قال بشار الأسد في خطاب له اليوم أمام عددٍ من عوائل قتلى الجيش، إنّ قواته ستستعيد مدينة جسر الشغور متجاهلًا مركز محافظة إدلب التي سيطرت عليها المعارضة نهاية آذار الماضي، وذلك غداة خطاب للأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، الذي اعترف بخسائر الشمال معتبرًا إياها “انتكاسة”
وأضاف الأسد في مدرسة الشهداء بمنطقة الصناعة في دمشق “نحن نخوض حربًا وليس معركة بل عشرات المعارك؛ وفي الحرب كل شيء يتبدل ما عدا الإيمان بالمقاتل وإيمان المقاتل بحتمية الانتصار”.
وتزامنًا مع ذكرى “عيد الشهداء” اعتبر تعقيبًا على ذكر الشهداء الذين أعدموا على يد السطات العثمانية عام 1916 أن “من قام بعمليات الإعدام جمال باشا السفاح ومن يقوم بها اليوم هو أردوغان السفاح”.
المعركة “لن تنتهي”
ونوه الأسد إلى أنه “لم تبدأ هذه المعارك البطولية في معارك سجن حلب ولن تنتهي في حصار مشفى جسر الشغور فالأوائل انتظروا حتى وصل الجيش وصمدوا وانتصروا وتابعوا المعركة معهم، والآن إن شاء الله سوف يصل الجيش قريبًا إلى أولئك الأبطال المحاصرين في مشفى جسر الشغور”.
وأشار الأسد إلى أنه “عندما يحصل نكسات يجب أن نقوم بواجبنا كمجتمع وأن نعطي الجيش المعنويات ولا ننتظر منه دائمًا أن يعطينا، فالعملية هي عملية تبادل بشكل مستمر وليس كما يفعل البعض اليوم عندما يحاول تعميم روح الإحباط واليأس بخسارة هنا أو خسارة هناك”.
ويعيد الخطاب للأذهان سيناريو سقوط الفرقة 17 ومطار الطبقة بيد تنظيم “الدولة الإسلامية”، بعد أشهر على وعود الأسد بإعادة مدينة الرقة بالكامل إلى “حضن الوطن”، وذلك في خطاب القسم الذي ألقاه في حزيران العام الماضي.
معركة القلمون “لم تبدأ”!
حليف الأسد الأبرز في المنطقة، حسن نصر الله، اعترف ضمنيًا بخسارة الأسد لجسر الشغور وإدلب، وأسماها “انتكاسة” دون التلميح أو الوعيد لاستعادة هذه المنطقة المحاذية لجبال اللاذقية، مؤكدًا في الوقت ذاته نيته إطلاق معركة القلمون، ونافيًا البدء بها رغم مقتل قائد قواته هناك.
وقال أمين عام حزب الله في خطاب له أمس عبر قناة المنار، إن مقاتليه سيقومون بعمليات عسكرية ضد المعارضة السورية في جبال القلمون الغربية المحاذية للحدود مع سوريا.
ونفى نصر الله بدء معركة القلمون، قائلًا: “نحن لن نصدر بيانًا رسميًا والعملية عندما تبدأ ستتكلم عن نفسها وستفرض نفسها على وسائل الإعلام وحينئذ سيعرف الجميع أن هذه العملية قد بدأت”، مضيفًا “الذهاب لمعالجة الوضع في القلمون محسوم لكن التوقيت والطريقة والمكان والأهداف لن نعلنها رسميًا”.
إلا أن حزب الله اعترف بمقتل قائد قواته في القلمون أمس، علي خليل عليان، وذلك غداة تشييع أحد قتلى الحزب حمزة في بعلبك التابعة للبقاع اللبناني.
“حرب نفسية تواجهنا”
وأشار نصر الله كما الأسد إلى “الحرب النفسية” التي يواجهها محور الممانعة بالقول “بعد سقوط مدينة جسر الشغور في محافظة إدلب بيد المجموعات المسلحة شهدنا موجة من الشائعات والضخ الإعلامي على الفضائيات ووسائل الإعلام المختلفة، وأيضا على مواقع التواصل الاجتماعي.”
واعتبر أن الانهيار الحاصل في جيش الأسد شمالًا، لاتعدو كونها “حرب نفسية شعواء”، مشيرًا إلى أن “هناك غرف سوداء تدير حربًا نفسية وتتجدد هذه الحرب لتستفيد من أي فرصة أو ثغرة أو حادث يمكن التسلل من خلاله لشن موجات من الحرب النفسية على الناس”.
يذكر أن الأسد وعد بإعادة مدينتي الرقة وحلب خلال تأديته خطاب القسم بشهر حزيران 2014، إلا أن تنظيم الدولة استطاع السيطرة الكاملة على الرقة وإنهاء أي وجود لقوات الأسد خلال أشهر قصيرة، بينما لا تزال الأحياء الشرقية من مدينة حلب تحت قبضة المعارضة، وسط أنباء عن حشود لتحرير الأحياء الغربية خلال الأيام المقبلة.
–