البوط العسكري “قصة عشق”.. زهير عبد الكريم مثالًا

  • 2015/05/04
  • 7:58 م

عبادة كوجان

“عندما رأيته بكيت وقبلته حتى الثمالة”، لم ينقص المشهد العاطفي الذي أداه زهير عبد الكريم في معسكر المسطومة بريف إدلب (أمس الأحد) سوى هذه العبارة، لتضفي سحرًا على مسرحية عشق “البوط العسكري” لا تقل تأثيرًا عن “روميو وجولييت”.

بعد بكاء الفنان غسان مسعود بطريقة مبتذلة، وتمثيلية سلوم حداد على فضائية النظام التي تفتقد للمناديل في أكثر المواقف الوطنية “إيلامًا”، يأتي دور زهير عبد الكريم (ابن بلدة معربا القلمونية) لينهال مقبّلًا “البوط العسكري”، مسقطًا بهذا المشهد أي مقاربة مع دوره “همام” في مسلسل “الزير حداد”، وأقرب قليلًا إلى نوري المبيض في مسلسل زميله دريد لحام.

ما يفاجئ الجمهور السوري والعربي الذي تغنى بالدراما السورية طيلة العقد الماضي، أن هؤلاء -وغيرهم كثر- كانوا ممن سطروا بأعمالهم بطولات ومقولات حفرت في الأذهان، حتى أصبحوا قدوة لبعض منا في أعمال البيئة الشامية أو التاريخية.

محمد سيجري، شقيق الفنان الراحل نضال سيجري، كتب منشورًا عبر فيس بوك عن زهير عبد الكريم، لخص الانحدار الأخلاقي عند الأخير “صدقًا لو عرفتك إنسان وطني لأكبرت فيك تقديرك للبوط العسكري الذي لعقته بطيب خاطر” .

وأضاف سيجري، الذي اعتقل لعامين في سجون الأسد “حين أذكر بكاءك ونحيبك في ذاك اليوم أثناء جلستنا بكافيه جيميني بالشعلان بحضور أخي نضال ومجموعة من الفنانين وتبريرك للظهور على تلفزيون الدنيا ومهاجمة زملائك الفنانين بشكل وقح، بأنه لديك أسرة وأطفال وتسعى للقمة عيشهم.. يجعلني أراك قزمًا للمرة الثانية ولا علاقة لك بالوطن أو الوطنية..”.

بعد كوثر البشراوي وزهير عبد الكريم سيكون البوط العسكري على موعد مع قُبَل أخرى، لاريب في ذلك، فهو اليوم رمزٌ وطنيٌ ودليلٌ على التضحية في سبيل الأسد، ولا أستغرب إن وضع الحذاء عوضًا عن الخوذة كنصب للجندي المجهول في ساحات دمشق؛ وقد حصل ذلك فعلًا في اللاذقية.

مقالات متعلقة

رأي

المزيد من رأي