جاستن ترودو.. الليبرالي المنفتح يعتذر عن “عنصريته” تجاه العرب
طلب رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، عفو الكنديين أمس، 18 من أيلول، لانتشار صورة قديمة له وهو يضع مكياجًا أسمر اللون، في حفلة تنكرية ارتدى فيها زي شخصية من قصة “علاء الدين”.
ما قصة الصورة؟
وتعود الصورة لعام 2001، في مدرسة “ويست بوينت غري” الثانوية الخاصة، التي كان ترودو يعمل مدرّسًا فيها وهو بعمر 29 عامًا، حصلت عليها مجلة “TIME” ونشرتها للمرة الأولى أمس، لتثير ضجة وانتقادات واسعة لترودو الذي عرف بتشجيعه للأقليات وترحيبه بالمهاجرين.
ترودو قال إنه نادم ويعتذر عن “العنصرية” التي تضمنتها الصورة، وكشف أنه وضع مسبقًا مكياجًا أسود اللون لأداء أغنية “Day-O” الجامايكية، حينما كان طالبًا في الثانوية.
وأضاف، “أنا غاضب من نفسي، خاب أملي بنفسي.. كان علي أن أكون أكثر وعيًا ولكني لم أكن، إنني آسف للغاية على ذلك، سأطلب العفو من الكنديين على ما فعلت. لم يكن علي فعل ذلك. إنني أتحمل مسؤولية ذلك. كان من الغباء القيام به”.
“فضائح” متتالية تهز الفرص الانتخابية
وأعلن رئيس الوزراء جاستن ترودو، في 11 من أيلول الحالي، عن نيته الترشح مجددًا لنيل المنصب في الانتخابات، التي تجرى في 21 من تشرين الأول المقبل، ولكن شعبيته واجهت تحديات كبيرة مع صعود منافسه الممثل عن الحزب المحافظ آندرو شير.
واجهت حكومة رئيس الوزراء “فضيحة”، بداية العام الحالي، عند اتهام المدعية العامة، جودي ويلسون ريبولد، لترودو بالضغط عليها وتنحيتها عن منصبها، بسبب رفضها التخلي عن دعوى قضائية ضد شركة “SNC-Lavalin” الكندية للهندسة والبناء، المتهمة برشوة مسؤولين في ليبيا.
هزت قضية المدعية العامة الحكومة، واستقال عدد من كبار مساندي ترودو بعدها.
ولكنه اعتذر قائلًا إن هدفه كان رعاية مصالح الكنديين الذين تؤمّن الشركة العمل لتسعة آلاف منهم، من بين 50 ألف عامل لديها حول العالم.
شعبية تُسكت الانتقادات؟
ينحدر ترودو من عائلة سياسية فهو ابن رئيس الوزراء الراحل بيير ترودو، الذي خدم ما بين عامي 1980 و1984، ولكن ذلك الإرث عرضه للشكوك بداية مسيرته السياسية، واتهم باستغلال شعبية والده والتسلق على اسم عائلته الطيب، إلا أنه تمكن من إسكات هذه الاتهامات مع قيادته الحزب الليبرالي لنصر كاسح في انتخابات عام 2015.
شجع رئيس الوزراء الأقليات وضم سبعًا منها إلى حكومته التي تضم 35 وزيرًا، ونال شعبية عالمية كبيرة لسياساته المنفتحة وتعهده باستقبال المهاجرين واللاجئين في بلاده، في ظل صعود اليمين في أوروبا وأمريكا.
تعود مسيرته السياسية إلى منتصف العقد الأول من الألفية الجديدة، بعد أن عمل الشاب الحاصل على شهادة في الفن والأدب والتعليم بالتدريس في المدارس العامة والخاصة.
أصبح ممثلًا عن الليبراليين في مقاطعة بابينيو في مونتريال عام 2008، وارتقى ليستلم رئاسة الحزب الليبرالي عام 2013.
تعرض للنقد سابقًا لارتدائه اللباس التقليدي للهند عند زيارتها العام الماضي، وقال أمس إنه كان دومًا متحمسًا “أكثر مما هو لائق أحيانًا” للملابس التنكرية.
استقبلت حكومة ترودو أكثر من 40 ألف لاجئ سوري، ورحب شخصيًا بأوائل من وصلوا منهم عام 2015 قائلًا، “أهلًا بكم في بلادكم”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :