تفاعلت وسائل الإعلام السورية الحكومية، (تشرين، الثورة، البعث، الوكالة السورية للأنباء “سانا”)، إلى جانب صحيفة “الوطن” المحلية، المقربة من حكومة النظام السوري، مع الهجوم على منشآت شركة “أرامكو” السعودية.
وتنوعت عناوين الأخبار والتقارير الصادرة، خلال الأسبوع الحالي، عن الصحافة الحكومية السورية، وتراوحت بين الشماتة ومواصلة انتقاد السعودية وأدوارها في المنطقة.
وأصيبت أكبر منشأة نفطية في العالم في المملكة العربية السعودية بهجمات بطائرات مسيّرة، السبت 14 من أيلول، ما أدى إلى اندلاع حرائق أوقفت نصف إنتاج النفط السعودي، وأثارت ردود فعل ومخاوف عالمية.
وتبنت جماعة الحوثيين في اليمن الهجوم، وأعلن المتحدث العسكري باسمها، يحيى سريع، عبر قناة المسيرة اليمنية، استهداف عشر طائرات مسيّرة لمصفاتي بقيق وخريص التابعتين لشركة “أرامكو”.
وبينما نفى رئيس الشركة وكبير إدارييها التنفيذيين، أمين حسن الناصر، وجود إصابات بين العاملين، شهدت الأيام الماضية تخوفًا عالميًا كبيرًا، خاصة من الدول المستهلكة للنفط، من هذه الهجمات.
وتوجد قطيعة دبلوماسية بين دمشق والرياض، منذ دعم الأخيرة للاحتجاجات الشعبية المطالبة برحيل النظام السوري، ثم مد المعارضة بالسلاح، بينما تعززت علاقات النظام مع طهران، التي دعمته اقتصاديًا وسياسيًا وعسكريًا.
“تشرين” تنقل: الهجوم أذلّ الرياض
عنونت صحيفة “تشرين” الحكومية في عددها الصادر، اليوم 18 أيلول، على صفحتها الأولى “موقع فرنسي: الهجوم على أرامكو أذلّ الرياض وابن سلمان”.
ونقلت الصحيفة عن موقع “ميديا بارت” الفرنسي قوله إن هجوم الحوثيين على المنشآت النفطية السعودية “أهان” ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان.
واعتبرت الصحيفة في خبر منفصل على صفحتها الأولى أيضًا، أن إسرائيل هي المستفيد من الهجوم الذي وقع على شركة “أرامكو”، ناقلة عن موقع “وورد سوشاليست” قوله “إنه لا دليل على أن الهجوم تم من اليمن، وبالتالي من الممكن أن يكون الهجوم تم من الولايات المتحدة الأمريكية نفسها أو من إسرائيل”.
كما نشرت الصحيفة اليوم 18 من أيلول، مقال رأي للكاتبة هبا علي أحمد بعنوان “المأزق السعودي في المزاد الأمريكي”، قالت فيه إن “صور الأطفال اليمنيين ضحايا العدوان السعودي لم تهز العالم، مع وجود استثناءات، لوحدها المُسَيّرات اليمنية أعادت توجيه البوصلة، وإلى اليمن”، على حد تعبيرها.
ونشرت الصحيفة أمس، 17 من أيلول، عبر موقعها الإلكتروني، خبرًا بعنوان “بعد ضربة أرامكو.. ابن سلمان منهار”.
ونقلت الصحيفة عن حساب تحت اسم “العهد الجديد” في “تويتر” قوله إن معنويات ولي العهد السعودي “انهارت”، عقب سماعه بخبر الهجوم على المنشآت النفطية.
بينما نشرت خبرًا في 16 من أيلول، قالت فيه نقلًا عن وكالة “رويترز” إن الأسهم السعودية “تهوي” بعد الهجوم.
“الثورة”: قاعدة الأمن بالأمن
نشرت صحيفة “الثورة” الحكومية السورية مقال رأي للكاتب عبد الرحيم أحمد، اليوم 18 من أيلول، تساءل فيه عن “كيفية تصور النظام السعودي بقاءه في مأمن وطائراته تقصف اليمن؟”.
وأشار الكاتب إلى أن “الأمن بالأمن هي قاعدة لليوم وللمستقبل”، معتبرًا أن المملكة العربية السعودية “أشعلت منطقة الخليج في حرب لا تعلم نهايتها”، بحسب رأيه.
ونشرت الصحيفة مقال رأي آخر للكاتب أسعد عبود، اليوم 18 من أيلول، قال فيه، “يجب أن ننتظر تحقيقًا ولا بد أن تشارك فيه روسيا وإيران، ما المانع؟ المانع برأيي أنهم لا يريدون الحقيقة”، معتبرًا أن “إسرائيل هي المتهم الأول كونها أكثر الراغبين بشن حرب على إيران”، على حد وصفه.
وفي خبر نشرته الصحيفة عبر موقعها الإلكتروني، أمس 17 من أيلول، قالت نقلًا عن مؤسسة “إس أند بي بلانتس” للمعلومات الاقتصادية إن “النظام السعودي” سيحتاج لشهر كامل على الأقل لتعويض نصف إنتاجه النفطي الذي توقف عقب الهجوم.
ونقلت الصحيفة في خبر آخر قول المحلل الروسي الكسندر فرولوف، إن الولايات المتحدة الأمريكية هي أول المستفيدين من الهجمات على “أرامكو”.
