يعتبر بعض متابعي كرة القدم أن ريال مدريد، وبالأخص زين الدين زيدان، فاشل في تربية المواهب وتدريبها والصعود بها، كما فعلت مدرسة نادي برشلونة “لاماسيا” في تطوير جيل حقق إنجازات غير مسبوقة، لا سيما بين موسمي 2009 و2012.
تألق هذه المواهب دفع الجماهير لانتقاد سياسة النادي، وخاصة فيما يتعلق بالموهبة النرويجية مارتن أوديغارد، الذي قضى آخر موسمين له معارًا، إضافة للموسم الحالي.
مارتن أوديغارد هو واحد من أبرز المواهب الصاعدة في الفترة الأخيرة، صاحب قدرات إبداعية على أرض الميدان، لا سيما فيما يتعلق بالمراوغة والتمرير وفتح المساحات بالإضافة لصنع القرار داخل الأرضية.
بعد انتهاء عقده مع فيتسه أرنهيم الهولندي، صيف العام الحالي، عاد أوديغارد إلى العاصمة الإسبانية مدريد وتمرن في “الفالديباس” (المدينة الرياضية لريال مدريد) قبل أن تتم إعارته مجددًا إلى نادي ريال سوسيداد.
اللاعب هدفه اللعب في ريال مدريد، كما صرح لقناة “TV2” النرويجية، مضيفًا، “وقعت معهم لأنني أود أن ألعب هناك يومًا ما”.
وأوضح، “أشعر أنني تطورت كثيرًا خلال العامين الماضيين، أعتقد أنني أصبحت لاعبًا أفضل وأكثر نضجًا وقوة، أشعر أنني أصبحت أفضل كثيرًا من أول مرة قدمت فيها إلى إسبانيا”.
أسلوب لعب اللاعب وقدرته الفنية طرح تساؤلات حول مستقبله مع النادي الملكي، بالإضافة إلى مستقبل النادي مع أو دون وجوده في المواسم المقبلة في وقت تستقطب فيه إدارة ريال مدريد المواهب الشابة، فهل سيفرط النادي بموهبته النرويجية؟
كيف بدأ أوديغارد مسيرته
عندما كان أوديغارد في الـ 15 من عمره، أدرك نادي سترومسودست النرويجي أن لديه جوهرة كبيرة بين صفوفه، فأشركه مبكرًا في الفريق الأول بعمر 16 عامًا، ليصبح أصغر لاعب يسجل في الدوري النرويجي الممتاز في أيار من عام 2014.
اللاعب اليافع ذاع صيته في الأوساط الرياضية، فطرق ليفربول وريال مدريد الباب للاستفسار عنه، وبين عشية وضحاها، انتقل اللاعب إلى ريال مدريد مقابل 2.8 مليون يورو عام 2015.
بقي الشاب عامين مع النادي الملكي، ولعب في صفوف الفريق الأول عدة مباريات، ولضمان عدد دقائق لعب أكثر، أعار النادي اللاعب إلى هيرنفين الهولندي فعاد الموسم قبل الماضي، ثم أعاد إرساله إلى هولندا الموسم الماضي ليلعب مع نادي فيتيس أرنهيم.
قضى اللاعب وقتًا في هولندا يمكن وصفه بـ “الناجح” في موسمه الثاني مع النادي الهولندي، وبدأت الإحصائيات تتحدث عن اللاعب، بعد 35 مباراة سجل فيها تسعة أهداف ومرر 12 تمريرة حاسمة تُرجمت إلى أهداف.
ما يميز اللاعب ذكاؤه وقدرته على اكتشاف زوايا تمرير معقدة، بالإضافة للتنوع الفني وقدرته البدنية الكبيرة.
بدأ أوديغارد موسمه الحالي مع ريال سوسيداد في الدوري الإسباني، وأسهم بفوز فريقه بثنائية على أتلتيكو مدريد، مسجلًا هدف فريقه الأول، بالإضافة لمشاركته مع منتخب بلاده في التصفيات المؤهلة لكأس أمم أوروبا 2022.
لعب أوديغارد أربع مباريات في الدوري الإسباني سجل فيها هدفين، ولعب الموسم الحالي مع منتخب بلاده ست مواجهات حقق فيها هدفًا ومرر تمريرتين حاسمتين.
وبلغت نسبة تمريراته الناجحة 86.1%، وكان رجلًا للمباراة في مناسبتين من أصل أربعة لقاءات لعبها في الدوري حتى الآن.
–