أعلن رئيس حكومة لبنان، سعد الحريري، تعليق العمل بـ”تلفزيون المستقبل”، وتصفية حقوق العاملين فيه، لأسباب مادية ترتبط بإغلاق “جريدة المستقبل” في وقت سابق.
ونشرت “الوكالة الوطنية للإعلام” بيانًا للحريري عبر موقعها الرسمي اليوم، الأربعاء 18 من أيلول، جاء فيه “يعز عليّ أن أعلن اليوم قرارًا بتعليق العمل في تلفزيون المستقبل وتصفية حقوق العاملين والعاملات، للأسباب المادية ذاتها التي أدت إلى إقفال جريدة المستقبل”.
وأضاف الحريري في البيان “القرار ليس سهلًا عليّ وعلى جمهور تيار المستقبل، ولا على جيل المؤسسين والعاملين والعاملات وملايين المشاهدين اللبنانيين والعرب”.
وكان التلفزيون قد شهد في الأيام الماضية إضرابًا عن العمل من قبل الموظفين فيه، على خلفية تأخر دفع مستحقاتهم المالية.
ويواجه “تلفزيون المستقبل” منذ نحو خمس سنوات أزمة مالية، الأمر الذي دفع إدارته إلى التأخر في دفع أجور الموظفين، ثم توقفت كليًا عن الدفع لأشهر عديدة، لتعود وتدفع نصف الأجور، وتعد بإيجاد حلول للمشاكل المادية التي تواجه المحطة.
وأوضح الحريري في بيانه أن شاشة تلفزيون المستقبل “لن تنطفئ والمحطة لا تتخذ قرارًا بوقف العمل لتصبح جزءًا من الماضي، بل هي تعلن نهاية مرحلة من مسيرتها لتتمكن من معالجة الأعباء المادية المتراكمة”.
وأشار إلى أن إدارة التلفزيون “تستعد لمرحلة جديدة تتطلع فيها إلى العودة في غضون الأشهر المقبلة، بوجه يشرق على لبنان والعرب بحلة إعلامية وإخبارية تتلاءم مع الإمكانات المتاحة”.
وفي تقرير سابق لـ”bbc” قالت إن كثيرًا من موظفي المحطة أُجبروا في الأشهر الماضية على البحث عن وظائف أخرى أو التفاوض مع المصارف لإعادة جدولة ديونهم، وبعضهم اضطروا لبيع أثاث منازلهم.
وأضافت أن الموظفين انتظروا حتى نهاية تموز الماضي، وعندما لم تُدفع أجورهم، قرروا الإضراب، حيث توقفوا عن تحضير وتقديم نشرات الأخبار، ومن ثم لحق بهم قسم البرامج، فباتت المحطة تعتمد في كل ساعات بثها على الإعادات والبرامج القديمة.
وأُسس “تلفزيون المستقبل” عام 1993 بعد انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية، بالتزامن مع تولي رفيق الحريري رئاسة الحكومة، ومشاريع إعادة الإعمار التي كان يحملها إلى لبنان في ذلك الوقت.
وكانت “مؤسسة المستقبل الإعلامية” قد أقفلت “جريدة المستقبل”، في كانون الثاني عام 2019، وذلك لأسباب مالية أيضًا لم يتم تحديدها.
وليست “مؤسسة المستقبل” هي الوحيدة التي تأثرت ماليًا في لبنان، فقد خنقت الأزمة العديد من المؤسسات الإعلامية، ما أدى إلى إغلاق عدد منها، بينها “السفير” و”الأنوار”.
–