قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن بلاده كانت مضطرة لشراء منظومة “S- 400” الدفاعية من روسيا، مشيرًا إلى أن هذه المنظومة تأتي في مقدمة القضايا بين تركيا والولايات المتحدة بالوقت الراهن.
وفي لقاء له مع وكالة “رويترز”، أمس، الجمعة 13 من أيلول، في مكتب رئاسة الجمهورية بقصر “دولمة بهتشه” بمدينة إسطنبول، أكد أروغان حاجة تركيا لمنظومة صواريخ “S- 400” الدفاعية من أجل تحقيق السلام في المنطقة.
وقال في هذا الصدد، “كنا مضطرين لاتخاذ هذه الخطوة من أجل السلام في المنطقة، وكما تعلمون هذه ليست منظومة هجومية وإنما دفاعية، وكنا بحاجة لمثلها”.
وأضاف، “روسيا أبدت موقفًا صادقًا تمثل في موضوع الإنتاج المشترك للمنظومة، وتوفير القرض، إلى جانب الجدول الزمني السليم، وهو ما أسهم في تسريع العملية”.
وأشار الرئيس التركي إلى أن بلاده سترتاح بعض الشيء بفضل شراء منظومة “S- 400”، التي من المفترض أن ينتهي العمل على تركيبها في شهر نيسان المقبل كحد أقصى.
وفيما يخص موقف الولايات المتحدة من الموضوع، قال أردوغان إن على الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن يتفهم ما أسماه “بواعث قلق تركيا بشأن التهديد العسكري الكردي على الحدود”.
وأشار إلى أن العلاقة مع ترامب من شأنها أن تساعد على تجاوز الأزمة التي نجمت بين البلدين عن شراء منظومة الصواريخ الدفاعية الروسية “S- 400”.
وفي تطور ملفت، قال الرئيس التركي إنه سيبحث مع نظيره الأمريكي شراء منظومة “باتريوت” للدفاع الصاروخي خلال لقائهما على هامش اجتماعات الجمعية العام للأمم المتحدة التي تبدأ الأسبوع المقبل.
واعتبر أردوغان أن جذور هذه المشكلة بدأت منذ عهد الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، الذي امتنع عن بيع تركيا منظومة صواريخ “باتريوت” بذريعة أن “الكونغرس لا يسمح”.
ولفت إلى أن ترامب عبّر عن انزعاجه حيال امتناع إدارة أوباما عن ذلك.
وأمس أكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن قرار تركيا شراء منظومة “S- 400” الدفاعية من روسيا سيجعل استمرار مشاركتها في برنامج إنتاج الطائرة المقاتلة “F-35” الأمريكية أمرًا مستحيلًا، مؤكدة مواصلة الإجراءات المطلوبة لإزالة تركيا من البرنامج.
وكانت صفقة “S- 400” قد أحدثت خلافًا بين تركيا والولايات المتحدة، إذ هددت الأخيرة بفرض عقوبات اقتصادية على أنقرة في حال أتمت الصفقة.
ومطلع أيار الماضي، أعلنت الولايات المتحدة تعليق “عمليات التسليم والأنشطة” المتعلقة بشراء تركيا لمقاتلات الجيل الخامس “F-35”.
وتعتبر الولايات المتحدة أنه لا يمكن لتركيا أن تمتلك منظومة “S- 400” الروسية ومقاتلات “F-35” الأمريكية معًا، بسبب القلق من أن تكنولوجيا “F-35” الحساسة يمكن أن تتعرض للضرر من منظومة “S-400″، أو أنها قد تستخدم في تحسين نظام الدفاع الجوي الروسي، حسب ما قال مسؤولون أمريكيون لوكالة “بلومبيرغ”.
وأبدت أنقرة إصرارها على إتمام صفقة “S- 400” مع موسكو، ما عرقل إمكانية حصولها على صواريخ “باتريوت” الدفاعية الأمريكية.
لكن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قال خلال لقائه مع أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ، نهاية تموز الماضي، إن إدارته لا ترغب في فرض عقوبات على تركيا لشرائها أسلحة روسية.
وتعتبر منظومة “S- 400” الأحدث بين أسلحة الدفاع الجوي على الصعيد العالمي، وتتميز بقدرتها على تتبع 160 هدفًا وإطلاق 80 صاروخًا في آن واحد، وتتمتع بمدى رصد يصل إلى 600 كيلومتر ونطاق إصابة بمساحة 400 كيلومتر.