وفي خبر آخر، نقلت الصحيفة في 16 من أيلول، عن شركة “إنرجي أسبكتس” للاستشارات، قولها إن المملكة العربية السعودية تتجه لتصبح مشتريًا كبيرًا للمنتجات النفطية المكررة بعد الهجمات.
ونشرت الصحيفة خبرًا عبر موقعها الإلكتروني في 15 من أيلول، قالت فيه إن البورصات الخليجية “تهوي” بعد الهحوم على شركة “أرامكو”، وأشارت الصحيفة إلى أن “أسهم النظام السعودي” هبطت بنسبة 2.3%.
“البعث”: الهجوم بسبب العدوان
صحيفة “البعث”، الناطقة باسم الحزب الحاكم، نشرت في 14 من أيلول خبر هجوم الطائرات المسيّرة على منشآت النفط السعودية، ونقلت بيان وكالة الأنباء السعودية “واس” حول الهجوم، وأتبعته بنشر بيان صادر عن القوات المسلحة اليمنية.
ووضعت الصحيفة في سياق الخبر أن “الهجوم يأتي في الوقت الذي يواصل فيه التحالف بقيادة النظام السعودي عدوانه على الشعب اليمني”، بحسب وصفها.
ونقلت الصحيفة في 17 من أيلول عن مدير الاستخبارات الخارجية الروسية، سيرغي ناريشكين، قوله إن هناك تهديدات باستخدام السيناريو العسكري على خلفية الهجوم.
“سانا”: ترامب يبتز السعودية
نقلت الوكالة السورية للأنباء (سانا) عن صحيفة “THE INDEPENDENT” البريطانية قولها إن الهجمات التي تعرضت لها “أرامكو” لن تغطي استمرار “العدوان والمجازر” التي ترتكب بحق اليمنيين.
ونشرت الوكالة خبرًا منفصلًا، قالت فيه إن “النظام السعودي” يحتاج إلى شهر كامل لتعويض ما فقده من إنتاجه النفطي.
ونقلت الوكالة عن مؤسسة “إس أند بي بلاتس” قولها إن نحو ثلاثة ملايين برميل من النفط السعودي ستنقطع عن الأسواق لمدة شهر تقريبًا.
ونشرت الوكالة أمس 17 من أيلول، مقال رأي للكاتبة تهامة السعيدي، قالت فيه إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يبتز “النظام السعودي” ويستغل عملية “أرامكو” للحصول على أموال خليجية إضافية.
وأشارت الكاتبة إلى ما أسمتها “هشاشة الدفاعات السعودية”، رغم ما تنفقه المملكة من أموال على الأسلحة.
وفي 16 من أيلول نقلت الوكالة عن “رويترز” قولها إن عودة شركة أرامكو إلى سابق إنتاجها النفطي سيستغرق أشهرًا.
“الوطن”.. القوات اليمنية تؤلم السعودية
صحيفة “الوطن” المقربة من حكومة النظام السوري، نشرت على صفحتها الأولى، في 15 من أيلول، خبر الهجوم على “أرامكو”، وعنونته بـ “القوات اليمنية ترد وتؤلم السعودية في أرامكو”.
وقالت الصحيفة في تفاصيل الخبر “في رد يمني مؤلم هو الأقوى منذ بدء العدوان على الشعب اليمني، والذي تسبب بمقتل عشرات الآلاف من اليمنيين وتدمير البنى التحيتة لبلادهم، استهدف هجوم بطائرات من دون طيار شركة أرامكو في عمق السعودية، ما أدى إلى نشوب حريق كبير في منشأتين نفطيتين تابعتين لها”.
ونشرت الصحيفة، في 15 من أيلول، تقريرًا عنونته بقولها، “الحوثيون يستهدفون معملين لأرامكو في عقر دارها بالسعودية”.
وقالت الصحيفة في تقريرها إن “الهجوم أثار الكثير من إشارات الاستفهام حول كيفية التمكن من الوصول للعمق السعودي بطائرات مسيّرة”.
بينما عنونت الصحيفة عبر صفحتها الأولى، اليوم 18 من أيلول، “ترامب للسعودية: ادفعوا المال الكثير لنحميكم”.
واعتبرت الصحيفة أن “واشنطن (عاصمة الولايات المتحدة الأمريكية) كشفت عن سر تعمدها توجيه الاتهامات سريعًا في قضية الهجمات على شركة أرامكو”.
التحقيقات مستمرة
وأشارت التحقيقات السعودية الأولية إلى أن الهجمات التي وقعت على منشأتي النفط نُفذت بأسلحة إيرانية.
ودعا العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، أمس الثلاثاء 17 من أيلول، حكومات العالم لمواجهتها “أيًا كان مصدرها”، مع توالي التصريحات الأمريكية والأوروبية المؤكدة ضرورة الرد على استهداف أكبر حقول مصادر الطاقة العالمية.
وذكرت وزارة الخارجية السعودية أول من أمس، أن تحقيقها الأولي لم يحدد مصدر الهجمات، وأنها ستوجه دعوة لخبراء دوليين للمشاركة في التحقيق.
وأثارت تلك الهجمات تهديدات متبادلة بين إيران والولايات المتحدة، بينما أفاد مسؤول أمريكي وكالة “فرانس برس” أن الإدارة الأمريكية تأكدت من أن الهجمات مصدرها إيران.
–