حذر وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، من إمكانية انتهاء التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية حول تشكيل “المنطقة الآمنة” في سوريا، في حال لجوئها إلى المماطلة والتأخير.
وقال أكار خلال كلمة ألقاها أمس، الخميس 19 من أيلول، في مقر وزارة الدفاع التركية بمناسبة “يوم مصابي الحروب”، إن بلاده ستواصل المباحثات والفعاليات المشتركة مع الولايات المتحدة بخصوص “المنطقة الآمنة” بمنطقة شرق الفرات، طالما أنها متوافقة مع أهدافها وغاياتها.
وأضاف، “نجري دوريات برية وجوية مشتركة مع واشنطن، ونعمل على تأسيس قواعد في المنطقة، والمباحثات والفعاليات المشتركة ستستمر طالما أنها متوافقة مع أهدافنا، وهذه الفعاليات المشتركة ستنتهي إن لجأت واشنطن للمماطلة والتأخير، وعندها سنفعّل خططنا البديلة”.
وأشار الوزير التركي إلى أن بلاده تتابع التصريحات الأمريكية حول “المنطقة الآمنة” عن كثب، وأنها لا تريد تكرار ما حدث في منبج والرقة قائلًا، “بتعليمات من الرئيس رجب طيب أردوغان، أطلعنا نظراءنا على أهدافنا ومبادئنا، ونتابع التصريحات الأمريكية عن كثب، ورأينا ما فعلوه في منبج والرقة سابقًا، ولا نريد أن يتكرر الأمر نفسه في شرق الفرات”.
وأوضح أكار أن هدف تركيا النهائي من إقامة “المنطقة الآمنة” هو تأسيس “ممر سلام” في مناطق شرق الفرات بعمق يتراوح بين 30 إلى 40 كيلومترًا، يتيح فرصة العودة للاجئين السوريين، إلى جانب القضاء على “وحدات حماية الشعب” (الكردية) التي تصنفها تركيا “إرهابية”.
وأمس قال أكار في مقابلة نشرتها صحيفة “ملييت” التركية إن الخطوة الأولى لبلاده بعد انسحاب “الوحدات” من “المنطقة الآمنة” ستكون بناء منازل للسوريين في المنطقة.
كما أعلن وزير الدفاع التركي أن بلاده تنوي إقامة قواعد عسكرية دائمة في منطقة شرق الفرات على غرار قواعدها شمالي العراق.
ولفت إلى أن أعداد القواعد العسكرية ستكون حسب الحاجة وحسب الظروف على الأرض، واصفًا ذلك بـ”المكسب الكبير”.
وأكد أكار خلال اللقاء أن القواعد التي تسعى تركيا إلى إنشائها، مغايرة لنقاط المراقبة التي نشرتها في منطقة إدلب، مشددًا أنها ستكون “قواعد عسكرية”.
وكانت تركيا توصلت إلى اتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية على إنشاء مركز عمليات مشترك في تركيا، لتنسيق شؤون وإدارة المنطقة الآمنة، وتنفيذ التدابير الأولى بشكل عاجل لإزالة مخاوف تركيا الأمنية على حدودها الجنوبية مع سوريا.
ونتيجة الاتفاق بدأت تركيا وأمريكا بتسيير دوريات مشتركة برية، إضافة إلى تسيير طائرات دون طيار ومروحيات هليكوبتر من أجل الاطلاع على تنفيذ القرار وانسحاب القوات الكردية من المنطقة.
وتتحدث تركيا عن عدم رضاها من تقاعس واشنطن عن تنفيذ الاتفاق، وأكد أكار أمس أن “الأمور لا تسير كما يجب، ومن المفترض أن يكون هناك جدول زمني”.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، هدد بحل مسألة شرق الفرات وإخراج ما أسماها “التنظيمات الإرهابية” خلال الأسابيع المقبلة.
–