ووصل ما لا يقل عن 140 لاجئًا إلى جزيرة ليسبوس اليونانية، أمس الجمعة، قادمين على متن زوارق من تركيا، وفقًا لسلطات الجزيرة.

منظمات تحذر من “كارثة”

وقبل أيام حذر ممثلو المنظمات الإنسانية والإغاثية من “كارثة” متوقعة في مخيمات اللاجئين المزدحمة على الجزر اليونانية، مع استمرار تدفقهم من تركيا والتعامل معهم وفق سياسات قصيرة الأمد، حسبما نقلت صحيفة “The Guardian” البريطانية.

ووصلت أعداد اللاجئين إلى أكثر من 24 ألفًا على الجزر اليونانية، وهم يعانون من ظروف “مروعة” تضم نقص الأغذية، ولدغات العقارب والأفاعي وانتشار الجرذان، ويضطر المئات منهم لاستخدام حمام واحد تنتشر فيه الروائح القذرة، ما يدفع العديد لإيذاء أنفسهم حتى الأطفال منهم، حسبما قالت الاستشارية البريطانية العاملة مع منظمة “أطباء بلا حدود”، صوفي مكّان، للصحيفة.

وأضافت أن “مستوى المعاناة الإنسانية لا يمكن وصفه (…) أعاني لإيجاد الكلمات المناسبة لأن أيًا منها لا يمكنها وصف مدى لا إنسانية الوضع في أوروبا، فهو بصراحة لا يصدق”.

واستقبلت الفرق الصحية التابعة لمنظمة “أطباء بلا حدود” في ليسبوس، خلال شهري تموز وآب، 73 طفلًا، ثلاثة منهم حاولوا الانتحار و17 عمدوا لإيذاء أنفسهم.

ووصل ما يزيد على 13 ألف شخص خلال شهري تموز وآب فقط إلى الشواطئ اليونانية، بما يفوق نصف كل الواصلين عبر البحر إلى البلاد خلال عام 2019، ثلثهم على الأقل من القاصرين الذين وصلوا دون مرافق بالغ، حسب بيانات المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة.

وعجزت المنظمات الإغاثية عن تلبية الاحتياجات للواصلين الذين تزايدت أعدادهم بشكل كبير، حسبما قالت المتحدثة باسم هيئة الصليب الأحمر الدولية ومجتمعات الهلال الأحمر في أثينا، صوفيا مالمكفيست، وذلك بعد فرض الحكومة التركية قرارتها الجديدة المتعلقة بترحيل الأجانب المخالفين لقوانين الإقامة على أراضيها والتي بدأت منذ 13 من تموز الماضي.

وأشارت مالمكفيست إلى أن الظروف السيئة التي يعانيها اللاجئون الآن ستزداد سوءًا، ما لم يتم وضع خطط طويلة الأمد من قبل السلطات، “الوضع سيئ بشكل خاص على الجزر. إننا قلقون للغاية. هناك الكثير من الأطفال. ما نراه هو وضع السلطات حلولًا قصيرة الأمد مثل نقل بعض اللاجئين إلى البر الرئيسي وإلى الخيام، ولكن ما الذي سيحصل في الشتاء؟”

أعلى مستوى لوصول لاجئين منذ عام 2016

وكانت وزارة حماية المواطنين اليونانية قالت في بيان لها، الثلاثاء 18 من أيلول، إن أكثر من 26 ألف طالب لجوء وصلوا إلى جزر بحر إيجة اليونانية، حيث تضاعف عددهم منذ نيسان الماضي، في حين تسارع معدل وصولهم “بشدة” خلال الشهرين الماضيين.

واعتبرت الوزارة في بيانها، أن معدل وصول اللاجئين بلغ أعلى مستوى له منذ عام 2016، حين وقّع الاتحاد الأوروبي اتفاقية الهجرة مع تركيا لمنع تدفق اللاجئين إلى أراضيه.

وكانت أعداد الواصلين إلى اليونان تراجعت إلى 90% بعد عام 2016، لكن الحملة التركية الأخيرة لترحيل الأجانب المخالفين من مدنها الرئيسية، أدت إلى عودة ارتفاع أعداد المهاجرين عبر البحر إلى اليونان.

ووقعت الحكومة التركية والاتحاد الأوروبي، في 18 من آذار 2016، ثلاث اتفاقيات تقبل فيها تركيا اللاجئين من دول الاتحاد مقابل حرية التنقل للمواطنين الأتراك داخل الاتحاد الأوروبي.

وتنص الاتفاقية على إعادة كل لاجئ وصل إلى اليونان قبل 20 من آذار 2015 إلى تركيا، إذا تبين انتقاله بشكل غير شرعي إلى الجزر اليونانية ولم يحصل على لجوء في اليونان، مقابل لاجئ ستستقبله دول الاتحاد الأوروبي بشكل قانوني.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة