هدد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الدول الأوروبية بإطلاق سراح معتقليها الجهاديين في سوريا وإرسالهم إلى حدودها في حال لم تقم باستعادتهم.
وخلال مؤتمر صحفي عقده أمس، الجمعة 20 من أيلول، في البيت الأبيض لدى استقباله رئيس الوزراء الاسترالي، سكوت موريسون، قال ترامب “هزمتُ دولة الخلافة، والآن لدينا الآلاف من أسرى الحرب ومقاتلي تنظيم (الدولة الإسلامية)، نطلب من الدول التي أتوا منها في أوروبا أن تستعيدهم”.
وأشار ترامب إلى أن الدول الأوروبية وعلى الأخص فرنسا وألمانيا ترفض حتى الآن استعادة هؤلاء الأسرى، مضيفًا بلهجة تهديد، “في نهاية المطاف سأقول أنا آسف لكن إما أن تستعيدونهم أو سنعيدهم إلى حدودكم”.
وتابع، “لقد قدمنا خدمة كبرى للأوروبيين، في حال رفضوا استعادتهم علينا على الأرجح إرسالهم إلى الحدود وسيتعين عليهم أسرهم مجددًا”.
وأكد الرئيس الأمريكي أن بلاده لن تسجن آلاف الأشخاص الذين تم أسرهم في “غوانتانامو “، كما أنها لن تبقيهم في السجن طوال خمسين عامًا، لأن ذلك سيكلفها “مليارات ومليارات الدولارات”، بحسب تعبيره.
وتعد مشكلة استعادة المواطنين الأجانب المنضمين إلى تنظيم “الدولة” قضية شائكة في البلاد الغربية التي تتعلل بمخاوفها الأمنية وصعوبة تحققها مما ارتكبه مواطنوها خلال فترة وجودهم في سوريا، ويقدر وجود ألف مقاتل أجنبي، محتجز لدى القوات الكردية، من أكثر من 40 جنسية.
وتصريحات ترامب ليست هي الأولى التي يهدد بها دولًا أوروبيةً ترفض استعادة أسراها من سوريا، ففي شهر شباط الماضي طالب الرئيس الأمريكي هذه الدول باستعادة 800 مقاتل من تنظيم “الدولة” في سوريا.
وكتب في تغريدة نشرها على موقع “تويتر”، “تطلب الولايات المتحدة من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وحلفاء أوروبيين آخرين استعاده أكثر من 800 مقاتل من داعش قبضنا عليهم في سوريا، ووضعهم في المحاكمة”.
وهدد ترامب الدول الأوروبية بإطلاق سراح مقاتلي التنظيم، قائلًا “الخلافة تتجه إلى السقوط. البديل ليس جيدًا، إذ سنضطر إلى الإفراج عنهم”.
وأضاف ترامب في تغريدة لاحقة “لا تريد الولايات المتحدة الأمريكية أن ترى مقاتلي داعش ينتشرون في أوروبا، وهو المكان الذي يتوقع أن يذهبوا إليه”.
وتابع، “نحن نفعل الكثير وننفق الكثير من الوقت لكي يقوم الآخرون بتأدية مهمة هم قادرون على تأديتها”، لافتًا إلى أن “الولايات المتحدة ستغادر سوريا بعد القضاء على الخلافة بنسبة 100%”.
وتتخوف البلدان الأوروبية من انتقال مقاتلي تنظيم “الدولة” إليها بعد هزيمتهم في سوريا، ما دفع بعض الدول إلى اتخاذ إجراءات لمنع وصولهم.
وكانت بريطانيا دعمت لبنان بـ62 مليون جنيه إسترليني لمنع “مرور الإرهابيين من الأراضي السورية إلى أوروبا”، بحسب ما قال كريس رامبلج السفير البريطاني في لبنان، في تصريحات لقناة “سكاي نيوز” البريطانية، يوم 10 من شباط الماضي.
وعن خطر بقاء المقاتلين الأجانب في سوريا صرح المبعوث الرئاسي الأمريكي السابق للتحالف العالمي لمواجهة تنظيم “الدولة”، بريت مكغورك، في وقت سابق “يجب أن تكون مشكلة عالمية، إن قوات سوريا الديمقراطية والولايات المتحدة تجلسان على بركان في شمال شرقي سوريا، مع وجود عشرات الآلاف من المقاتلين الأجانب وعائلاتهم في مراكز احتجاز ضيقة. ستسوء هذه المشكلة على الأرجح مع تقليل الولايات المتحدة للموارد، كما أمر ترامب”.
وبعد معارك بلدة “الباغوز” في دير الزور (آخر معاقل تنظيم “الدولة”)، في آذار الماضي، تم نقل بعض المقاتلين الأجانب وذويهم، وبينهم أطفال، إلى مخيم الهول شمال شرقي سوريا، الذي تديره “الإدارة الذاتية” (الكردية)، حيث يعيشون أوضاعًا إنسانية “مزرية” ولا يسمح لهم بالحصول على المساعدات الإغاثية اللازمة، بحسب تقرير أصدرته الأمم المتحدة.
ويأتي ذلك وسط جهود لإفراغ المخيم وإعادة سكانه إلى مناطقهم في قرى ومدن وبلدات شرق سوريا، إلى جانب الضغط على الدول الأجنبية لاستعادة مواطنيها التابعين لتنظيم “الدولة” من نساء وأطفال.