يمثل فريق “أمل سوريا” اللاجئين حول العالم للمرة الثالثة على التوالي في منافسة “First Global” العالمية، التي ستعقد في مدينة دبي الإماراتية في الفترة ما بين 24 و27 من تشرين الأول المقبل.
ويحمل الفريق هدف الفوز مجددًا لتغيير الصورة النمطية عن معنى اللجوء وقدرات اللاجئ وحقوقه، وفق ما تحدث به عضو الفريق ماهر العيساوي، والمشرف يامن النجار لعنب بلدي.
تغيير الصورة النمطية عن اللاجئين
اعتبر طالب المرحلة الثانوية والمشارك في فريق “أمل سوريا”، منذ عامين، ماهر العيساوي، أن مهمة “تقديم صورة تليق بمقام وأرواح ملايين المضطهدين حول العالم” هي أكبر محفز له للمشاركة ضمن المنافسات التي قادته لزيارة البيت الأبيض، في العاصمة الأمريكية، واشنطن، وعواصم مختلفة حول العالم.
ما حققه فريقه من فوز في المركز الأول عالميًا في المكسيك العام الماضي، متفوقًا على 220 فريقًا من حول العالم، مكنه من تمثيل اللاجئين والحديث باسمهم في لقاءات عقدت في العديد من السفارات الأوروبية والعربية، وقال ماهر العيساوي لعنب بلدي، “فخر لنا أن نمثل اللاجئين بالصورة الصحيحة”.
وأضاف أن اللاجئ يعاني من نظرة نمطية جائرة، تحد وجوده وإمكانياته في الأكل والشرب فقط، وتابع “نريد تغيير هذا التفكير غير المنطقي، ونسعى لنبرهن للعالم أن اللاجئ باستطاعته أن يبتكر ويخترع في حال توفرت لديه الإمكانيات اللازمة”.
وبالنسبة للمنافسة المقبلة، التي حددت منظمة “First Global” الأمريكية موضوعها (تنظيف المحيط من النفايات وإعادة تدويرها)، يستعد لها الفريق بجد وبمعنويات عالية، حسبما قال العيساوي، واضعًا المركز الأول نصب عينيه.
رحلة النجاح “المفاجئة”
حين اتجه الفريق، بداية تشكيله عام 2016، للمشاركة في مسابقة “VEX” في الجامعة الأمريكية في بيروت، وخاض تصفيات مع 13 فريقًا لبنانيًا، لم يكن يتوقع الفوز بالمركز الأول، ولا التأهل للتصفيات العالمية في الولايات المتحدة التي ترعاها مؤسسة “vexrobotics” العالمية.
وعند تمكنه من الحصول على جائزة المحكمين في واشنطن، أدركت منظمة “MAPS” السورية غير الحكومية، والتي شكلت الفريق ووفرت التعليم والتدريب لأفراده من الطلبة المنتسبين لمدارسها في لبنان، أن عليها توسيع نطاق مشروعها وزيادة عدد المستفيدين منه.
وبحسب النجار، بدأت المنظمة عقب حصولها على جائزة المحكمين، مشوارها في تأهيل الطلبة من مختلف الفئات العمرية للمشاركة في المنافسات العربية والعالمية، لتقديم أمل متجدد لسوريا وأهلها.
أسست المنظمة فكرة “الروبوت اللاجئ” (Robo Refugee) لتعريف العالم معنى أن يكون المرء لاجئًا، ولتبرهن على حقه في العيش الكريم والحصول على التعليم، وقدرته على الإبداع وتحقيق أكبر الإنجازات، حسبما قال مدير برنامج التعليم المستمر في المنظمة، يامن النجار، لعنب بلدي.
واختارت المنظمة أفراد فرقها التي اشتركت باسم “أمل سوريا”، من ضمن الطلبة المتميزين في مدارسها للاجئين السوريين في لبنان، الذين يتلقون تدريبات متنوعة في البرمجة وعلم الروبوتات، على يد مهندسين ومدربين سوريين، للمنافسة ضمن المسابقات في فئات عمرية مختلفة.
وأشار النجار إلى أن المنظمة تحاول ضم أفراد جدد لفرقها على الداوم ليتمكنوا من تطوير قدراتهم وتقديم الجديد للفرق.
لا تقف فائدة المشاركة على كسب الجوائز، التي حصلت فرق “أمل سوريا” على نحو 30 منها من نحو 24 مسابقة عربية وعالمية، حسبما قال النجار، ولكنها تساعد الطالب على بناء شخصيته وقدراته مع تنمية قدرته على العمل الجماعي والإبداع.
–