أدهم الكراد.. قيادي درعاوي يتابع “ثورته” تحت جناح التسوية الروسية

  • 2019/09/15
  • 12:00 ص

القيادي السابق في صفوف الجيش الحر في درعا أدهم الكراد (صفحته على فيس بوك)

عنب بلدي – أحمد جمال

“نعم خسرنا المعركة العسكرية في الجنوب، لألف وألف سبب، ولكننا لم نخسر ذاتنا وإرادتنا”، عبارة قالها القيادي السابق في “الجيش الحر” في درعا، أدهم الكراد، في تموز الماضي، وذلك بعد عام على خسارة فصائل المعارضة السيطرة على محافظة درعا لمصلحة النظام السوري، عبر اتفاق التسوية الذي رعته روسيا.

أدهم الكراد، الملقب بـ “أبو قصي”، شغل منصب قائد “كتيبة الهندسة والصواريخ”، وكان أحد قادة غرفة عمليات “البنيان المرصوص” في الجبهة الجنوبية، في أثناء سيطرة فصائل المعارضة على المنطقة قبل تموز 2018، ثم شارك كعضو في لجنة التسوية، ليصبح اليوم معارضًا ذا صوت عالٍ تحت عين النظام.

عاد الكراد مرارًا إلى الواجهة، إما لتصريحاته عبر “فيس بوك” أو لمواقفه المثيرة للجدل، ومؤخرًا تعرضت سيارته لتفجير بعبوة ناسفة من قبل مجهولين، دون أن يتعرض للإصابة لعدم وجوده في السيارة في أثناء التفجير.

لم تتبنَّ أي جهة المسؤولية عن الحادثة، التي وقعت في 12 من أيلول الحالي، واقتصر تعليق الكراد على ذكر الخبر على صفحته الشخصية، مستنكرًا وصفه بـ “أحد عرابي المصالحات في درعا” من قبل إحدى الجهات الإعلامية.

وقال الكراد في تعليقه، “لست عرابًا للمصالحات ولو كنت كذلك لما استهدفوني، نحن ثوار من مدينة مهد الثورة، خضعنا للتسويات وفق ضغط دولي ولم نتخلَّ عن قضيتنا”.

“عدو الروس يهادنهم”

انضم الكراد، صاحب مقولة “تسقط موسكو وما تسقط درعا”، إلى اتفاق التسوية المبرم مع الروس أنفسهم.

وسبق أن قال القيادي “أبو قصي”، في أثناء معارك درعا في تموز 2018، قبيل توقيع اتفاق التسوية مع الجانب الروسي، إن “حوران لم ولن تهادن”، واصفًا الأشخاص الذي لجؤوا للمصالحات مع النظام بـ “الرماديين الذين تأثروا بتهديدات النظام”، وذلك في أثناء حديثه لعنب بلدي عن أهمية مواجهة الحملة العسكرية على درعا، وحثه المقاتلين على الدفاع عن الأرض والعرض.

وكانت فصائل المعارضة في درعا وقعت اتفاقية مع النظام السوري والجانب الروسي في تموز 2018، قضت ببقاء الراغبين من مقاتلي الفصائل داخل المحافظة وخروج الرافضين إلى إدلب، إضافة إلى عدد من البنود، كان أهمها إخراج المعتقلين من السجون، وعدم ملاحقة المطلوبين بعد تسوية أوضاعهم، إلى جانب إزالة القبضة الأمنية عن السكان.

وخلال تلك الفترة كان الكراد أحد أعضاء لجنة التسوية، ونتيجة ذلك بقي في مدينة درعا، ليبدأ “ثورة جديدة”، عبر صفحته في “فيس بوك”، التي يؤكد من خلالها على ثوابت الحرية والكرامة التي نشدتها درعا منذ ثمانية أعوام.

من العسكرة إلى “السلمية”

في آب 2018، شارك الكراد بمظاهرة شعبية هي الأولى من نوعها في ساحة الجامع العمري بدرعا البلد، هتفت ضد المتطوعين من أبناء المدينة في صفوف قوات النظام، ونادت بالإفراج عن المتعقلين من السجون.

كما عبر عن رفضه مشاركة أبناء درعا في صفوف قوات النظام، خلال المعارك ضد فصائل المعارضة على جبهات إدلب وحماة، وهدد بعصيان مدني من خلال صفحته في “فيس بوك” في حزيران الماضي، قائلًا، “درعا لن تسلّم فلذات أكبادها لتجعلوها حطبًا لمشاريعكم”.

وأوضح حينها، “لدينا ثلاث فئات شبابية متأثرة بما حصل، المنشقون، والاحتياط، والخدمة الإلزامية. وطالما أن هناك معارك قائمة في إدلب، وحيث إنه قد تم الغدر بأبنائنا الذين صدقوا قرار العفو وتعجلوا بالالتحاق، فإن درعا لن تسلم فلذات أكبادها لتجعلوها حطبًا لمشاريعكم، وهي قريبة من العصيان المدني، خيطوا بغير مسلة”، وفق تعبيره.

وانتقد سلوك روسيا في تسيير اتفاق التسوية، إذ قال عبر “فيس بوك”، في 6 من تشرين الأول 2018، إن روسيا تماطل بوعودها في محافظة درعا، خاصة في ملف المعتقلين، مضيفًا أن هذا الملف لا يزال معلقًا و”يدور في فلك تائه”، ولم تتعدَّ الوعود الروسية “كلمة سنحاول، وفيها تسويف”.

“خالٍ من الشوائب”

في نيسان الماضي، تحدث الكراد عن تسلّمه دعوى قضائية رسمية لتسليم نفسه إلى الأمن أو  الاعتقال والإحضار بالقوة، كانت قد رفعت من قبل لجنة “توثيق الجرائم والإرهاب” في وزارة العدل التابعة للحكومة السورية.

وجاء في مضمون الدعوى أن الكراد متهم بالتعرّض للمدنيين والأطفال في حادثة مدرسة “ذات النطاقين” في عام 2016، في منطقة السحاري بمدينة درعا، بحسب ما قاله حينها عبر “فيس بوك”.

وأضاف القيادي السابق، “راجعت تاريخ النضال لدى الفصيل الذي كنت أقوده في الجيش السوري الحر أو أحد أعضائه، ولكنني تيقنت أنه خالٍ من الشوائب القانونية أو الأخلاقية أو الاعتداء حسب ذكركم، ولم أجد بين صفوفه أحدًا من الإرهابيين”.

وطالب بشطب الدعوى المرفوعة ضده بشكل فوري باعتبارها “باطلة”، وباعتباره داخلًا ضمن اتفاق التسوية المبرم مع الجانب الروسي والنظام السوري، الذي يمنع اعتقال المنضمين إليه، إضافة لاتهامه جهة الادعاء بالتزوير والتلفيق والتشهير والطعن، مطالبًا بالتعويض المناسب.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا