أحمد حاج بكري – ريف اللاذقية
سادت حالة من الخوف والقلق مدن الساحل السوري بعد وصول أكثر من 200 جثة لعناصر من الشبيحة كانوا يقاتلون في صفوف النظام على جبهات ريف إدلب وحماة، بالإضافة إلى قرابة 300 جريح استقبلهم مشفى تشرين العسكري ومشفى الأسد داخل مدينة اللاذقية.
ويحاول أهالي المقاتلين البحث عن أبنائهم بين القتلى والجرحى، بينما يقلب بعضهم صفحات أخبار المعارضة على مواقع التواصل الاجتماعي ليعلموا أي شيء عن مصير أبنائهم.
ونشرت بعض الصفحات الموالية للنظام عبر الفيس بوك عددًا كبيرًا من الأسماء التي قالت إنهم قتلوا على جبهات القتال، لكنها لم تنشر صور أغلبهم لأن قوات الأسد لم تستطع سحب الجثث بعد انسحابها من جسر الشغور في ريف إدلب وسهل الغاب في ريف حماة، ليكمل مقاتلو المعارضة تقدمهم على هذه الجبهات.
وأصبح الطريق أمام مقاتلي المعارضة في حماة وإدلب مفتوحًا باتجاه الساحل، بينما خسرت قوات الأسد آخر الطرق الواصلة بين الساحل وحلب، التي كانت تستخدمها في نقل السلاح القادم عن طريق البحر.
أبو زكريا، قيادي في الفرقة الأولى الساحلية، اعتبر في حديثٍ إلى عنب بلدي أن «المعركة كانت ضربة قاسمة لقوات النظام، وأثبت الثوار أنهم قادرون على خوض معارك كبيرة على جبهات طويلة مستفيدين من توحدهم جميعًا تحت راية جيش الفتح»، مردفًا «أصبحنا ندرك أهمية العمل الموحد حيث استطعنا تحرير مناطق واسع بأيام قليلة».
بدورها، تنقل الناشطة الحقوقة ياسمين بنشي، ابنة اللاذقية، الوضع داخل أحيائها بالقول «تعيش المدينة حالة من الترقب لمعرفة ماذا سيحصل في الأيام القليلة القادمة»، مشيرةً إلى أن قوات الأسد عمدت إلى نشر عدد كبير من الحواجز مهمتها اعتقال الشباب ونقلهم إلى جبهات القتال، رغم أن أغلبهم كانوا يملكون ورقة تأجيلٍ للخدمة العسكرية.
وبينما تركت معارك إدلب «أثرًا إيجابيًا» في نفوس السوريين وأشعرتهم بإحياء الثورة بعد موتها، انعكست الحالة سلبًا لدى شبيحة الساحل، وفق بنشي التي توضح «ما يخشاه الشبيحة اليوم هو اقتحام الساحل والاستمرار في التقدم؛ إنهم يعلمون أن الأسد لن يفيدهم شيئًا بعد أن سحب أغلب شباب هذه المناطق طوعًا أو إجبارًا بحجة الدفاع عن الوطن».
يذكر أن لمقاتلي الساحل دورًا بارزًا في الانتصارات الأخيرة حيث شاركت الفرقة الأولى الساحلية بمعركة تحرير سهل الغاب واقتحامه من الجهة الغربية، وكذلك شاركت كتائب أنصار الشام واللواء العاشر وفرقة عاصفة الحزم بمعركة النصر ودخول مدينة جسر الشغور من الجهة الغربية، وسط تنسيق مع مقاتلي إدلب وحماة وحمص.