تناقلت وسائل إعلامية محلية وعالمية الأسبوع الماضي أنباء “توحي” بأن سوريا مقبلةٌ على أعمال عسكرية أو سياسية تطيح بالأسد أو تلجمه على الأقل، ليخضع إلى حلّ سياسي قبل جنيف3 المزمع عقده بعد أيام.
بدأت هذه التصريحات بـ “عاصفة حزم” في سوريا على غرار شقيقتها اليمن، ثم البناء على “تصفية” رستم غزالي على اعتباره مسمارًا أخيرًا في نعش نظام الأسد.
تفاهمٌ سعودي قطري تركي أيضًا سيدعم المعارضة دون حدود، فجأةً وبالهبل، واتحاد أحرار الشام وجيش الإسلام في جيشٍ منظّم، وليس آخر هذه الأنباء تصريحات رئيس الائتلاف السوري المعارض، خالد خوجة، حول فيتو منع مضاد الطيران عن المعارضة الذي “سينتهي قريبًا”.
ولو أنّ المناخ على الأرض السورية بعد انتصارات الشمال، يتيح لأحد هذه السيناريوهات أو أكثر أن تتحول إلى حقيقة، إلا أنها ليست مبنيّة على دراسات وأدلةٍ راسخة كما أنها لا تعني أن نظام الأسد سيسقط غدًا.
السوريون الغرقى في بحر المشاريع والتيارات المتحاربة على أرضهم، متفائلون اليوم بالقشة الأخيرة التي سيتمسّكون بها أيًا كان مصدرها، لكنّها إن أخفقت في إنقاذهم فليس لديهم ترف ورومانسية انتظار مراحل أخرى.
لذا فعلى الأطراف المؤثرة وعلى رأسها الفصائل المقاتلة وداعموها، دراسة الخطوة القادمة علميًا وبناءً على تصوّر منطقي وواقعي ضمن إطارٍ وطني سوري يتلافى الأخطاء التي وقعت بها التشكيلات السابقة على مدار 4 سنوات.
بهذه الطريقة ستكسب الفصائل تأييد السوريين قبل كل شيء، ما يدعمها في انتصاراتٍ عسكرية جديدة، ثم الضغط بهذه الورقة سياسيًا في وجه نظامٍ قدّم البلاد على طبقٍ من ذهب لملالي طهران وساق البلاد لحربٍ مذهبية لم تبقِ له مناصرًا سوى وحوش منبوذةٍ لا تفقه العيش إلا مع الدماء.
هذه الدعوة ليست عبثًا بل موجهةٌ إلى أولئك الصادقين الذين يقدّمون أرواحهم في سبيل رفع الظلم؛ وعدا ذلك فإننا نبيع الوهم بأيدينا ولن يسامحنا الشعب إن فاتت الفرصة.
هيئة التحرير