عنب بلدي – إدلب
عانت قرية عين البيضا، في ناحية جسر الشغور بريف إدلب الشمالي، من الإهمال والنسيان على مدار سنوات، إلى أن بدأت منظمة “المهندسين السوريين للإعمار والتنمية”، قبل شهرين، بتنفيذ مشروعها للنظافة وإصلاح خطوط المياه والصرف الصحي.
كانت منظمة المهندسين أولى المنظمات التي تنفذ وعودها في القرية المنسية، حسبما قال نائب رئيس المجلس المحلي في عين البيضا، محمد علي، لعنب بلدي.
تُركت القرية طوال سنوات الصراع مفتقدة للخدمات، على حد تعبير علي، الذي أرجع السبب إلى قرب موقعها من جبهات القتال المشتعلة منذ بداية القتال المسلح.
وأجرت المنظمة دراسة للمنطقة ووضعت خطة لتلبية احتياجات القرية، التي افتقدت لشبكة الصرف الصحي والمياه الصالحة للشرب وتصريف القمامة، إلى جانب قريتين في ريف جسر الشغور أيضًا، هما الحمبوشية وفوز الزوف، وقرية ياقد العدس في ريف حلب الغربي وقرية قناطر في ريف حلب الجنوبي، قبل أن تبدأ بتنفيذ مشروعها المستمر لشهرين مقبلين.
مساعدات وتلبية متكاملة للاحتياجات
يعمل المشروع، حسبما قال المساعد اللوجستي في المنظمة، حازم غراب، لعنب بلدي، على صيانة شبكات المياه والصرف الصحي وتجهيز الآبار وتقديم المولدات والآليات المطلوبة لدوام عمل فرق النظافة في القرى المحتاجة.
كما تقدم المنظمة الوقود والزيت اللازم لتشغيل المولدات والآليات والعناية بها، والكلور لتعقيم المياه طوال فترة تنفيذ المشروع.
وخصصت المنظمة، وهي منظمة غير حكومية وغير ربحية أنشئت في مدينة حلب عام 2011 حسبما ذكرت عبر معرفاتها الرسمية، عدة أيام ضمن المشروع لكنس وتنظيف شوارع القرى بالمعدات التي سُلمت للمجالس المحلية، لتبدأ دورة التنظيف الدائم كل ثلاثة أيام.
وقدمت المنظمة الآليات والأدوات المطلوبة للمجالس، والحاويات والألبسة المخصصة لعمال النظافة، وأعدت المناشير التوعوية لتوزيعها على الأهالي عند بدء الحملة، التي تهدف لمكافحة التلوث البيئي في تلك المناطق.
انعكاسات مادية وبيئية وصحية وجمالية
يرى نائب رئيس المجلس المحلي لقرية عين البيضا، محمد علي، أن الفوائد التي سيجنيها أهالي القرية ستكون ذات أبعاد مادية وبيئية وصحية وجمالية.
إذ انتشرت الأمراض في القرية نتيجة التلوث الذي سببته حُفَر التصريف الصحي، والقمامة التي كان على الناس جمعها وحرقها بأنفسهم، قبل أن يتبرع أحد أهالي القرية بتقديم جرار سهّل المهمة، وأسهم بقية الأهالي بتشغيله عبر تقديم تبرعات شهرية تصل إلى 500 ألف ليرة سورية.
وكان المواطنون يدفعون شهريًا مبلغًا يتراوح بين ثمانية إلى عشرة آلاف ليرة سورية للحصول على ماء الشرب، الذي انقطع عن القرية منذ عام 2011، ولكن هذا المشروع سيقلل من تلك التكلفة لتصل إلى ألفي ليرة فقط، وفق تقدير علي، بعد انتهاء المشروع ودعم المنظمة الذي سيستمر لثلاثة أشهر.
ووفق تقديرات الأمم المتحدة فإن 270 ألفًا من سكان المنطقة الشمالية الغربية لسوريا بحاجة للمساعدة في قطاع النظافة والماء والصرف الصحي، نتيجة الحملة العسكرية الأخيرة، من بين 15.5 مليون بحاجة للمساعدة في عموم سوريا، بينما يعاني 6.2 مليون شخص من نقص حاد في هذا القطاع.