المنظمات الإنسانية تحذر من كارثة في مخيمات اللاجئين باليونان

  • 2019/09/17
  • 1:59 م
مخيم موريا في جزيرة ليسبوس - 6 من تشرين الأول 2016 (رويترز)

مخيم موريا في جزيرة ليسبوس - 6 من تشرين الأول 2016 (رويترز)

حذر ممثلو المنظمات الإنسانية والإغاثية من “كارثة” متوقعة في مخيمات اللاجئين المزدحمة على الجزر اليونانية، مع استمرار تدفقهم من تركيا والتعامل معهم وفق سياسات قصيرة الأمد، حسبما نقلت صحيفة “The Guardian” البريطانية اليوم، الثلاثاء 17 من أيلول.

وصلت أعداد اللاجئين إلى أكثر من 24 ألفًا على الجزر اليونانية، وهم يعانون من ظروف “مروعة” تضم نقص الأغذية، ولدغات العقارب والأفاعي وانتشار الجرذان، ويضطر المئات منهم لاستخدام حمام واحد تنتشر فيه الروائح القذرة، ما يدفع العديد لإيذاء أنفسهم حتى الأطفال منهم، حسبما قالت الاستشارية البريطانية العاملة مع منظمة “أطباء بلا حدود” صوفي مكّان للصحيفة.

وأضافت أن “مستوى المعاناة الإنسانية لا يمكن وصفه (..) أعاني لإيجاد الكلمات المناسبة لأن أيًا منها لا يمكنها وصف مدى لا إنسانية الوضع في أوروبا، فهو بصراحة لا يصدق”

استقبلت الفرق الصحية التابعة لمنظمة “أطباء بلا حدود” في ليسبوس خلال شهري تموز وآب 73 طفلًا، ثلاثة منهم حاولوا الانتحار و17 عمدوا لإيذاء أنفسهم.

ووصل ما يزيد على 13 ألف شخص خلال شهري تموز وآب فقط إلى الشواطئ اليونانية، بما يفوق نصف كل الواصلين عبر البحر إلى البلاد خلال عام 2019، ثلثهم على الأقل من القاصرين الذين وصلوا دون مرافق بالغ، حسب بيانات المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة.

عجزت المنظمات الإغاثية عن تلبية الاحتياجات للواصلين الذين تزايدت أعدادهم بشكل كبير، حسبما قالت المتحدثة باسم هيئة الصليب الأحمر الدولية ومجتمعات الهلال الأحمر في أثينا، صوفيا مالمكفيست، وذلك بعد فرض الحكومة التركية قرارتها الجديدة المتعلقة بترحيل الأجانب المخالفين لقوانين الإقامة على أراضيها والتي بدأت منذ 13 من تموز الماضي.

وأشارت مالمكفيست إلى أن الظروف السيئة التي يعانيها اللاجئون الآن ستزداد سوءًا ما لم يتم وضع خطط طويلة الأمد من قبل السلطات “الوضع سيئ بشكل خاص على الجزر. إننا قلقون للغاية. هناك الكثير من الأطفال. ما نراه هو وضع السلطات حلولًا قصيرة الأمد مثل نقل بعض اللاجئين إلى البر الرئيسي وإلى الخيام، ولكن ما الذي سيحصل في الشتاء؟”

تساهل تركي يقود إلى أزمة أوروبية

ناقش وزير الخارجية اليوناني، نبكوس دينداس، أوضاع اللاجئين خلال زيارته إلى برلين أمس، وأكد مع نظيره الألماني على ضرورة التزام أنقرة بالاتفاق الذي عقدته مع الاتحاد الأوروبي عام 2016، والذي قلص من وصول اللاجئين بنحو 90% خلال الأعوام السابقة، بعد أن كان معدل الوصول اليومي يصل إلى ألفي شخص.

وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد هدد الاتحاد الأوروبي، في 5 من أيلول، بفتح الطريق أمام اللاجئين ما لم يحصل على دعم دولي لخطته القاضية بإقامة “منطقة آمنة” على طول الحدود السورية التركية وإعادة توطين مليون لاجئ سوري فيها، وما لم يحصل على كامل المساعدات البالغة ستة مليارات يورو التي كان متفقًا عليها مع الاتحاد الأوروبي.

ورفض رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، التهديد التركي ودعا، في 8 من أيلول، للتعاون لحل الأزمة، في حين حث الاتحاد الأوروبي ووزارة الخارجية الألمانية اليونان على استخدام حقها في إعادة اللاجئين إلى تركيا، إذ نص الاتفاق السابق على إعادة طالبي اللجوء الذين لا تتوفر لديهم أوراق صالحة إلى تركيا مع استقبال أعداد مماثلة منها.

ولكن لم تتمكن اليونان من إعادة إلا ألف لاجئ منذ توقيع الاتفاق، لما واجهته من صعوبات قانونية، حسبما ذكر المجلس النرويجي للاجئين.

وقالت الاستشارية البريطانية العاملة مع منظمة “أطباء بلا حدود” صوفي مكّان، إن الاتفاق الذي عقده الاتحاد الأوروبي مع تركيا كان من المفترض أن يقلص أعداد اللاجئين ويتيح بدائل قانونية لوصولهم عوضًا عن التعامل مع المهربين ولكنه “أنشأ بدلًا من ذلك مخيمات تسلب كرامة الناس وتجبرهم على العيش في ظروف مروعة”.

وتعتقد المنظمات في أثينا أن زيادة أعداد الواصلين مؤخرًا تعود إلى تقليل خفر السواحل التركي من دورياته عمدًا، وكانت السلطات اليونانية قد اتخذت اجراءات بسيطة لمواجهة الأزمة من خلال نقل نحو 1800 لاجئ من جزيرة ليسبوس إلى البر الرئيسي.

ازدحام وضغوط غير مسبوقة

ازدحم مركز الاستقبال الرئيسي في موريا في جزيرة ليسبوس الأسبوع الماضي حتى إنه لم تعد هناك مساحة لتركيب حمامات جديدة، حسبما قال مدير المخيم، يانيس بالباكاكيس، بعد أن استقال من منصبه دون ذكر الأسباب.

يضم المخيم عشرة آلاف و400 شخص على الرغم من أنه مصمم لاستقبال ثلاثة آلاف فقط.

ولكن وضع مخيم الاستقبال في جزيرة ساموس يفوقه سوءًا فهو “يضم سبع أضعاف طاقته الاستيعابية” حسبما قالت المتحدثة باسم مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في أثينا، ستيلا نانو.

وأضافت أن على السلطات زيادة القدرة الاستيعابية للمراكز، ووضع خطة أطول أمدًا للتعامل مع قضية اللاجئين.

مقالات متعلقة

حياة اللاجئين

المزيد من حياة اللاجئين