قالت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير لها أمس الاثنين إن الأسمدة ونترات الأمونيوم المستخدمة في صناعة المتفجرات تصل إلى تنظيم “الدولة الإسلامية” عبر الحدود التركية.
وأضافت أن العديد من العربات المليئة بالأسمدة تتحرك بشكل يومي عبر معبر أورفا جنوب شرق تركيا على الحدود مع سوريا (تل أبيض)، مشيرًة إلى أن اثنين من صحفييها شاهدا عربات خشبية مليئة بالأسمدة تدخل المعبر وتعود فارغة بعد وقت قصير ليملأها عدد من العمال مجددًا من شاحنات كثيرة أخرى.
وأكّدت الصحيفة بأن العلامات الحمراء على الأكياس أظهرت احتواءها على نترات الأمونيوم، لكن موظف مجلس المدينة أجابهم عن تساؤلهم حول محتوى هذه الأكياس بأنها “أكياس طحين”.
وأشار أحد الأشخاص من بلدة “أكشاكالي” التركية الحدودية، التي تتبع لمدينة أورفا للصحيفة، إلى أنه يبيع الأسمدة لأي شخص مهما كان الغرض منها عازيًا الأمر لخلق فرص عمل داخل بلدته الفقيرة، مضيفًا بأن الأسمدة تباع بشكل قانوني في تركيا وتستخدم على نطاق واسع في الزراعة.
وقال محللون إن تركيا تبذل مؤخرًا قصارى جهدها في منع الأجانب من الدخول إلى سوريا عبر حدودها، لكن الحكومة لا تزال تسمح بالتجارة عبر تلك الحدود ما يسمح بوصول أي شيء يحتاجه التنظيم بما في ذلك الأسمدة التي يستخدمها لصناعة المتفجرات.
وذكرت نيويورك تايمز في لقائها مع أحد المهربين الأتراك الذين يساعدون السوريين (أعداد كبيرة منهم فروا إلى أكشاكالي ويعيشون فيها الآن) في نقل بضائعهم، أن الدولة الإسلامية عرضت عليه 35 دولارًا للشخص الواحد لقاء إدخال 25 من مقاتليها، مشيرًة إلى أنه” توقف عن هذا الأمر خوفًا من أن يهدد التنظيم بلده تركيا”.
ولم يجب المسؤولون الأتراك عن سؤال الصحيفة لهم حول أمر سماحهم بعبور هذه المواد عبر الحدود، واكتفوا بالإشارة إلى أنهم لا يسمحون بدخول كميات كبيرة بحكم وجود التنظيم في الطرف الآخر من الحدود، وأنهم غير مخولين للتحدث إلى وسائل الإعلام.
وسيطر تنظيم “الدولة” على معبر تل أبيض الحدودي بداية عام 2014، بعد اشتباكات عنيفة فجّر خلالها مقرات العديد من فصائل الجيش الحر، كما يعتمد التنظيم في معاركه حتى الآن على السيارات المفخخة، التي يستهدف فيها قيادات الفصائل المقاتلة ضده في جميع مناطق تواجده.
–